تعيش بلادنا الغالية في هذا اليوم «الأول من الميزان» ذكرى من أغلى الذكريات، وشعلة مجد لايزال بريقها يضيء لنا طريق الإنجازات؛ إنها الذكرى الرابعة والثمانين لغرس المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه-، يوم توحيد المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد. هذا الغرس الذي تعاهده أبناءه من بعده بمآثر من العمل الدؤوب لرفعة الوطن على بنيان راسخ من العقيدة والنهج القويم. لقد بات وطننا اليوم منارة شامخة تقف على شواهد عظيمة من الإنجازات التي وضع قبساتها المضيئة قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- برغم جسامة التحديات التي تعصف بالعالم من حولنا. ويمثل اليوم الوطني للمملكة في استذكاره، تاريخاً متصلاً من الاعتزاز بالكم الكبير من الإنجازات التي تحققت، كما أصبحت ذكراه نعمة تستوجب الشكر لما يتمتع به الوطن من قيادة حكيمة، صاغت مع أبناء هذا الوطن تلاحما ملهما لبقية شعوب الأرض. إننا في شركة المياه الوطنية نستضيء من هذه المنارة الشامخة، ونقتبس من توجيهات وتطلعات قائدنا وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله- نبراساً يعزز دورنا في خدمة كافة أرجاء هذا الوطن بما نقوم به من خطط استراتيجية نتطلع من خلالها للوصول إلى ما يتجاوز تطلعاتنا. فلقد حققنا بفضل الله، ثم بتوجيهات قيادتنا الحكيمة، وتحت إشراف ومتابعة معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس عبدالله الحصين، وأعضاء مجلس الإدارة نجاحات قياسية في فترة زمنية قصيرة، استطعنا خلالها إعادة هيكلة قطاعي المياه والصرف الصحي ووضع الحلول العملية لتحدياته ضمن أفضل الممارسات والمعايير العالمية.. فكان حصادها الأول بنية تحتية متميزة لقطاعي المياه والصرف الصحي في كل من الرياضوجدة ومكة المكرمة والطائف. كما عززت الشركة البنى التحتية بمشاريع حيوية ومتميزة، تهدف لرفع مستوى الخدمات المقدمة لعملائها؛ حيث قامت بوضع خطط رئيسية ومتكاملة لقطاعي المياه والصرف الصحي في كل مدينة على حده للخمس وعشرين سنة القادمة، مع تحقيق الشركة لمستويات تشغيلية عالية؛ بالاستفادة من مكونات مشاريع الشركة المائية والبيئية، وتطبيق الحلول الابتكارية التي ننتهجها في استراتيجيتنا للأمن المائي. وقد نجحنا ولله الحمد في تطبيق العديد من البرامج الفريدة والخطط الداعمة لطموحاتنا الرامية لتنفيذ رؤية قيادتنا الرشيدة في تحقيق الأمن المائي، وتلمس الاحتياجات الخدمية للمواطنين، ومنها التحديات التي تواجه قطاع المياه؛ إذ استحدثت الشركة بشأنها حلولاً مستدامة ترتكز على تقنيات حديثة، وإمكانات إنشائية متطورة؛ منها مشاريع الخزن الاستراتيجي، حيث تنفذ الشركة خزانات استراتيجية تعزز من الأمن المائي بطاقة تخزينية تبلغ أكثر من (11.2) مليون م3 بما يمكن من تحقيق الخطط الاستباقية للشركة في مواجهة النمو السكاني، وارتفاع الطلب المتزايد على المياه. وقد لقيت هذه الجهود تقديرات وجوائز محلية وعالمية تمكنا من خلالها وبسواعد وطنية متميزة في رفع راية الوطن، وتبوئه مكانة عالية، تترجم -أمام العالم- ما تحظى به الشركة من دعم ومساندة وتوجيهات نتشرف بها من لدن قيادتنا الحكيمة. وما هذه النجاحات المتوالية التي حققناها إلاّ غراس نزرعها في مسيرة وطننا، ونتعهد برعايتها، مستلهمين ما قام به الملك عبدالعزيز مؤسس نهضتنا -رحمه الله-، وما يوجه به قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- نحو آفاق جديدة من التطلعات لنبقى نضيء أيامنا الوطنية بالمزيد من الإنجازات التي نعتز ونفخر بها أعواماً تلو أعوام. وفي هذه المناسبة العزيزة يشرفني ونيابة عن زملائي أن أقدم لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-، ولكافة أبناء هذا الوطن أسمى آيات التبريكات مقرونة بالولاء والوفاء، داعياً الله أن يرفع وطننا شامخاً، وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا في ظل قيادتنا الرشيدة. * الرئيس التنفيذي لشركة المياه الوطنية