وسط أكبر تظاهرة من المثقفين والفنانين والمخرجين والاعلاميين استقبل الجمهور أحمد زكي وسط حفاوة بالغة، حيث اختلطت دموع الفرح مع تصفيق الحاضرين وهتافهم أحيانا، وظهر احمد زكي وهو يكاد يرتعش من قوة التصفيق وهناك بكى أكثر من مرة وبقدر ما كان يرفع كلتا يديه لتحية الجمهور إلا انه كان يهتز من الأعماق، وحرص كافة نجوم السينما المصرية بدون استثناء على الحضور لمشاركة النجم الكبير فرحة العودة وبداية تصوير فليم (حليم) . كان استقبال أحمد زكي استقبالا أسطوريا وعلى انغام موسيقى أغنية (بتلموني ليه) في البداية فقد أحمد زكي القدرة على الكلام وظهر وكأنه عاجز عن التعبير عن مشاعره الجياشة للدرجة التي اصابت الناس بالخوف على صحة أحمد زكي الذي كان يبدو مترعشا في البداية حتى استرد أنفاسه المقطوعة وكأنه عائد من كوكب آخر ثم بدأ احمد زكي الكلام قائلا: «مررت بظروف صعبة وقاسية طوال فترة المرض وعرفت قيمة اللحظة التي يعيشها الأنسان وهو معافى من المرض.. لقد خضت معركة شرسة ضد مرض السرطان وكان معي حلفاء كثيرون من جمهوري في مصر والعالم العربي وكانت دعوات الناس الطيبين من اهم اسلحة مقاومة المرض. واضاف احمد زكي انه كان يحلم بتقديم شخصية حليم منذ زمن طويل قبل تقديم شخصية عبدالناصر والسادات، مشيرا الى أنه كان يهدف الى إلقاء الضوء على شخصية أسطورية رغم انه نشأ مثل أي شاب مصري وعربي، وعاش في ريف مصر وكان يسكن على حنجرته الملايين من عشاق فنه، حيث كان هناك كتيبة من الشعراء والملحنيين كتبوا قصائدهم ولحنوا أعمالهم على ضفاف حنجرته، واستطاع عبدالحليم أن يوجد لنفسه مكانا تحت الشمس حتى أصبح سيد الغناء العربي. وقال أحمد زكي في داخلي حنين لعبدالحليم، حيث كان قريبا مني وأخذنا البلهارسيا من نفس الترعة. حيث كنا نلقى بالكتب والكراسات على شاطئ الترعة ونهبط للبحث عن السمك الكبير بغض النظر عن انتشار البلهارسيا!! وهنا قاطعه عماد الدين أديب بالسؤال: هل كنت ترتدي المايوه يا أستاذ أحمد وأنت تهبط للترعة للاستحمام؟ وبسرعة ضجت القاعة بالتصفيق والهتاف والقفشات ثم طلب عماد الدين أديب من احمد زكي تقليد عبدالحليم. ثم تقمص أحمد زكي دور عبدالحليم وبدأ يجيب على أسئلة عماد الدين أديب. ٭ ما رأيك يا أستاذ في فريد الأطرش؟ موسيقار عظيم؟ ٭ ومحمد رشدي؟ صوت شعبي حلو ٭ وفهد بلان؟ حلو حلو.. ضحك وتصفيق. وكان احمد زكي قد توجه بالشكر للرئيس مبارك الذي أمر بسفره الى باريس للعلاج على نفقة الدولة مشيرا الى ان مساندة الرئيس جعلته يشعر انه لا يواجه المرض وحده وان اهتمام الرئيس ساهم في الرفع من روحه المعنوية لسابع سماء. ودعا احمد زكي الحاضرين للاستمتاع بكل لحظة من لحظات العمر ووجه التهنئة للجمهور قائلا: كل لحظة وأنتم طيبون!! أما المخرج شريف عرفة فقال أن فليم حليم بطولة نجمين هما احمد زكي وعبدالحليم حافظ وقالت ماجدة الرومي التي حضرت خصيصا من بيروت لتهنئة أحمد زكي: عندما يكون هناك فنانون كبار في حجم احمد زكي وعبدالحليم فمن الأهمية أن نساهم في تكريمهما ووصفت عبدالحليم انه جزء لا يتجزأ من كل ذات عربي وقالت عن احمد زكي أنها تعتبره القدوة والمثل ثم قدمت لأحمد زكي باقة ورد! ثم تحدث الموسيقار عمار الشريعي عن الموسيقى التصويرية للفيلم فقال أنه سوف تسير في خطين هما أغاني عبدالحليم وهذه سوف لا نقترب منها ثم اعلن عن تقديم شكل جديد من الموسيقى التصويرية والتي وصفها انها ستكون انقلابا حقيقيا على مستوى العالم في مجال الموسيقى التصويرية. وتحدث عماد الدين أديب رئيس الشركة المنتجة للفيلم مشيرا الى أنه كان مستعدا لتقديم كل مليم كسبه في حياته في سبيل رسم ابتسامة جميلة على وجه صديقه احمد زكي. وقال أننا في الفيلم لا نقدم قصة عبدالحليم، ولكن نقدم رؤية محفوظ عبدالرحمن الذي كتب السيناريو لمرحلة مهمة في حياة عبدالحليم ووصف عبدالحليم أنه يتحمل مائة فيلم عالمي وليس مجرد فيلم واحد فقط. ومن جانبه رفض عماد الدين اديب الكشف عن العديد من الأسرار في الفيلم مشيرا الى أن السر الوحيد الذي نعلن عنه الآن أن أحمد زكي سيقدم شخصية عبدالحليم أما باقي أسرار الفيلم فرفض الافصاح عنها. ووصف تجربة الفيلم أنها تأتي كنوع من التكريم لموهبة عبقرية ورومانسية في زمن التوحش. وقال أن فيلم حليم ليس مجرد فليم عادي، ولكن باقة ورد لشخصية عبدالحليم وباقة ورد لأسطورة السينما المصرية أحمد زكي. يشارك في بطولة فيلم حليم الفنان جميل راتب والفنانة منى زكي والنجم السوري جمال سليمان والنجمة السورية الصاعدة سلاف فواخرجي، كما سيتضمن الفيلم ظهورا دراميا لأهم شخصيات الفن المصري المعاصر خاصة صلاح جاهين ومحمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وكمال الطويل وعبدالرحمن الأبنودي وسندريلا الشاشة سعاد حسني. وتصل تكلفة الفيلم الى 18 مليون جنيه مصري وسيجري تصوير الفيلم ما بين مصر وبريطانيا وفرنسا والمغرب وسيعرض في صيف 2005 . حضر الحفل الهام شاهين ومعالي زايد ودينا ومنال سلامة ونجوى فؤاد ومديحة يسري وفردوس عبدالحميد ولبلبة ومادلين طبر وسميحة أيوب وحنان ترك وكذلك محمود عبدالعزيز وهاني رمزي وعلي الحجار واحمد حلمي وحجاج عبدالعظيم وماجد المصري وفاروق الفيشاوي وهاني مهنا وإيهاب توفيق ومحمد ثروت وكريم عبدالعزيز ومن المؤلفين وحيد حامد وعبدالحي اديب ورفيق الصبان ورأفت الميهي ومن المخرجين يوسف شاهين ومحمد عبدالعزيز ومحمد النجار وعلي ادريس واسماعيل مراد ومحمد ابو سيف ومن المنتجين محمد حسن رمزي ومحمد مختار ومحمد العدل وحسين القلا وشريف الشوباشي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي. وكان الدكتور ياسر عبدالغفار الطبيب المعالج للدكتور أحمد زكي قد رافقه طوال فقرات الحفل.