عاش الإعلاميون الخليجيون أعضاء المركز العربي للإعلام السياحي والمركز السعودي للإعلام السياحي تجربة غير مسبوقة تعتبر من أروع التجارب وأدهشها عندما غادروا الحاضر وغاصوا إلى عالم ما قبل الإنسان وخلقه، تلك التجربة هي ما عاشه الإعلاميون المشاركون في قافلة الإعلام السياحي العربي التاسعة في الرياض والتي زارت الرياض الشهر الماضي بالتزامن مع الاحتفالات بذكرى اليوم الوطني السعودي ال 84. وتلخصت التجربة في زيارة منطقة الدرعية العاصمة السعودية القديمة، تحت إشراف هيئة السياحة السعودية والتي نظمت برنامج يوماً كاملاً بحي الطريف بالدرعية التاريخية، الموقع الذي اعتبره العالم محمية تراثية وضمها لليونسكو لقائمة التراث العالمي في دورتها ال 34 والتي عقدت في البرازيل في عام 2010، ويعد الموقع السعودي الثاني الذي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي بعد اعتماد تسجيل موقع الحجر (مدائن صالح) في عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، زار الإعلاميون الخليجيون المتحف الوطني السعودي، وأحس الإعلاميون وكأنهم غادروا عصرهم وغاصوا في أعماق الزمن والتاريخ وعايشوا ضمنياً فترة بداية الخلق، بقيادة مرشد سياحي سعودي يدعى متعب الحمود، والذي استطاع بلباقته أن يجعل من ردهات وقاعات المتحف الوطني السعودي المبني على مساحة أكثر من 17 ألف متر مربع تستهوي عقول المشاركون في القافلة. وقدم المرشد شرحاً بشكل سريع قبل الجولة عن مكونات المتحف التي تشمل ثمان قاعات عرض مقسمة بحسب الموضوعات تطور شبه الجزيرة العربية الطبيعي والإنساني والثقافي والسياسي والديني حسب سيناريو العرض المتحفي وصولاً إلى تطور المملكة العربية السعودية بأطوارها الثلاثة، موضحاً بأن المتحف يحتوى حالياً 3700 قطعة أثرية وتراثية موزعة على القاعات الثمانية، وبه احدث الوسائل التصويرية التي تبلغ 900 بالإضافة إلى عدد 90 فيلماً ومجسماً صوتياً. قاعة الإنسان والكون بالمتحف الوطني تقع هذه القاعة في الطابق الأرضي، وهي أولى قاعات المتحف الوطني التي تؤدّي إلى قاعات العرض الأخرى، التغيّرات التي تتمّ في كوكب الأرض، ومدى تأثيرها في حياة الإنسان والكون والكواكب والتكوين والمعادن وغيرها، وشاهد الإعلاميون عيّنات لحيوانات منقرضة مختلفة الأحجام استوطنت الجزيرة العربية قديماً، حيث يوجد نموذج مجسّم لفيلة (الماستادون) ذات الشعر الكثيف التي كانت تجوب شبه الجزيرة العربية قبل نحو 12 إلى 17 مليون سنة. وانتقل الإعلاميون إلى القاعة الثانية التي تشمل تاريخ الممالك العربية وتمثل الفترة التاريخية الممتدة من الألف الرابع قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي؛ لتشمل فترة فجر التاريخ إلى تكوّن الممالك العربية، وشاهد الإعلاميون القاعة الثالثة في المتحف الوطني وتمثل العصر ما قبل الإسلام وهي تمثل الفترة من سنة 400 ميلادية إلى البعثة النبوية؛ أي سنة 622ه، وتشمل معروضات تبين وضع القبائل العربية في العصر الجاهلي، والعقائد التي كانت سائدة آنذاك، وأنماط الحياة اليومية، والعادات، والتقاليد، وأسواق العرب، وتطور الخط العربي. وانطلق الإعلاميون إلى القاعة الرابعة وهي تمثل الفترة من بزوغ الإسلام إلى بدء انتشاره، وتعرض حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، ونزول الوحي والغزوات ومخطوطاً من القرآن الكريم، وجلس الإعلاميون مذهولين بما يرونه، ثم انتقل الإعلاميون إلى زيارة قاعة عصر صدر الإسلام الذي يبدأ مع وصول الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة، وينتهي مع بداية العصر الأموي، وتوجد غرفة صغيرة لعرض فيلم تبين أحداث بعض غزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومنها: بدر وأحد والخندق. الدولتان السعوديتان الأولى والثانية وفي قاعة أخرى تبلغ مساحتها 1200 متر مربع، شاهد الإعلاميون موجز يمثل فترة الدولة السعودية الأولى منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود الذي حكم فيما بين عامي (1726/1765م)، واللقاء التاريخي الذي تم بينه وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية والذي تعاهدا خلاله على الدعوة إلى العودة إلى مصادر الإسلام الأصلية ومحاربة البدع والخرافات والشركيات التي انتشرت في تلك الفترة، وتطبيق شريعة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم تطور الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى وازدهارها، والحياة الاجتماعية فيها، وتوسع الدولة منذ قيامها، مروراً بفترة حكم الأئمة الذين خلفوا الإمام محمد بن سعود في الحكم، وفي القسم الثاني من القاعة يتناول فترة الدولة السعودية الثانية التي قامت على يد الإمام تركي بن عبدالله (1240ه/1824م)، تلا ذلك قاعة تمثل فترة نشوء الدولة السعودية الثالثة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز في العام 1902م. الزميل العصيمي يشرح بداية الجريدة ومراحل تطورها قافلة الإعلام السياحي في زيارة جريدة الرياض واطلعت قافلة الإعلام السياحي الخليجي على تاريخ الإعلام السعودي ممثل في جريدة الرياض، والتي صدرت في عام 1965 باللغة العربية، وهي أول مطبوعة سعودية تحقق نسبة (100٪) في سعوده وظائف التحرير، واستقبل القافلة عميد الصحافة السعودية والخليجية رئيس تحرير صحيفة الرياض ورئيس جمعية الصحفيين الخليجيين الأستاذ تركي بن عبدالله السديري الذي أكد على أهمية تكامل الجهود العربية إعلامياً لدعم البرامج والفعاليات السياحية، واستثمار مقومات الوطن العربي تاريخاً وجغرافياً وتنمية في جذب السياح، واكتشاف المعالم التراثية والأثرية. ثم زار الإعلاميون الموقع الإلكتروني بصحبة مدير التحرير الزميل سليمان العصيمي والذي يعد أحد أبرز وأكبر المواقع الإعلامية العربية على شبكة الإنترنت، ويحظى بمعدل زيارات عالية تقدر بنحو مليون ونصف مليون زيارة يومياً مما يضعه في طليعة المواقع الإلكترونية السعودية، وطبقاً لتصنيف (alexa.com) فإن موقع (الرياض الإلكتروني) الذي دشن في منتصف 1998م يحتل المرتبة الأولى على مستوى مواقع الصحف العربية، والزيارات الأكثر من نصيب متصفحي المملكة فيما يأتي زيارات المتصفحين من دول الخليج في المركز الثاني، وتحل الزيارات من السعوديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا في المركز الثالث من نسبة المتصفحين. الإذاعة والتليفزيون والاحتفال باليوبيل الذهبي وبمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على انطلاق الإذاعة السعودية حين أصدر الملك عبدالعزيز مرسوماً ملكياً بتأسيس الإذاعة السعودية منذ نصف قرن، هنا رئيس المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي رئيس هيئة الإذاعة التليفزيون الأستاذ عبدالرحمن الهزاع أثناء اللقاء الذي تم في مقر الإذاعة السعودية، وأبدى المناعي سعادته بهذا اللقاء وأثنى على التطور الإعلامي الكبير الذي شهدته الساحة الإعلامية المسموعة والمرئية في المملكة العربية السعودية والتي أثرت بشكل مباشر في التطور الذي عم جميع دول الخليج. كما أشاد الهزاع بفكرة المركز العربي ووجه إلى ضرورة التعاون مع اتحاد الإذاعات العربية، كما وافق على دعم كل مبادرات المركز العربي للإعلام السياحي بتحفيز إنتاج برامج مميزه تساهم في التعريف بالوجهات السياحية السعودية والخليجية والعربية على وجه الخصوص، وكرم الهزاع المركز العربي للإعلام السياحي بإهدائه درع اليوبيل الذهبي للإذاعة والتليفزيون السعودي، كما أهدى رئيس المركز العربي للإعلام السياحي درع الفئة الأولى للمركز العربي للإعلام السياحي. ملتقى إعلاميي الرياض يشيد بأهداف المركز العربي للإعلام السياحي إلى ذلك أكد رئيس ملتقى إعلاميي الرياض الإعلامي عبدالعزيز العيد إن الإعلام هو الوجه المنير للتنمية وأن المركز العربي للإعلام السياحي وبجهود القائمين عليه يبرزون جهود الدول العربية والخليجية في مجال السياحة التي أصبحت ركيزة العمل التنموي، وأبدى العيد تطلعه إلى التوصل لمذكرة تؤدي توأمه مع المركز العربي للإعلام السياحي من اجل خدمة شعوبنا الخليجية والعربية، مضيفاً أن مثل هذه الزيارات فرصة لتبادل الأفكار وبحث مجالات التعاون المشترك في ما يخدم الطرفين والإعلام عموما والإعلام السياحي خصوصاً. من جهة أخرى، استقبل الأستاذ ماجد الحكير رجل السياحة والترفية الأبرز في السعودية، استقبل بمكتبه رئيس المركز العربي للإعلام السياحي وأعضاء القافلة التاسعة، وتبادل معهم الحديث وشكرهم على زيارتهم للرياض ومشاركتهم في الاحتفالات باليوم الوطني السعودي ال 84، كما أثنى الحكير على مبادرة المركز العربي للإعلام السياحي في تعزيز السياحة البينية بين الدول العربية، واعتبر الإعلام شريك أساسي في التنمية. اجتماع الوفد مع رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الخليجيون يفضلون فخامة وهدوء الريتز كارلتون وكانت قافلة الإعلام العربي والخليجي قد بدأت تجربتها المذهلة في العاصمة الرياض باستضافة فندق الريتز كارلتون والذي يعتبر أفخم الفنادق في السعودية وأكبرها على الإطلاق إذ تبلغ مساحته ما يزيد عن 50 فدانا ويقدم أفضل الخدمات السياحية والفندقية الفاخرة بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة العربية السعودية. وأكد المدير العام لفندق الريتز كارلتون الرياض عادل محبوب على الميزات التي تميز فندق الريتز كارلتون الرياض ومنها فخامة الخدمة وهدوء المكان مما يجعل الريتز كارلتون قبلة السياح من دول الخليج والعالم عندما يقررون أن يزورون الرياض والمملكة، وأشار محبوب إلى أن الفندق يقدّم مجموعة من الخدمات واللحظات التي تترك انطباع لا مثيل له لدى الزائر، مثل برك السباحة الأجمل في الرياض والمطاعم المتنوعة والمنتجع الصحي والبهو الرائع. كما تم ضمن فعاليات قافلة الإعلام السياحي التاسعة عقد لقاء تعريفي بجائزة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، والتي تسمى جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، التي تعتبر منصة يشارك فيها الشباب عبر مسابقة تتيح لهم إظهار إبداعاتهم، وتقديم مشاريع ريادية مجتمعية تعالج العديد من التحديات التي تواجه المجتمع. المشاركون في القافلة يثنون على دور هيئة السياحة والآثار من جانبهم أشاد الإعلاميون الخليجيون المشاركون في قافلة الإعلام السياحي العربي التاسعة بالرياض بالدور الذي تقوم به هيئة السياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية من اهتمام بالتراث والمواقع الأثرية في شتى بقاع المملكة، من الدرعية التاريخية إلى مدائن صالح وغيرها الكثير من المواقع، فضلاً عن اهتمام الهيئة بالموروث الشعبي السعودي الغني والمتنوع والمختلف من منطقة إلى أخرى، وكذا دعم الهيئة لكل المشاريع والمتاحف الخاصة التي يقوم عليها الأفراد المهتمين بالتراث السعودي. وأثنى رئيس المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي بما تحتويه السعودية من مقومات تجعلها قبلة للسياحة النظيفة، فضلاً عن ما تملكه من مواقع دينية تجعلها الوجهة الأمثل للسياحة الدينية، التي يجب أن تستغل لزيادة عدد الرحلات السياحية القادمة إلى المملكة، من خلال تصميم برامج سياحية دينية تشمل زيارة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، وغيرها من المساجد والمواقع الأثرية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي وسيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومواقع الغزوات وغير ذلك المواقع الأخرى. حي الطريف في الدرعية التاريخية صورة جماعية لدى زيارة القافة للدرعية زيارة الوفد للدرعية التاريخية الوفد يطلع على بعض آثار الدرعية