تحرص جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على أن تكون معاصرة لكثير من القضايا الأكاديمية والمجتمعية ومشاركة فيها. وتحظى – كغيرها من جامعات مملكتنا الحبيبة- برعاية ودعم ولاة الأمر حفظهم الله ما يؤهلها لمزيد من الريادة على كافة المستويات. ولا شك أن الأمواج المتلاطمة التي تعصف بالعالم أجمع والبلاد العربية والإسلامية على وجه الخصوص تحتاج إلى جهود متضافرة ومساعي حثيثة ونيات لله خالصة. و من أكثر تلك القضايا أثراً وتأثيراً على كافة الأصعدة قضية: الفرق والأحزاب والجماعات؛ وكل يزعم فيها أنه على الحق وغيره على ما سواه! حتى التبس الأمر على كثير ممن لم يؤتَ علماً وبصيرة فتراه قد يختلط عليه الحق بالباطل، وتنحرف به الرؤى عن المنهج القويم السليم الموافق لكتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح. نعم قد يشكل على عامة الناس هذا وإن نوى كثير منهم الحق والخير ولكن ليس كل من نوى شيئاً وُفق إليه!! فإذا ما سعى الناصحون والموفقون لتنبيههم إلى ما هم فيه، وبيان فضل الرجوع إلى الحق ترى بعضهم يخرج عن المنهج ويبدأ بالقدح في النيات وتفسير المواقف وتأويل الأفعال بناء على رغبات شخصية وأهواء فردية لا تستند إلى دليل وبيان!! مما قد يترتب عليه من السوء والانحراف والزيغ عن منهج الحق المبين ما لا تُحمد عواقبه! ولا شك أن جامعاتنا تزخر بالآلاف من الشباب الذين تشكل فئتهم العمرية أكثر من نصف المجتمع السعودي مما يستدعي وبقوة شديدة أن يكون توجيههم الوجهة السليمة واجباً شرعياً ومهمة وطنية وخياراً حتمياً حفاظاً عليهم ليكونوا أعضاء فاعلين لدينهم ووطنهم. من هنا يجدر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي حازت قصب السبق في عقد المؤتمرات الملامسة للقضايا الواقعية والتي تسعى إلى القيام بدورها في هذا الشأن على أكمل وجه - يجدر بها أن تعقد مؤتمراً يعتني بهذه القضية الهامة في موضوع أحسبه جدير بالطرح في هذه المرحلة الحساسة وهو: مسؤولية الجامعات في تأصيل وتطبيق المنهج الشرعي الصحيح في التعامل مع الفرق والأحزاب والجماعات. بحيث يُشارك فيه ثلة كريمة من هيئة كبار العلماء والمتخصصين والأكاديميين في الجامعات السعودية والمهتمين بهذا الأمر في الجهات ذات العلاقة لتأصيل استراتيجية شرعية علمية واضحة المقاصد معلومة الأهداف سليمة المنهج، تستفيد منها الفئات المشاركة و المستهدفة، وتكون توصياته بمثابة وثيقة علمية وحماية وطنية ورؤية منهجية تبين عقيدة التوحيد الصحيحة على مذهب أهل السنة والجماعة و تسد الطريق أمام كل من يحاول أن يشوه فكر الشباب أو يزج بهم في براثن الأحزاب والجماعات والانتماءات المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح الذين هم على مثل ما عليه الرسول وأصحابه . كما أتمنى أن يُدعى لحضوره الشباب من مختلف الجامعات السعودية وتُقام على هامشه الدورات وورش العمل والمسابقات ويُحفز الحضور بالمحفزات التي تضمن بعون الله حضورهم واستفادتهم من الجهود المبذولة. وتتم تغطية البرامج والأنشطة على مستويات إعلامية عالية الاحتراف. وتُطبع الأبحاث والمشاركات وتوزع على الجامعات والمكتبات العامة والمدارس والجهات ذات العلاقة لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة. ولا شك أن معالي مدير جامعة الإمام الأستاذ الدكتور سليمان أبالخيل وفريق الجامعة المبارك لديهم من الأفكار والأطروحات والجهود ما يمكن أن يجعل من هذا المؤتمر تظاهرة علمية ثقافية شرعية و وطنية، وإسهاماً فاعلاً من الجامعة تقدمه في سلّم الريادة . أسأل الله للجامعة والقائمين عليها التوفيق لما يرضيه والعمل وفق طموحات ولاة الأمر حفظهم الله وتحقيق تطلعات أبناء هذا البلد المبارك.