أعلن وكيل وزارة الكهرباء والماء في الكويت عن توقيع عقدٍ لإطلاق حملة إعلامية تهدف لترشيد استهلاك الكهرباء والماء في دول مجلس التعاون. وكان أحمد الجسار قد ألقى كلمة خلال افتتاحه الاجتماع التحضيري لوزراء مجلس التعاون للكهرباء والماء والهيئات المختصة بالكويت. وجاء في كلمة الجسار: "ينعقد هذا الاجتماع البالغ الأهمية توقيتاً وموضوعاً وهدفاً في وقت أصبح موضوع الماء وندرته يلقي بظلاله على بقاع العالم كافة ودول الخليج العربية على وجه الخصوص، ويرى كثير من العلماء والهيئات الدولية المختصة ان ندرة الماء ستكون أعظم مشكلة تواجه البشرية هذا القرن". وتابع: "لذلك نحرص على ان نرشد في استخدام الماء والكهرباء، انطلاقا من قيمنا الأخلاقية المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، بالاضافة الى ما ستجنيه مجتمعاتنا من فوائد بالغة الأهمية نتيجة الترشيد في استهلاك الكهرباء والماء، آملا ان تكون الحملة الاعلامية منبرا لنشر وتنمية الوعي بأهمية الترشيد والنتائج المرجوة منه". وأوضح ان الاجتماع سيتناول عددا من الملفات المهمة منها مشروع الربط المائي، واستعراض الآراء والمقترحات المقدمة بشأنه، لافتا الى ان هذا المشروع حظي باهتمام كبير على مستوى العمل الخليجي المشترك منذ طرحه للمرة الأولى باجتماع الدورة الثالثة والعشرين للمجلس الأعلى المنعقد في الدوحة في ديسمبر 2002، وصولا الى اعلان أبوظبي في دورة المجلس الحادية والثلاثين. وقال الجسار أن زيادة الطلب على الطاقة وارتفاع معدلات الاستهلاك يشكل هاجسا لدى معظم الدول وبات اللجوء الى الطاقة المتجددة يمثل حاجة ملحة لاسيما أنها تحظى حاليا باهتمام عالمي باعتبارها الحل الأمثل لانتاج الطاقة النظيفة، ومواجهة تحديات معدل الاستهلاك، وعبّر عن أمله في أن ينعكس هذا الاهتمام العالمي على منطقة الخليج العربي. ربط مائي بدوره قال الأمين العام المساعد لدول مجلس التعاون للشؤون الاقتصادية عبدالله بن جمعه الشبلي، ان دول المجلس تخطو بوتيرة متسارعة في مجال التعاون الكهربائي والمائي، والعمل مستمر لتحقيق المزيد من الانجازات لخدمة مسيرة التقدم والنماء في دول مجلس التعاون، بما يحقق الآمال والمساهمة في تحقيق تطلعات قادة وشعوب المنطقة. وأشار الشبلي إلى أن اللقاءات الخليجية ستناقش مشروع الربط المائي وترشيد استهلاك الكهرباء والماء والحملات الاعلامية عنها ومناقشة وضع مواصفات خاصة للكهرباء المستخدمة وتوحيدها على مستوى دول المجلس، مشددا على اهمية مثل هذه الاجتماعات الدورية بين الدول الاعضاء. أما رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء المهندس عيسى الكواري فقال ان هذا الاجتماع يأتي للتنسيق بين مسؤولي وزارات وهيئات الكهرباء والماء على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي موضحا ان وكلاء الوزارات سيبحثون خلال اجتماعهم عدة نقاط أبرزها موضوع الربط المائي باعتباره من الأمور الحيوية والاستراتيجية التي وجه بها قادة دول المجلس. وأضاف "نجتمع اليوم لمناقشة مرئيات المشروع والنتائج التي توصلت اليها الدول بشأن مشروع الربط المائي، بالاضافة الى بعض الأمور الأخرى المتعلقة بتشجيع التعاون وتبادل الطاقة". نجاح كهربائي من جهته قال الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي عدنان المحيسن، ان الهدف من عملية الربط الكهربائي هو التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تصيب الشبكة الكهربائية الداخلية لاي دولة من دول مجلس التعاون، مبينا انه تم التعامل مع 1000 حالة طارئة اصابت الشبكات، وذلك دون اللجوء للقطع المبرمج، مشيرا الى نجاح المشروع حتى الآن في تحقيق الاهداف المرجوة منه، حيث لم يكن هناك اي اخفاق، بل انجاز فريد من نوعه. وقال خبير في الطاقة الكهربائية أن من مميزات الربط الخليجي انه لا يمر عبر الشبكات المتقاربة بين الدول، حيث تستطيع شبكة كهرباء الكويت ان تتعامل مع شبكة الامارات دون المرور بشبكات الدول بينهما، لافتا الى ان الشبكة فيها الكثير من الذبذبات وتعتبر شبكة معقدة وفيها الكثير من التحديات، حيث ان شبكة المملكة تحتوي على 60 ذبذبة فيما ان كافة شبكات دول المجلس تبلغ 50 ذبذبة، مبينا ان مشروع الربط فيه فائض من الكهرباء يمكن الاستفادة من بيعه، وذلك بعد حجز طاقة كهربائية لحالات الطوارئ، لافتا الى ان اجمالي القيمة التي من الممكن تحقيقها تبلغ 180 مليون دولار سنويا.