أضحت مفردة (الآيزو) مفردة شائعة تتردد كثيراً في وسائل الإعلام عن حصول جهة ما على شهادة الجودة، وهي شهادة تسعى المؤسسات على اختلاف تخصصاتها للحصول عليها في مختلف أنحاء العالم. إن الجودة –أو النوعية– من العلوم الحديثة المهمة، وتبدأ بمعرفة مدى رضى المستفيد عن منتج معين لجهة ما وتشبع رغباته، وقد تطورت علوم الجودة النوعية خلال العقود الماضية بشكل كبير حتى بات تواجد المختصين في هذا العلم ضرورة ملحة. ومن أبرز الجهات الدولية التي طورت معايير الجودة وعملت على وضع مواصفات محددة في العديد من المجالات، وتقوم العديد من الجهات اليوم باللحاق بمواصفاتها هي الآيزو (ISO) والتي تعرف بالمنظمة الدولية للمقاييس والتي أصبحت مقصداً لكل جهة تسعى لتجويد منتجاتها ولها العديد من الإصدارات في الأعمال والتنظيم والسلامة وأيضاً تقنية المعلومات. وفي ظل التحديات، وجملة التيارات التنافسية التي تواجهها الإدارة في كل منشأة مهما كان تخصصها، وفي ظل السعي لتحقيق مبدأ الشفافية في التعامل وضرورة رسم إستراتيجيات مناسبة وفعالة تساهم في التقدم والتطوير في العمل في جميع القطاعات الحكومية والأهلية، أصبح لزاماً على جميع الوزارات والمؤسسات والمنظمات على اختلاف تخصصاتها أن تعمل على بناء أنظمة الجودة فيها وخاصة تلك المسؤولة عن قطاعات الصحة والتعليم. حيث إنه من شأن هذه الأنظمة تحقيق الشفافية التي تبين للجميع ماهية عمل المؤسسة والتسلسل التنظيمي لها وكيفية سير العمل بها وخططها الإستراتيجية البعيدة المدى والأهم من ذلك جميعه تعريف المستوى العالي لرضا المستفيد من خدماتها وتطويرها. واليوم نجد أن المؤسسات التعليمية والصحية في المملكة العربية السعودية قد انخرطت في هذا السباق العالمي نحو التطوير والجودة وتضّمن خططها الإستراتيجية بهذه المعايير وتتبنى هذا العلم الذي يؤدي إلى المزيد من التنمية المستدامة على أسس سليمة. ولعل كل حادب على هذا الوطن المعطاء يتمنى ويرجو أن يرى جميع مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية وهي تتبني مثل هذه المبادرة بل والاستمرار في التطوير ومواكبة مايستجد في هذا المجال.