في الولاياتالمتحدةالأمريكية مشاريع بحثية قائمة تستهدف رفع مستوى الخطورة لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والذي اجتاح منطقتنا هذا العام وتسبب في وفاة الكثيرين. وحسب وكالة كيودو للأنباء (18/10/2014م) فقد قررت اللجنة العلمية بالبيت الأبيض من أسبوعين إيقاف الاعتمادات المالية الجديدة لتلك المشاريع بشكل موقت بهدف مراجعة الإجراءات الأمنية في المعامل البحثية الأمريكية التي تقوم فيها هذه الأبحاث خشية تسرب الفيروسات القاتلة التي جرى تطويرها ومخاطر استخدامها من متطرفين في عمليات إرهابية جرثومية... مقالة اليوم تناقش السؤال: هل فيروسات كورونا وإيبولا أسلحة بيولوجية؟؟ بداية ولنتعرف على خطورة الفيروسات القاتلة فننطلق إلى العام 1918م حين انتشر في أوروبا ومناطق أخرى من العالم ما يسمى، بوباء انفلونزا 1918 والتي سميت كذلك الانفلونزا الإسبانية، والتي أصيب بها حوالي 500 مليون انسان وقضت على حياة حوالي 100 مليون منهم أو ما يعادل 5% من البشر في ذلك الوقت... ورغم انتهاء تلك الأزمة وقتها فقد قام فريق بحثي في جامعة ويسكانسين – ماديسون مؤخراً بتوليف فيروس انفلونزا طيور شبيه بالانفلونزا التي تسببت بوباء الانفلونزا الاسبانية عام 1918م من خلال عملية تسمى (الوراثية العكسية Reverse Genetics)..ولكن ما هدفهم من ذلك؟؟ في ورقة علمية منشورة في يونيو لهذا العام أوضح قائد الفريق البحثي (كاواؤوكا يوشيهيرو)، المتخصص في فيروس إيبولا والانفلونزا، أنهم أجروا اختبارات على قوارض لمعرفة ما إذا كان هذا الفيروس الذي تم توليفه في المعامل يمتلك نفس مستوى خطورة الفيروس الأصلي لوباء 1918م ...والنتيجة هي أن الفيروس الجديد له القدرة على أن يكون سبباً لأمراض وبائية مهولة. صحيفة (الديلي ميل أونلاين 4/7/2014م) علقت بأن هذه الأبحاث قد تتسبب بوفاة 400 مليون شخص إذا ما تسرب الفيروس ووصل لمستويات انتشار شبيهة بما حصل عام 1918م. وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو عدم تطوير أي لقاح مضاد لهذا الفيروس إلى الآن!! ورغم اعتراضات الكثير من العلماء والمتخصصين حول العالم على هذه الأبحاث والمطالبة بإيقافها فوراً إلا أن الفريق العلمي في جامعة ويسكانسين يؤكد أن الأنظمة المطبقة تمنع دخول أو خروج الهواء ناهيك عن أن الوصول للمعامل يتطلب عبور بوابتين محكمتي الإغلاق. ونعود للسؤال المطروح في عنوان المقال: هل كورونا وإيبولا أسلحة بيولوجية؟؟ بكل صراحة لا أعلم الجواب!! ولكن أستطيع التأكيد أن احتمال ظهور أمراض وبائية تتسبب فيها فيروسات تم تطويرها في المعامل أمر وارد سواء كان تسريب تلك الفيروسات بالخطأ أو عمداً. وقرار اللجنة العلمية في البيت الأبيض مؤشر لذلك الخطر.. إذن ما المطلوب منا عمله في المملكة والعالم العربي؟ من الإجراءات المطلوبة: 1) المسارعة بإنشاء مراكز بحثية متخصصة في علوم الفيروسات والأمراض الوبائية واستقطاب أفضل الخبراء إليها، 2) ابتعاث طلابنا للدراسة والبحث في هذا المجال، 3) تطوير صناعة دواء سعودية تقوم على الابتكار ولا تكتفي بتصنيع الأدوية عبر التراخيص، 4) الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى المملكة في حمى الوادي المتصدع وفيروس كورونا وإدارة مواسم الحج في بناء شراكات دولية للتعامل مع الأزمات الفيروسية والكوارث الوبائية. أنهي مقالة اليوم بالحقائق التي أوردها (لين كلوتز)، الباحث في مركز العلوم الأمريكية لضبط التسلح ومنع الانتشار، في بحث منشور قبل عامين بأن هنالك 42 مؤسسة تقوم بأبحاث لتطوير واحد أو أكثر من فيروسات قد تكون قاتلة كالجدري، السارس وH5N1، والخطر الحقيقي هو أن احتمالية تسرب أحد تلك الفيروسات القاتلة من المعامل تصل لثمانين بالمئة وإلى عام 2025م!!