أرحب بهذه الفكرة النيرة النابعة من اهتمام وتنبه لأهمية المناهج في بناء الأجيال القادمة، لقد عشنا طوال السنوات الطويلة الماضية على مناهج كلاسيكية لم تفدنا في حياتنا العلمية بعد المرحلة الثانوية، والمناهج التي درسناها من قبل كانت تتناسب مع العصر السابق، ولكن التطورات الحاصلة في مجتمعنا والازدهار والتنمية الشاملة تتطلب التعديل والتطوير والتغيير، ولكن استغرب بل استهجن من الذين يعارضون تغيير المناهج، وأقول ألا يكفي انتشار المساجد في كل ربوع بلدنا؟ ألا يستطيع المسجد تقديم خدمات وإرشادات دنيوية ويقوم بمقام المنهج؟ وإذا لم يكن على كفاءة بذلك فما هي رسالة المساجد الثقافية والدينية؟ إضافة إلى الصلاة، نعم الصلاة هامة في المسجد ولكن لا بد من أن تكون للمسجد رسالة تربوية، ولا بد من المسجد (وحتى لا يفقد أهميته لدى الجيل الصاعد) أن يلبي احتياجات وتطلعات الناس وليس تلبية رغبات إمام المسجد فقط. لماذا لا يناقش المسجد مراعاة آداب المرور، والتغذية الصحية للأطفال، والسرعة في قيادة السيارات، وحوادث المرور وغيرها من المشاكل الاجتماعية والدراسية والاقتصادية؟ أخيراً لكل من يعترض على تغيير المناهج عليه أن ينظر بعين العقل والتأمل في الحقبة الماضية وما تولد عن مناهجها السابقة؟ وصدقوني أنني اقول بكل أمانة ان المناهج السابقة غير مناسبة وتحتاج إلى صقل وتعديل وتغيير وتطوير وتبديل وتجديد وتنقيح وتهذيب، نعم مع الابقاء على دراسة المواضيع الدينية الهامة للفرد والطالب في حياته اليومية. وفعلاً السؤال الأخير هل اطلع المعارضون على طبيعة المناهج الجديدة أم انهم أبواق يرددون بدون معرفة أو علم مسبق؟ ومن افتى بغير علم فقد أخطأ، أرى أن نسارع في طمس الموضوعات التي لم يعد لها فائدة في حياتنا وفي عالمنا المتغير، ونواكب التطور ونحافظ على العادات الجيدة التي بقيت عندنا ولا نطمح في الخيال، علينا أن نعيش عصرنا وأن نعيد تربيتنا بروح تتناسب مع الأجيال القادمة، حتى نضمن الاحترام من هذا الجيل الصاعد الذي يتدفق وعياً وحيوية وذكاء بفضل التقدم العلمي، نعم للتغيير ولا للتعتيم العلمي.