كشفت ورشة عمل علمية في العاصمة السعودية الرياض عن أن تضخم عضلة القلب لدى الرياضيين يشكل ما يقارب 36 بالمئة من حالات الموت المفاجئ لدى اللاعبين، في حين أكد المتحدثون أن نسبة إنقاذ اللاعبين في حالة حدوث التضخم في الملاعب من عشرة إلى 16 بالمئة. جاء ذلك خلال ورشة عمل "الموت المفاجئ القلبي في الرياضة" التي انطلقت أمس بتنظيم من الاتحاد السعودي للطب الرياضي، تحت رعاية الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد بفندق برج رافال كمبنيسكي بالرياض، وحاضر فيها نخبة من الخبراء من بريطانيا وتواجد استشاريون في القلب من عدد من مستشفيات بالسعودية. وشهدت الورشة حضوراً كثيفاً من مختصين ومهتمين ولاعبين مثل المهاجمين ياسر القحطاني وعيسى المحياني، ولاعبي الوسط السابقين فيصل بو ثنين وابراهيم ماطر وعبدالله الواكد والمدافع نايف القاضي وعدد من المدربين. وأكد المتحدثون البريطانيون أن الموت المفاجئ للقلب نادر الحدوث ولكنه كارثي إذا حدث من ناحية محاولة الإنقاذ للاعب، مشيرين إلى أن نسبة حدوثه اقل من واحد في المئة ألف، مشددين على أهمية الفحص باكرا للاعبين، والتي تحول دون حدوث الموت المفاجئ، وقالوا: "إجراءات الفحص سهلة وميسرة وغير مكلفة، والتاريخ الصحي للاعب مهم جدا، والرياضي يتعرض إلى جهد عال وهذا يتطلب أن تعمل الشرايين التاجية بأعلى كفاءة لإيصال اكبر كمية من الدم إلى عضلة القلب". وناقش البروفيسور كيث جورج من جامعة ليفربول والمتخصص في أبحاث القلب الرياضي ومشاكله الأسباب الفسيولوجية والتشريحية الخاصة بعضلة القلب في حالات الرياضيين والفروقات الجوهرية بين قلب الرياضي، وقلب الإنسان العادي، ومدى تأثير هذه الفروقات في حالات الموت المفاجئ. في حين تحدث البروفيسور جريج وايت من جامعة ليفربول والمتخصص في مجال التدريبات الطبية والعلاجية والذي يعتبر احد المشاهير في العالم في هذا المجال عن القوانين التنظيمية من (الفيفا) للفحوصات الطبية الخاصة بالقلب وطرق إجرائها والمعلومات التي جمعت من آلاف الرياضيين في بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ومدى ارتباطها بحصول حالات الموت المفاجئ لدى الرياضيين. وعرض البروفيسور جون سومارو استشاري القلب في مستشفى تشيستر والبروفيسور الفخري لأمراض القلب في جامعة ليفربول نماذج لحالات الموت المفاجئ وماهية وسائل التعامل معها وكيفية التحكم بأعراض اختلال كهربائية القلب التي تحصل من خلال الأجهزة الطبية المتطورة والتي تلزم (الفيفا) جميع المنشآت الرياضية بتوفيرها وتدريب الطواقم الطبية عليها واستخدامها بشكل احترافي. وتحدث البروفيسور سنجاي باراساد خريج جامعة هارفارد واستشاري أمراض القلب في مستشفى تشيستر والبروفيسور الفخري لأمراض القلب في جامعة امبريال كولج لندن عن استخدامات وتطبيقات التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي لعضلة القلب والشرايين التاجية المغذية والتي تكشف عن التغيرات الطفيفة في سلامتها. وفي التدريب العملي قام البروفيسور دافيد اوكسبورو المتخصص في التصوير الصوتي من جامعة ليفربول والمعتمد من قبل (الفيفا) لإجراء الفحوصات الطبية للاعبي كرة القدم وبقية المحاضرين بتدريب نخبة من استشاريي القلب السعوديين والأجهزة الطبية للمنتخبات واﻷندية الرياضية على الاجراءات المتبعة وكيفية التعامل معها. من جانبه قال رئيس الاتحاد الدكتور قاسم المعيدي: "الاتحاد السعودي للطب الرياضي همه الوحيد كيف نستطيع أن نقدم لوطننا الغالي ونسهم في تطوير هذا التخصص الرائع وتقديم الرعاية الطبية المحترفة التي تتماشى مع مثيلاتها في الدول المتقدمة، ومن هذا المنطلق سعى الاتحاد السعودي للطب الرياضي الجديد أن يكون أنموذجا رائدا في مجال الطب الرياضي على مستوى العالم من خلال التميز في البرامج التعليمية والبحثية والرعاية الصحية والشراكات مع الهيئات المهنية الرياضية وصناع القرار، وتوفير بيئة مناسبة لتعزيز العلاقات المهنية بين مختصي الطب الرياضي لتطوير هذه المهنة في جميع مجالاتها المختلفة في السعودية والتميز في تقديم البرامج التعليمية والبحثية، وأن نكون مصدرا علميا وطبيا للممارسين الرياضيين والمهتمين بقضايا الصحة واللياقة البدنية، من أجل ضمان توفير رعاية طبية ذات مستوى عالمي لجميع الممارسين للرياضة، سواء أكانوا من نخبة الرياضيين ام أفرادا هواة، وتمكين كل فرد من العودة إلى حياته الرياضية بعد الإصابة في أقرب وقت من زوال الإصابة أو المرض. واختتم تصريحه قائلا: "الاتحاد حرص ممثلاً بلجنة التعليم والتدريب برئاسة أخي الدكتور مبارك المطوع على اختيار النشاطات العلمية والمصنفة ضمن الأنشطة عالية التخصص والجودة والتي تستهدف المتخصصين في مجال الطب الرياضي ورعاية الرياضيين، إيمانا منا بأن التعليم المستمر يعد السبيل الوحيد لتحسين وإثراء المعلومات الطبية وصقل المهارات الفنية وتزويد فريق الطب الرياضي بأحدث وآخر المستجدات".