الزراعة في الصحراء متعبة للمزارع مكلفة ايضا، خاصة عندما تكون المياه قليلة والأرض الرملية تقلبها الرياح وتزحف على النباتات وتستهلك الكثير من المياه، بالإضافة الى العناء الطبيعي في الفلاحة قديماً وحديثاً، اما اذا توفرت التربة الجيدة ومياه الأمطار وصارت المزرعة في جانب من جوانب روضة غناء فلا شك ان صاحبها سيهنأ ويستبشر كثيراً كلما رأى الاخضرار في المزرعة. في هذا المعنى يوجه الشاعر المعروف: سعود بن عبدالرحمن اليوسف قوله الى احد المزارعين ممازحاً محادثاً بفكاهة وسعة صدر زميله حمد بن عبدالرحمن (أبو دحيم) فيقول: يا ابو دحيم قداك بها الخبب غادي مع زود همك مخاسير تحسبها من تصبح الصبح مسداد ومردادي على طعوس ترددها هبايبها يجري بها الرمل جري السيل في الوادي كن الهبايب بعثها الله تقلبها وعقارب سود روس اذنابها تنادي وحنش تطارد بها عوج مساحبها ولا عاد يهناك لا شرب ولا زادي خمسة عشر حول متعبتك ومتعبها ان كان عاندتها تزيد بعنادي اقولها لك وأنا قبلك مجربها ترى نفسها طويل يأخذ اميادي تبغي الغليبة ولكن ما أنت غالبها اقطع سبيل الفلايح واسمع مرادي يا ابو دحيم قبل ما تمرح اجلبها بعها ولو دين وإلا بيع بأقصادي ان طعت شوري فلأول سايم اكتبها وإن كان لابد من عيشتك كدادي دور على روضة تغني مكاسبها ارض كما (الهوبجة) وإن حن رعادي غنا بها الطير واخضرت جوانبها (الهوبجة: روضة معروفة في شمال اقليم الوشم تسيل من اودية صفراء الوشم).