كان أول مصدر يرتبط بالفرضية هو ما يُقال ويُكتب من القصص وما يُشار إليه، لكونه ربط الأحداث ببعضها، وقام بدور تعويض الغائب بالفرضية. فينبغي أن نعرف التكافؤ بين عدة أشياء تتناسب وتختلف، ففي كل مرة علينا تجديد الماهية بإيعاز من رغبتنا وقدرتنا المشاركة في الواقع بكل بساطة. وإلى جانب المشاركة علينا متابعة منهج طبيعة الباحث والأجزاء التي يمتلكها ويوظفها في نفس وقت التناقض الموروث واستخلاص المتقابلات من جهة ذاتها، وقراءة التحدي الذي دفع بالقراصنة للقيام بأدوارهم على شواطئ الكاريبي متراجعين بالزمن إلى القرن السادس عشر في زي كوميدي مغامر وأشياء تافهة تتعلق بسلاسل قوية، تفسر ما تردد من جرائم صاغها المؤلف وساندها المنتج، منظمة الربط تتابع الأشياء في ضوء مخرج قدم أولئك القراصنة أبطالا ومغامرين. في أفلام عرضتها ديزني وهوليوود بحضرة الخيال والانفعال المباشر الأكثر قبولاً وحباً عند الناس، ولكن بالمقابل هنا سلبية نفذتها بعض المليشيات في القرصنة كمثال قراصنة الصومال تقمصوا الأدوار واللعبة، وكسبوا مقايضات مادية كبيرة مقابل رهائن أبرياء. قراصنة الكاريبي أحد المغامرات المكلفة التي نُفذت في حديقة كبيرة داخل مساحات دزني لاند وأسطورة محاورة متناقضة في حالة الطبيعة ووجهة الحركة، أوجد الفيلم فرضية لروح شريرة للعالم، وأخرى خيّرة، اشترك أربعة مؤلفين في إتمام القصة وحبكها، تنحاز إلى الكوميديا الساخرة في حركات دورية متقلبة، راهن الكثير على فشله، ولكنه حقق نجاحاً باهراً أذهل النقاد وفي ذات الوقت أسعدهم نجاحه لما لمسوه من متعة، فيما حقق إيرادات عالية، ورصيداً من الألق والشهرة يضاف إلى الممثل جون ديب. هذا ما يخص فيلم اللؤلؤة السوداء واللعنة التي رافقت فصول الفيلم الأولى، والتميز والتفرد لبطل الفيلم الحاصل على جائزة الأوسكار وأفضل ممثل لأفضل فيلم حصد عدة جوائز مع الأوسكار. أما المغامرة الأخرى التي تصطف حولها الكلمات هي من نوع آخر، حول صياد درس علوم البحار وكتب عنها في مذكراته، يعلم أين يقع العالم المفقود ويعي معنى منخفض كيمان واللغز الغامض في أعماق البحار. رحل ذات صباح "جون بروس" إلى جهة غير معلومة لأسرته، في بداية بحثه، ثم تنقل بين جامايكا وجزر كيمان يشاهد الجمال وقصص الغرام على شواطئ الكاريبي، ويدور بفكرة البحث عن ذلك اللغز الذي يحوم حول الصدع الكبير في قاع البحر، والذي يضم أكبر سلسلة براكين في العالم في عمق تجاوز خمسة آلاف متر تحت مستوى سطح البحر، وحاول اللحاق بالسفينة البريطانية التي تحمل مجموعة من علماء الجيولوجيا وعلوم البحار، ولكنه لم يستطع. وباءت مساعيه وأحلامه بالفشل، ثم بنى له على الساحل كوخاً متواضعاً، يكتب آماله في كشف تلك الألغاز الغامضة في العالم. ولم يحقق رغباته الكبيرة، ولم يتحرر من الأهواء، فالناس المنغمسون في العالم الحسي بالطبيعة لا يدركون جيداً كيف تنتهي طموحاتهم دون دراسة ترتبط بقوى عظمى ودعم دولي يحقق الأهداف وليس الأهواء.