تعيش المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بجهود المخلصين في بلادنا طفرة تنموية شملت جميع المجالات وهي الطفرة التي أحالت جميع مدننا إلى ما يشبه ورش العمل من خلال المشاريع التي يلمسها المواطن والمقيم، بخلاف ما يستهدف تطوير الأنظمة وتحديث الإجراءات وآليات العمل، مما يصنف ضمن العمل خلف الكواليس. وتشكل التنمية بمفهومها الشامل عصب الحياة للمجتمعات واسمى أهدافها: فهي الوسيلة الأكثر قدرة على تحقيق السعادة والاستقرار لهذه المجتمعات. وتتنوع الأدوات التي يتم بموجبها تحقيق التنمية وتتعدد الجهات المشاركة في ذلك بداية بالأجهزة الحكومية المعنية مروراً بمؤسسات المجتمع المدني وليس آخراً، أفراد المجتمع الذين هم غاية العملية التنموية وابرز أدواتها. ومشاركة الأفراد في العملية التنموية لا يمكن ان تتحقق ما لم يتوفر لديهم الوعي الكامل ببرامج الدولة وخططها ومشاريعها وادراك للواجبات التي تقع على كواهلهم وهو الدور الذي ينبغي على الإعلام القيام به، ليسهم في الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام. وفي بلدنا الغالي، المملكة العربية السعودية ونحن نعيش أفراح الذكرى الرابعة والثمانين لتوحيد البلاد، على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود لابد ان نحتفي بما تنفذه الحكومة من مشاريع تنموية شملت كل مدن المملكة وذلك عن طريق الاهتمام بها، والحديث عن فائدتها للمجتمع ومراحل تنفيذها ويأتي في مقدمتها مشاريع توسعة الحرمين الشريفين والتي تهدف للتيسير على المعتمرين والحجاج وزوار المسجد النبوي الشريف ومشاريع التوسع في الجامعات السعودية، وتطوير التعليم العام، وتطوير القضاء والمشاريع الصحية ومشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام وقطاري «الرياض» و«الحرمين» وتطوير المطارات وإنشاء (11) ملعباً رياضياً تضاف لمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، والتي افتتحها خادم الحرمين الشريفين مؤخراً وغير ذلك الكثير من القرارات والمشاريع التي تصب في خانة التنمية وتحقيق الرفاهية للمواطن السعودي. هذه المشاريع بحاجة إلى مساحة في الإعلام السعودي بقطاعيه العام والخاص ولا نعني هنا فقط مساحة التغطية الخبرية بالرغم من أهميتها بل زيادة على ذلك ينبغي على الإعلام ممارسة دوره التوعوي من خلال التقارير الاحصائية والتحليلية التي تجعل المواطن مدركاً لكل التفاصيل المتعلقة بعمليات البناء والتنمية التي تستهدف اسعاده ما يدفعه للتفاعل الايجابي معها والتجاوب مع ما يستلزم تنفيذها من اهتمام والاسهام بالجهد المناسب حيال ما يتم العمل على تنفيذه. وقد واكب الإعلام السعودي عملية الاصلاح التي تبناها وقادها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله مؤدياً دوره في الرقابة والنقد ليكون عيناً للمواطن وعوناً لصانع القرار ولكن في ظل التطور الهائل في وسائل الاتصال والتواصل ومع ما يعتير هذه الوسائل من بث أخبار مكذوبة وشائعات مغرضة على الإعلام السعودي أيضاً ان يواكب ما تشهده المملكة العربية السعودية من قفزات تنموية عبر مايعرف ب «الإعلام التنموي» ولن يتأتى ذلك الا باعطائه المساحة الكافية وتطوير الأدوات والوسائل المستخدمة. إن مناسبة عظيمة كاليوم الوطني تعد فرصة كبيرة للإعلام السعودي للانطلاق مجدداً نحو تفعيل دوره التنموي، عبر بيان واقع التنمية في بلدنا الغالي، وانعكاسات ذلك على استقرار المواطن وبث الطمأنينة في النفوس باستشراف المستقبل، مع التركيز على فرص العمل والاستثمار التي يحتاج شبابنا معرفتها واستغلالها والتنويه بأهمية المشاركة في حفظ المرافق العامة والالتزام بالقوانين والأنظمة وتسليط الضوء على المبادرات الوطنية التي يتبناها الأفراد أو تقدمها المؤسسات. وكما ان هناك من يمارس «التعبئة الجماهيرية» السلبية ضد الدول والمجتمعات فإن على إعلامنا توظيف التعبئة الجماهيرية بشكل ايجابي ضمن إطار خطط التنمية ووفق المعايير المهنية والوطنية، لنسعد في كل عام، ونحن نحتفل باليوم الوطني، بالاحتفاء بما أنجزه الوطن والمواطن. * مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج