قبل عدة سنوات كيف كان الحج وما هو عليه الان بعد التوسع والبحث والدراسات الميدانية البشرية والبنية التحتية في المشاعر المقدسة.. اليوم بحمد الله انتهى موسم حج هذا العام وعاد الحجيج الى أهلهم وأوطانهم سالمين غانمين مقبولين بإذن الله. وكل عام والوطن والحجيج بألف خير. بالأمس عاش حجاج بيت الله الحرام ايامهم الايمانية ، في طمأنينة وامن وسلام. وهم يقضون تفثهم بين منى وعرفات ومزدلفة، ليشهدوا منافع لهم من خير وبركة في هذه الاماكن الطاهرة الشريفة. نعم اجتاز الحج صعوبة الازدحام والتنقلات ورمي الجمرات وطواف الافاضة لحجاج بيت الله الحرام، بفضل من الله ثم بالتخطيط الكبير من الجهات المتخصصة امنية ومدنية. هذه التظاهرة الايمانية التي يجتمع فيها من اقطاب الارض الاسلامية بما يزيد عن المليونين حاج تحتاج الى جهد ذهني وعصف بدني بين كل جهة لها علاقة بالحجيج منذ تقديمهم على تأشيرات الحج من بلدانهم عبر حملات معتمدة موثوق بها الى مغادرتهم المملكة العربية السعودية. ومع هذا الحرص الشديد وهذه الروحانية التي لا تقبل المساومة والعبث بأمن الحجيج الذي يكون الاثم فيه اكثر من غيره يأتي بعض الوهميين من حملة الحجيج والنشلة والمفترشين في الاماكن المقدسة من سلوكيات لا تليق بالاسلام، ولا بهذه الشعيرة الاسلامية، اضافة الى بعض العادات والسلوكيات من بعض الحجاج اثناء رمي الجمرات او الصعود الى جبل عرفة، مما يحتاج من الاعلام في دولهم ونحن كذلك بفترة لا تقل عن شهرين قبيل الحج بالتوعية ونشر الاخطاء والتعريف بها التي يقع فيها الحاج حتى يتلافوها ويتجنبوها. اليوم فرحنا بالعيد وغيرنا متألم، يعيش في حروب وخوف وترويع، فهذه حكمة الله وعلينا الصبر والدعاء لهم بتفريج الهم والكرب. حج هذا العام نجح بامتياز ولله الحمد بجهود كبيرة وفعالة من وطن سخر كل الامكانات لحجاج بيت الله وبذل الغالي في توسعة الحرمين والمشاعر المقدسة فلم نشهد ولله الحمد ازدحاما في الجمرات ولا في منى او عرفات ومزدلفة. الواجب تجاه هذا النجاح المميز التركيز على قطار المشاعر وتلافي سلبيات التعطل المفاجئ والبحث اكثر في نقاط التوزيع والتحميل وتسهيل الوصول اليه، كما اهيب بالجهات الى النظر الى ما هو مهم في دورات المياه والحرص الشديد على تهيئتها ووجود عمالة على مدار الساعة فيها لتنظيفها وتوفير المياه بها، فحجاج بيت الله ضيوف عند الخالق تعالى يستوجب التركيز على ما يهيئ لهم الطهارة في كل وقت. كما ان مزدلفة تحتاج الى تهيئة الاماكن للمبيت فالواجب إلزام (الحملات) بتوفير خيام ودورات مياه متنقلة، وكذلك الحلاقة تحتاج الى تنظيم وتكثيف ومراقبة صارمة حماية لصحة الحجيج وتسهيل هذا المنسك الكريم، كما اتمنى من الامانة السعي السريع لتنظيف الطرقات في الاماكن المقدسة بعمالة تفي بالغرض السريع رغم ما تعانيه الامانة في مكة من سوء سلوك بعض الحجاج في رمي المخلفات من هذه الحشود الكبيرة. ان امهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا الكريمات حفظهن الله اكثر من يعانين من تلك الصعوبات وخاصة في المبيت في مزدلفة ودورات المياه في عرفة ومنى هذه الامور لا تقلل من النجاح وهي لا تعدو كونها ملاحظات يسيرة جديرة بالاهتمام فكما وفرت آلاف المياه الصالحة للشرب والأكل وغيره، فليس بصعب عليهم تجاوز تلك الملاحظات! الشيء الجميل تفاعل العسكريين مع الحجيج بالمسائل الانسانية والتجاوز بلغة الامن الى ما هو ابعد في مد يد العون لكل حاج صغير او كبير أو امرأة ولذوي الاحتياجات الخاصة فجزى الله خيرا، كل يد امتدت الى هؤلاء ضيوف الرحمن، وشكرا يا وطني ان بذلت ما يثلج الصدر لهذا الموسم العظيم..