لا أدري هل هي حركة وهمية (كعذر) لامتصاص غضب المراجع أو كسل من الموظف أو قصور من المراقب ؟ جملة "النظام عطلان" كثيرا مانسمعها في المؤسسات الحكومية أو في بعض الجهات التي تعنى بتنفيذ خدمات في صالح المجتمع.. ربما يكون النظام فعلا عطلانا ولكن لايستهلك كل هذا الوقت والتأخير حتى نهاية الدوام ويمكن أن تمتد هذه المعاملة أو المراجعة إلى أسابيع وتتحول إلى مشكلة وتصبح هاجسا يؤرقنا، من المفروض في مثل هذه المؤسسات أن يكون لديهم خطة بديلة في حالة الأعطال لتفادي التأخير، النظام الذي أتحدث عنه هو جهاز الكمبيوتر الذي يستعمله الموظف والشاشة التي يطالعها وبمجرد أن تتوقف إما من ضغط وجهد في التيار الكهربائي وهذا غالبا مايحصل أو من عطل فني يتوجب حضور مختص، تجد الموظف ينقطع عن التواصل تماما ويردد هذه الجملة باستمرار حتى بدون أن يستوعب سؤال المراجع، ففي مرة من المرات كنت في أحد المؤسسات الحكومية وكان هناك الكثير من المراجعين في صفوف الانتظار فتوقف الجهاز ولا أعلم ماخطبه ! فبدأ الموظف بتكرار هذه الجملة حتى أتم حفظها بعض المراجعين وأصبحوا يرددونها نيابة عنه، فتخطى أحد المراجعين صف الانتظار وسأل الموظف عن مكان دورة المياه -أجلّكم الله- فكانت الإجابة كجهاز الرد الآلي: احترم الصف "الجهاز عطلان" فما كان من ذلك المراجع إلا ذهب يبحث عن موظف ثان ليرشده، وبعد مضي 40 دقيقة عاد الجهاز للعمل وتم إصلاح نظامه حينها قل عدد المراجعين فمنهم من أضجرهُ وأملّهُ الانتظار فذهب بلا رجعة وآخر لازال كحالي ينتظر وهكذا حتى نهاية الدوام بين شد وجذب " النظام عطلان" و "تم إصلاح العطل" وأكاد أجزم في أغلب الحالات أن النظام سليم ويتمتع بكفاءة عالية والعطل ليس إلا في مزاجية الموظف وعندما نتواصل مع الموظف وأقصد هنا الموظف الفوضوي والمهمل ونوضح له سبب انشغالنا وهو أن لدينا أبناء أو إخوة على وشك الخروج من المدرسة ويجب أن نقلّهم أو أي سبب آخر مقنع يجاوب بكل برود عندكم شكوى توجهوا للمدير، في هذه اللحظة نتساءل هل القصور يكمن في الإمكانيات أو في كسل الموظف ومزاجيته أو في تهاون الرقيب عن أداء مهامه الرقابية ؟ أخيراً: يلزم بعض الموظفين دورات تدريبية في كيفية التعامل مع المراجعين والزائرين للمنشأت والمؤسسات التي يعملون بها.. تسوية: جملة "النظام عطلان" هي معادلة لم تحل وناتجها إلى الآن مجهول وظاهرة تحتاج لبحث علمي أو رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه..