أدى ارتفاع معدل استخدام الهواتف الذكية في الشرق الأوسط، وازدياد أعداد مستخدمي الأجهزة النقالة، وازدياد أعداد مستخدمي شبكات الاتصال اللاسلكي ذات النطاق العريض إلى ازدهار قطاع الأجهزة المتنقلة في المنطقة، مما أدى إلى زيادة ملموسة في استخدام التطبيقات، ومع هذه الزيادة بدأ المزيد من المستهلكين في الشرق الاوسط بالاستفادة من تطبيقات المحتوى الترفيهي (الأفلام والموسيقى) ومواقع التواصل الاجتماعي والأخبار وخدمات السفر والأعمال على أجهزتهم الذكية ضمن استخدامهم اليومي لها. ووفقاً لدراسة أجرتها "بلس 7"، إحدى شبكات الإعلان عبر الأجهزة المتنقلة في المنطقة، فإن استخدام هذه الأجهزة يبين وجود سوق متنامية للتطبيقات ذات الطابع المحلي، حيث وجدت أن أكثر من نصف المشاركين في دراستها يستخدمون تلك التطبيقات بشكل يومي، وكانت الدراسة قد ركزت على دراسة سلوكيات استخدام الأجهزة الذكية في المملكة ومصر والإمارات وسلطنة عمان والكويت وقطر والبحرين للتعرف إلى المحتوى الذي يستعمله المستخدمون بشكل دائم. أشرف فواخرجي ومن المثير للاهتمام أن 50 بالمئة من المشاركين في جميع الأسواق المشمولة بالدراسة يفضّلون استعمال التطبيقات للحصول على المعلومات وإجراء المهام اليومية، بدلاً من استخدام الحاسوب، كما أظهرت الدراسة أن الإمارات تتصدر تلك الدول من حيث معدل تنزيل التطبيقات، إذ يستخدم أكثر من نصف الناس هناك ما يزيد على 10 تطبيقات بشكل مستمر. أما المستخدمون في المملكة فيفضلون الاطّلاع على المعلومات المتوفرة عبر المواقع الإلكترونية للأجهزة المتنقلة وعبر التطبيقات الإخبارية، وبحسب الدراسة فإن التطبيقات الأكثر تنزيلاً على الهواتف الذكية في المملكة والإمارات ومصر هي المتعلقة بالترفيه والتكنولوجيا والسفر، كما أن 73 بالمئة من مستخدمي الهواتف الذكية في الشرق الأوسط لا يمانعون في دفع تكلفة مقابل التطبيقات التي "تجعل حياتهم أكثر سهولة"، وما زالت تلك التطبيقات تتصدر أسواق المنطقة، وتحتل تطبيقات السفر المرتبة الثانية بعد التطبيقات المالية والمصرفية، حيث اختار 34 بالمئة من المستخدمين تنزيل تطبيقات السفر المدفوعة وفقاً لأبحاث أجرتها "سبوت أون ريسرتش" في المنطقة. وتعليقاً على ذلك أشار أشرف فواخرجي، نائب رئيس مجموعة أعمال "هواوي ديفايس" لأجهزة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط، إلى أثر استخدام تطبيقات الأجهزة المتنقلة في المنطقة وكيف سيستمر نموها في المستقبل، وألمح إلى أن هناك معدلات استخدام مرتفعة في الشرق الأوسط تكاد تكون الأعلى، وأوضح أن العائق الأهم الذي من الممكن أن يمنع بعض المستخدمين في المنطقة من استعمال التطبيقات المتاحة على هواتفهم الذكية بالشكل المناسب يعود إلى نقص أعداد التطبيقات باللغة العربية. وعلى الصعيد التجاري، بدأت العديد من الشركات المشغلة لخدمات الهاتف ومزدوي خدمات الإنترنت بفتح مصادر جديدة للإيرادات عبر منصّات التطبيقات، فهناك العديد من المشغلين والشركات يسعون لتقديم التطبيقات فائقة القيمة، بحيث يمكن للمستهلكين شراء خدمة أو منتج ما مباشرة عبر التطبيقات. وينعكس ذلك أيضاً من خلال شركات الاتصالات وتقنية المعلومات، والتي تتمثل مسؤوليتها في دعم المشغلين والشركاء الحكوميين، ويضيف فواخرجي أن "برنامج هواوي العالمي للشراكة في مجال استضافة محتوى وخدمات الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط" يعتبر مثالاً على جهود شركات الاتصالات وتقنية المعلومات في تمكين المشغلين ليحققوا الريادة في تقديم خدمات الاتصال والترفيه الأصيلة للجمهور، ومن خلال تلك المبادرة يتمكن المشغلون في المنطقة من التعرف إلى إمكاناتهم في توفير خدمات الألعاب والفيديو والموسيقى والاتصال للمستهلكين المحليين بشكل أسرع وتكلفة أقل، في الوقت الذي يحصلون فيه على مصادر إضافية للإيرادات. من ناحية أخرى، ساهم ارتفاع معدل استخدام تطبيقات الأجهزة المتنقلة في دفع الحكومات إلى البدء بتوفير مزيد من التطبيقات الحكومية باللغة العربية عبر تطبيقات الأجهزة المتنقلة، وذلك لتقديم خدماتها للمواطنين بضغطة زر، وقدمت حكومة المملكة دعماً كبيراً لتنمية ثقافة تطبيقات الأجهزة المتنقلة، إلى جانب التطبيق الرسمي للخدمات الإلكترونية في المملكة عبر الأجهزة المتنقلة، والذي يتيح للمستخدمين إمكانية الحصول على مجموعة من الخدمات، حيث قامت عدة بلديات بطرح تطبيقات متخصصة للأجهزة المتنقلة دعماً لمنصاتها الإلكترونية، وتتضمن البنى التحتية الأساسية التي تتمتع بتواجد إلكتروني وإمكانية الاستخدام عبر الأجهزة المتنقلة كلاً من قناة التكامل الحكومية GSB وشبكات الخدمات الحكومية ومركز الاتصال الوطني. ومن المتوقع أن تشهد معدلات أعلى لاستخدام تطبيقات الأجهزة المتنقلة مع استمرار الدول في إطلاق مبادراتها للحكومات الإلكترونية التي تعتمد الأجهزة المتنقلة والذكية في مقدمة أدواتها الأساسية، وكانت حكومة دبي قد أعلنت في وقت سابق عن مبادرتها للحكومة الذكية والتي يكون على قمة أولوياتها استخدام الهواتف الذكية لتقديم الخدمات للمواطنين. وتظل الحاجة قائمة إلى أن يدرك المزيد من المطورين تزايد الاهتمام بتطبيقات الهواتف الذكية التي تدعم اللغة العربية، وهذا من شأنه أن يزيد من معدلات استخدام الهواتف الذكية.