أثبتت المغنية السعودية الشابة آلاء أحمد موهبتها قبل نحو السنتين في برنامج "The Voice" الغنائي عندما غنت بامتياز أمام كاظم الساهر وشيرين وعاصي الحلاني وصابر الرباعي, معلنة ميلاد صوت سعودي شاب ينتظره مستقبل كبير. عن هذه البداية القوية وعن واقعها الحالي ورؤيتها للمشهد الغنائي ولموقف المجتمع تجاه الصوت النسائي؛ كان هذا الحوار: * كان ظهورك مفاجئاً في برامج المسابقات الغنائية والجميع توقع أن تستمري على اندفاعك وتوهجك بعد البرنامج لكنك لم تفعلي ذلك؟ قد يكون بسبب الظروف التي أمر بها التي لم تساعدني على الاستمرار والبروز بشكل يليق بي كمطربة سعودية جديدة. * أي ظروف؟ كثيرة ومنها تعامل المجتمع, وللأسف نحن كشعب نعشق التحطيم, وقد وجدت الناس حولي منقسمين إلى ثلاثة أحزاب: حزب مؤيد وفخور ومعجب وأغلبيتهم من الجنس الناعم, وحزبٌ آخر رافض وساخر غير متشرف بانتمائي للمملكة, وحزب يدعو لي بالمواصلة مع بعض الملاحظات الجيدة التي ترتقي بي. كل هذا التضارب في المواقف يساهم في عرقلة مسيرة الفنان لكنها بالتأكيد لن توقف مسيرته. * ولماذا تهتمين بهذه الآراء من الأساس؟ لا أبداً.. لم أجعل هذه الآراء عائقاً لي, خاصة أني وجدت إعجاباً من آلاف الأشخاص العرب من مختلف الدول, ولأني أهوى السفر فقد لفتني أنني أملك متابعين لي وبأعداد كبيرة من المغتربين في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وغيره, فكيف أهتم لسلبيات أقل من إيجابيات رائعة ومكثفة. * وكيف تقيمين تجربتك في برنامج The Voice؟ منحتني هذه المشاركة الثقة في الوقوف أمام الحشود, وإجادة الغناء, وقد زادت هذه الثقة عند تبنّي شيرين لصوتي الذي طعن فيه من قبل بعض من يسمون أنفسهم ملحنين سعوديين, كما أن المشاركة زادتني قوة وخبرة فامتثالي أمام لجنة فنية عريقة وجماهيرية ابتداء من الفنان كاظم الساهر مروراً بالفنانة شيرين والفنان صابر الرباعي وانتهاء بالفنان عاصي الحلاني أمر ليس بالسهل مطلقاً, كما أن نقطة وصولي للعروض المباشرة لم يكن سهلاً خصوصاً أن هناك أصواتا فنية عديدة فقدت الوصول لهذه النقطة, وهذا ما يجعلني فخورة بنفسي واثقة من موهبتي. * وكيف تمت مشاركتك في البرنامج؟ كانت وليدة صدفة لم أسع لها وكانت مزامنة لإحباط فني شديد أصابني من أحد المنتسبين للوسط الفني, لكنها كانت صفعة لمن شكك في موهبتي وأهانني, واعتبرها رد اعتبار لنفسي وتحديا وتضحية لأجل كل فتاة سعودية موهوبة وتخاف المغامرة, بعضهن يرى أن الدخول للأغنية سينتج عنه استغلال من قبل ضعاف النفوس, وهذا غير صحيح. ولأني مؤمنة بذلك فقد تحديت رفض المجتمع بما فيهم المحيطون بي لفكرة دخولي مجال الفن وبحمدلله تمكنت من الوصول لما أريد حتى الآن. تؤدي وصلتها في برنامج The Voice * تقولين تحديتِ الجميع بمن فيهم محيطك القريب؟! نعم.. فقد التحقت بالبرنامج دون علمهم وأخبرتهم بمشاركتي عند اقتراب بث البرنامج وبدأ العرض, وكانت ردة الفعل الأولى طبيعية جداً حيث تم تعنيفي ومنعي من السفر, لكن بعد التوسلات المتواصلة والمستميتة والتعهدات الحازمة أخذت مباركتهم باستكمال مشاركتي وفق شروطهم الخاصة. لكن البعض منهم ما يزالون على رفضهم. * طيب ماذا استفدت كمطربة سعودية من هذه التجربة رغم رفض المجتمع لمشاركتك؟ لم أفكر في المجتمع لهذا الحد, كل ما كنت أفكر فيه هو كيف أخوض هذه التجربة واستثمرها لصالحي, لكن لمشاركتي جانبين مهمين أحدهما سلبي والآخر إيجابي, فمن الجانب السلبي فقد صعقت بالواقع المرير للحقيقة ولطريقة التعامل داخل البرنامج سواء من المسؤولين والمشرفين والمشتركين, فقد كنت أقل ظهوراً من أي مشترك ولم أكن أتجاوز الدقائق من العرض وكانت حقوقي إعلامياً مسحوقة على أتم وجه, كما أن حقوقي الفنية بالاختيار والطبقة والوقت منتهكة تماماً, كما لو كنت قطعة شطرنج بيديهم يحركونها كيفما شاء المنتج, للأسف تعرضت لكثير من الضغوطات النفسية والصحية التي أثرت على أدائي والكثير من الأشياء النفسية داخل الأسوار بعيداً عن الكاميرات. لكن من الجانب الإيجابي فقد تعلمت من القيصر كاظم الساهر والرائعة شيرين الآداء والتنوع والتلوين وتصوير الكلمة وغيرها من أمور يفتقدها أكبر الفنانين لدينا. * رغم الصدى الجيد الذي حققتِه من البرنامج إلا أنك لم تقدمي ألبوماً خاصاً بك حتى الآن؟ دعك من رأي الجمهور فلنعتبره عاطفياً, ولننظر في رأي وإشادة الفنان الدكتور عبدالرب ادريس في أدائي وكذلك الفنان والملحن خالد الشيخ والفنان سعد الفهد والفنانة فدوى المالكي والفنان فيصل الراشد والفنان رمزي محمد وغيرهم ممن لهم باع طويل في الفن, كل هذه الآراء الإيجابية كانت ستضمن لي حضوراً جيداً واستمرارية في الساحة لكن مشكلتي أن بعض الشعراء والملحنين رفضوني ولا أدري ما هي الأسباب. ورغم ذلك أنتجت أغنية على حسابي الخاص تحمل عنوان "أشوفك جيت" لكن جهلي بالأمور الفنية وعدم وجود مدير أعمال جعلني ضحية للنصب, وهذا أيضاً أحد أسباب الإحباط الذي أصابني في التقدم على الأقل خطوة, كنت أتمنى لو أنتج ألبوماً أو "ميني" ألبوم, تلبية لطلب متابعيّ ولكن لسوء القدرة المادية أجبرت على الانتظار إلى أن يشاء الله. * هل تشعرين بأنك هناك من يقف ضدك؟ استنتجت من كل مررت به أن تواجدي في الساحة أمر غير مرغوب فيه وفق توصيات ومصالح شخصية بحتة, حيث يرى بعضهم أنني أشكل عليهم "خطرا سعوديا قادما وبقوة". وعلى أي حال أنا واثقة في إمكانياتي وكل ما أتمناه أن يتبنى أحدهم موهبتي الفنية لكي أخدم الأغنية السعودية ويكون نجاحي حافزا لتشجيع الموهوبات السعوديات على العودة للمجال الفني من جديد.