أوضحت دراسة طبية أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن نقص معدن الحديد عند النساء أثناء فترة الحمل وخصوصاً في الأشهر الأولى من ذلك يزيد من احتمال وخطورة معاناة المواليد من مرض التوحد. وبينت الدراسة بأن السبب الرئيسي في ذلك هو كون الحديد معيناً رئيسياً في المساعدة على إنتاج خلايا الدم الحمراء التي من وظائفها الأساسية إمداد دماغ الجنين بالكميات اللازمة من الأكسجين أثناء تكونه. وجاء في الدراسة التي أجريت في مركز الأبحاث الطبية بجامعة كاليفورنيا الأمريكية بأن نقص معدن الحديد يؤدي بنتيجة طردية إلى نقص إنتاج خلايا الدم الحمراء وبالتالي نقص وصول كميات الأكسجين الضرورية للدماغ ومن ثم عدم تطوره ومعاناته من التوحد. وبالإضافة إلى ذلك فإن نقص الحديد أيضاً ينتج عنه أمور سلبية صحية أخرى قد يعاني منها المواليد مستقبلاً مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة وداء السكري وأحياناً عدم اكتمال في تكون ونمو وتطور الأنسجة والأعضاء الداخلية والخارجية للجسم. ونبهت الدراسة إلى ضرورة حرص الأمهات على قياس مستويات الحديد في دمهن أثناء فترة حملهن وخصوصاً في البدايات والتعويض عن ذلك بتناول مكملات حمض الفوليك لتجنب حدوث تلك الآثار السلبية في مراحل مستقبلية من حياتهم. ونوه الباحثون المشرفون على الدراسة بأن هذه الآثار السلبية من الممكن أن تظهر مباشرة خلال السنوات الأولى من العمر مثل طيف التوحد والاضطراب الخلقي وغيرها أو قد تتبين بعد سنوات من النمو والبلوغ وفي فترات متقدمة من العمر مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم. ومن المصادر المهمة للحصول طبيعياً على الحديد الفواكه والبقول والمكسرات والحبوب والخضار الورقية بكافة أنواعها تقريباً بالإضافة إلى الأسماك وغيرها من الأطعمة البحرية والبيض.