اعتقلت قوة بحرية إسرائيلية صباح أمس الأربعاء خمسة صيادين فلسطينيين كانوا على متن قواربهم قبالة سواحل «السودانية» شمال مدينة غزة. وقال نقيب الصيادين في غزة لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا» إن جنود البحرية الإسرائيلية حاصروا مركبا يعود لعائلة بكر واعتقلوا خمسة من الصيادين من ذات العائلة كانوا على متنه. وأشار إلى أن الزوارق الحربية أطلقت النار بشكل كثيف قبل اعتقال الصيادين ونقلتهم إلى مكان مجهول. اقتحام واعتقالات وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس شابين فلسطينيين من بلدة عرابة وفلسطينيا من مدينة جنين وآخر من بلدة الزبابدة واقتحمت بلدة يعبد وقرية زبوبا في الضفة الغربية. كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلت الليلة الماضية 16 فلسطينيا أقاموا بها بصورة مخالفة للقانون. إلى ذلك اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين ومن كبار «حاخامات معهد الهيكل الثالث» أمس المسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من شرطة الاحتلال. وأفادت مصادر فلسطينية في القدس أن أعداد ملحوظة من المصلين خاصة من النساء تتواجد في المسجد الأقصى للتصدي لعناصر منظمة «نساء لأجل الهيكل» المتطرفة التي أعلنت نيتها اقتحام المسجد الأقصى لتنظيم برنامج في باحاته ومحيط أبوابه. من جهتها حذرت جامعة الدول العربية من مخططات إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى وذلك من خلال تصويت الكنيست الإسرائيلي على هذه الخطة التقسيمية خلال الشهر القادم تحت مسمى (مسودة قرار صلاة اليهود في جبل الهيكل). وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها أمس الاربعاء إنها حذرت مراراً من هذا المخطط الذي يهدف إلى تقسيم وتهويد المسجد الأقصى في انتهاك صارخ لحرمته واستباحة المستوطنين والمتطرفين له واقتحاماتهم اليومية بقيادة غلاة المتطرفين من ساسة ورجال دين وعلى رأسهم المتطرف الديني يهودا غليك تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوم بإطلاق القنابل الغازية المسيلة للدموع والحارقة والرصاص الحي على صدور المصلين الفلسطينيين المرابطين داخل الأقصى للدفاع عنه، كما تقوم قوات جيش الاحتلال بالتعرض والعدوان الوحشي على السيدات الفلسطينيات في داخل الحرم القدسي. وأضاف البيان أن ما قام به نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي «موشيه فيجلين» من أداء طقوس تلمودية على قبة الصخرة المشرفة دون أي اعتبار لحرمتها وقدسيتها لدى كافة المسلمين في العالم هو تجسيد لدلالات توجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتقسيمه على أرض الواقع والمتضمنة أيضاً الدفع بأعداد كبيرة من هؤلاء المستوطنين والمتطرفين لاقتحامات يومية لساحاته والمساس بحرمته. غضب أوروبي وفي حادثة غير مسبوقة ذكرت تقارير إخبارية إسرائيلية أمس الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي حريص على الدخول في مفاوضات مع إسرائيل بهدف وقف سلسلة تحركات إسرائيلية في الضفة الغربية يصفها الأوروبيون ب»المتجاوزة للخطوط الحمراء» والتي قد تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية في المستقبل إلى جانب إسرائيل. وأوضحت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن هذا ما تكشفه وثيقة داخلية بالاتحاد الأوروبي حصلت عليها الصحيفة. وأضافت أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية يخشون من أن تكون هذه المفاوضات مقدمة لعقوبات أوروبية ضد إسرائيل. وذكرت الصحيفة أنه منذ قيام إسرائيل بمصادرة أربعة آلاف دونم في الضفة الغربية وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، عُقِدت سلسلة مشاورات في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل بين سفراء الدول ال 28 حول الرد الأوروبي على هذه التطورات. وانتهت المشاورات مطلع الأسبوع بقرار نقل رسالة حادة إلى إسرائيل باسم أعضاء التكتل الأوروبي تركز على وصف التحركات الإسرائيلية بأنها «تهديد مركز ومتزايد على إمكانية تنفيذ حل الدولتين». ومن المقرر أن يقوم سفير الاتحاد الأروبي في إسرائيل بنقل الرسالة إلى وزارة الخارجية. ومن بين الأمور الي تتضمنها الوثيقة التأكيد على رغبة الاتحاد الأوروبي في عقد «مشاورات وافية» حول أمور متعلقة بالأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضافت الوثيقة: «هناك توقعات مشروعة بإجراء حوار بناء مع السلطات الإسرائيلية حول الإجراءات التي تتخذ من جانبهم والتي قد تؤثر على مساعداتنا وأهدافها المتمثلة في خلق بيئة مناسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمساهمة في تهيئة الظروف لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة». وأشارت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة إلى أن المشاورات في بروكسل بشأن «الخطوط الحمراء» في الضفة الغربية التي سيتم إبلاغها للإسرائيليين خلال المفاوضات لم يتم تحديدها بصورة كاملة، إذا لم يكن على الإطلاق، كما لم يتم تحديد تداعيات تجاوز هذه الخطوط. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع: «تعتقد بعض الدول، وعلى رأسها فرنسا، بضرورة وضع عقوبات محددة يتم تطبيقها إذا ما اتخذت إسرائيل خطوات محددة، حتى لا تكون هناك مفاجآت ويكون الثمن واضحا». وختم بأن الأمر لا يزال قيد المناقشة ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنه.