في منعطف تاريخي مهم لسوق الاسهم السعودي وفي اضخم اكتتاب تشهده الاسواق السعودية والخليجية والعربية، يترقب الجميع طرح البنك الاهلي التجاري لحوالي 500 مليون سهم للبنك مملوكة لصالح صندوق الاستثمارات العامه تمثل 25٪ من اسهم البنك، خصص منها 300 مليون سهم للافراد تعادل نسبة 15٪ من رأس مال البنك و200 مليون سهم تعادل 10٪ لصالح المؤسسة العامة للتقاعد، وقد تم تحديد سعر الاكتتاب بقيمة 45 ريالا للسهم، وهذا يؤدي الى جمع مبلغ قدره 22.5 مليار ريال ، منها 13.5 مليارا من الافراد، ويعتبر هذا الطرح اضخم عملية اكتتاب يشهدها سوق الاسهم السعودي، حيث حدد تاريخ 19 اكتوبر موعدا لبدء الاكتتاب عبر جميع البنوك السعودية. وعلى الرغم مما يثار حاليا والطروحات التي تخص هذا الاكتتاب، الا انه من جانب اخر يعزز قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وسوق الاسهم، فالاكتتابات على وجه العموم ترسخ مشاركة الافراد والمؤسسات في ملكية الشركات والبنوك القائمة وتتنوع مصادر المشاركة سواء في الملكية او في قرارات الجمعيات العمومية وهذا بالطبع في صالح السوق، كما ان البنك الاهلي يعتبر من البنوك المؤسسة للقطاع المصرفي وتشارك الحكومة في نسبة ملكيته عبر صندوق الاستثمارات العامه، وهذا الطرح لاسهمه يعتبر مصدر قوة للبنك وللسوق عموما. ان تزامن عملية طرح الاكتتاب للبنك مطلع افتتاح سوق الاسهم بعد اجازة الحج والهبوط الحاد في سوق الاسهم وخسارة السوق 706 نقاط اي حوالي 144 مليار ريال في اول يوم تداول، قد لا تؤثر اطلاقا على عملية الطرح فقد سبق لحالات مماثلة وتم تغطية الاكتتاب باضعاف مضاعفة وهذا دليل على وجود ثقافة جيدة للاستثمار في الاسهم حتى من قبل المواطن العادي الذي يعتبرها فرصة لتحقيق دخل من الفرق بين قيمة الطرح الاولي للسهم وبعد نزوله للتداول، ان ما يحدث الان في تطورات السوق يعتبر امتدادا للطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة والتوسع في قطاع الاعمال عموما وزيادة المشاركة وهذا يعزز الثقة في السوق ويؤكد قدرة الاقتصاد السعودي على استيعاب تطورات حجم الاعمال وزيادتها لتلبية طلبات النمو المتزايدة في التنمية الاقتصادية.