مسافة وفرق لا يبصره الكثير للأسف ممن يحملون رايات النصح والنقد والحوار وعدم إدراك وعلم هذه المسافة والوعي والمعرفة بها أورد الكثير دروب التجني على الوطن والإخلال بحق الوطن والانتقاص منه حين يتحدث البعض وهو يريد انتقاد وتقويم سياسة ما في الدولة ولجهلهم هنا يؤسس لمبدأ حوار خاطئ وتكون قاعدته للنقد من منطلق وأساس خطا الوطن ليس شعاراً سياسياً أو عرقياً أو ظرفاً اقتصادياً وثقافياً خاضعاً لظروف ومتغيرات الوطن ليس شخصية محددة او جهة معينة او لهجة خاصة الوطن وحبه والانتماء له أساس ثابت وواسع كسعة أرجائه وأطرافه. فهو الحاضن لنا باختلاف أجناسنا وأصولنا وألواننا وقبائلنا وهو الأمان وهو الجغرافيا والمسافة وهو نحن مهما تعددت ثقافاتنا وانتماءاتنا وتوجهاتنا وتفاوتت أفكارنا ورؤانا.. الوطن هو ما نسير عليه ونعمل فوقه وننام على أرضه ونقتاد من خيره وقد ظلّ خادم الحرمين الشريفين -حفظة الله- بأكثر من مناسبة يناشد ويطالب بشكل واضح فتح الأبواب وسماع الملاحظات وهو أول من يقر بالقصور بعد الاجتهاد وبالخطأ أثناء عمل الصواب وهذا لايعيب ولا يقلل ولا يمنع من التوجيه والنقد والتقويم قوله تعالى:(إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ) فالوطن كما أسسه المؤسس رحمة الله عليه وسار عليه أبناؤه الملوك من بعده رحم الله المتوفى منهم وحفظ وأدام من بقي على طاعته ولنستوعب مليا قاعدة وحدهم الذين لا يعملون.. لا يخطئون. عوداً لبدء الموضوع نجد للأسف الشديد الكثير ممن يغيب عنهم فهم الوطنية بصورتها الشاملة وهذا خلل كبير وخطير وهو ما يسبب زعزعة وتصدعات بلحمة الوطن.. عبر التاريخ وبالعصور والقرون الماضية نقرأ عن تضحيات القبائل والفرسان وبذل أنفسهم من اجل وطنهم والذود عنه حتى وهم يعيشون بوطن يعج بالانفلات الأمني ويغرق بالجهل والضياع إلا أن حب الوطن فيهم يوقد في صدورهم الغيرة عليه وعلى كل ما يحمله وطنهم ويعتزون بأوطانهم. فحرياً بنا ان نكون اكثر منهم غيرة ووحدة نحو وطننا الآمن الوفي معنا والذي يعطينا بسخاء اكثر مما نرجو وننتظر ولنعتز بأناس بذلوا أرواحهم ونذروا ايامهم وشبابهم يجبون السهول والصحاري والجبال لوحدة هذا الوطن العزيز الشامخ بمشيئة الله وآخر هؤلاء الفرسان الموحد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -رحمه الله- واليوم ولله الحمد نحن بوطن الحرمين الشريفين تحت ظل قيادة تؤسس وتدعم وتدعو للحوار والنقاش وتصدر هذه الثقافة للعالم نحن الحضن ونحن السد ونحن الحل لكل ازمة او معضلة تمر بأي دولة عربية او اسلامية وهذه نعمة نحسد عليها لذا ووفاء لهذا الوطن ولسياسته الرشيدة والحكيمة والحليمة نعتز بكل ما نحن فيه وبه. وبالحمد والشكر تدوم النعم فلك اللهم الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك على كل نعمة أنعمت بها علينا وعلى وطننا وعلى ولاة أمورنا شكراً دائماً ما تعاقب الليل والنهار على وطني وطن العز والخير والأمن والأمان.