افتتحت في اكسفورد ندوة دراسة الإسلام والمجتمعات الإسلامية المعاصرة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالتعاون مع مركز اكسفورد للدراسات الإسلامية برعاية الشيخ صالح ال الشيخ وبحضور السير الن مونرو رئيس الجمعية السعودية البريطانية يوم أول أمس السبت بحضور عمدة اكسفورد ومديري المراكز الإسلامية في بريطانيا، والقى الدكتور فرحان نظامي كلمة ترحيبية تلاها كلمة السير مونرو اشاد فيها بجهود المملكة لمحاربة الارهاب والتطرف كما اشاد بجهود خادم الحرمين في نشر الحوار مذكرا باللقاء التاريخي بين خادم الحرمين وبابا الفاتيكان وما تلا ذلك من مؤتمرات عن الحوار والتعايش والسلام بين اتباع الاديان والحضارات. واشار السير مونرو بالدور الذي يقوم به معالي الشيخ صالح ال الشيخ وزير الشؤون الإسلامية منذ تولية الوزارة في نشر الاعتدال بحكمة وثبات. وفي نهاية كلمته اوضح ان افضل من يستطيع التحدث عن موضوع المؤتمر هو معالي الوزير ثم تلا الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان مستشار الوزير كلمة الوزير حيث قال: إنني مقتنع بأن في الإمكان اليوم الوصول الى الفهم الصحيح للإسلام، من خلال دراسة الإسلام بتجرد ومن مصادره الاصيلة وفق مفهوم (اسمع مني قبل ان تسمع عني) وهذا يعد افضل أسلوب من أساليب المعرفة الصحيحة والتي ستؤدي الى مزيد من التفاهم. فهناك من ينتقدون الإسلام على أنه دين خرافي، وانه الدين الذي يدعو الى الجهاد، والدين الذي لا يعرف التسامح، ذلك من جهة، ومن جهة أخرى فهناك من يقولون عن الإسلام إنه الدين الحق الوحيد، ولو أن العالم كله اعتنق الإسلام لعاش في خير وسلام مدى الدهر. آل الشيخ: المشكلة اليوم في انتشار حملات التعصب والكراهة والازدراء والحل في التفاهم والحوار البناء ومضى معاليه قائلا: لقد ثبت لدي ولدى الكثير من الباحثين أن الذي ينطبع في أذهان المنصفين عن عقيدة الإسلام هو بساطتها وموافقتها للفطرة ولواقع الحياة، وخلوها من الخرافات، وطبعها بطابع توحيد الله تعالى توحيدا لا شائبة للشرك فيه مما يحرر الانسان من الخرافات ويحمي عقله من الاوهام وإن أهم ما يتأثر به المنصفون أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والقيم والمبادئ التي حافظ عليها مع القريب والبعيد والموافق له والمخالف ومنها الصدق والوفاء والرحمة والاحسان والتواضع والعطاء والعدل واحترام الانسان، وشعوره بضرورة النزول على ما يقتضيه واقع الحياة من البشرية، من جهة اخرى مما يستدعي اهتمام المنصفين في التشريع الإسلامي على كل حال، قابليته للاجتهاد، تلك القابلية التي مكنت الفقه الإسلامي من التطور في إطار القرآن والسنة. لأن الإسلام يجيب أجوبة ملموسة عن المشاكل التي تشغل الفكر البشري. السير ألن مونرو: مبادرة خادم الحرمين للحوار كان لها أثر كبير في المجتمعات الإسلامية واوضح في كلمة الوزير: ان المسلمين لا يجدون من واقع دينهم ومن تاريخهم الناصع. في انتشار العولمة ما يهدد دينهم او كيانهم، فقد بُعث نبي الرحمة والسلام محمد صلى الله عليه وسلم برسالة عالمية للبشرية جمعاء متجاوزة حدود الزمان والمكان، وهذه الرسالة غير خاصة بلون أو بعرق معين بل هي رسالة هدى للناس يقول الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء:107. وذلك لتعليم الناس عبادة الله الواحد الأحد ونشر رسالة السلام والتعايش والتفاهم للبشرية جمعاء قال تعالى في القرآن الكريم (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)الحجرات :13 واوضح معاليه ان التأثير المتزايد في ظل العولمة لعناصر وجماعات ومجموعات (دون مستوى الدول على سبيل المثال منظمات إرهابية او جماعات ضغط ذات نفود اعلامي او اقتصادي) على ساحة العلاقات العالمية وتفسير تلك العناصر للدين والعلاقات الانسانية بشكل خاطئ أو إساءة فهمها له او قيامها بتشويه صورته، ادى الى زيادة الحاجة لنداء موحد ومستمر للفهم الصحيح وتشجيع الدراسة المنصفة للإسلام كسبيل للحيلولة دون تفسير أحداث العنف بشكل خاطئ أو تخفيها وراء اقنعة مختلفة. واوضح ان المشكلة التي تواجهنا انتشار حملات التعصب والكراهية والازدراء واعني بالحل اشاعة التفاهم والحوار البناء الايجابي وهو الامر الذي سعى له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر دعواته ومبادراته للحوار بين اتباع الاديان والثقافات فاتحا بذلك آفاقا رحبة امام المهتمين بالتبادل المعرفي والدراسات الدينية للعمل المشترك على تحقيق فهم افضل ومعرفة ادق بالإسلام والمجتمعات المسلمة المعاصرة. واختتم كلمة الوزير بالقول إن المأمول من هذه الندوة العلمية توصيات عملية تسهم في اشاعة ثقافة التبادل المعرفي الرشيد بين اتباع الاديان والثقافات وتؤدي الى مزيد من التعاون بين الحضارات. وختاما اؤكد شكري للباحثين وللمشاركين في هذه الندوة وللبروفسور فرحان نظامي مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية على ترحيبه وتعاونه في عقد هذه الندوة ولجامعة أكسفورد ولكافة العاملين من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية والمركز الثقافي الإسلامي بلندن وبرنامج التبادل المعرفي التابع للوزارة كما لا يفوتني ان اشكر صاحب السمو الملكي محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن على كل ما ابدوه من مساهمة فاعلة وتعاون مثمر لعقد هذه الندوة وانجاحها متمنيا للجميع حياة حافلة بالسعادة والنجاح وحسن الاثر. ثم بدأت الجلسة الاولى للمؤتمر بعنوان تاريخ دراسة الإسلام في الغرب برئاسة الدكتور فرحان نظامي ومشاركة الدكتور ريتشارد مارتن الاستاذ في جامعة اموري في الولاياتالمتحدة والدكتور رانهارد شولتز استاذ الدراسات ومدير معهد الدراسات الإسلامية في جامعة بيرن في سويسرا.