سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتفاق «غير محدود زمنياً» يُنهي 50 يوماً من العدوان.. ويُطلق مسيرات الفرح في الضفة والقطاع واشنطن أعلنت فوراً دعمها الكامل.. وعباس يؤكد: لا مفاوضات غامضة مع إسرائيل
أعلن الفلسطينيون والاسرائيليون أمس التوصل الى اتفاق "دائم وغير محدود زمنيا" لوقف اطلاق النار في غزة مُنهياً بذلك العدوان الإسرائيلي الذي استمر خمسين يوما أدى الى استشهاد أكثر من 2100 فلسطيني. وسارعت الولاياتالمتحدة الى إعلان "الدعم الكلي" للاتفاق على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي. وخرج ابناء الضفة الغربية مساء امس بالالاف الى الشوارع محتفلين مبتهجين ب"انتصار" الشعب الفلسطيني ومقاومته، على دولة الاحتلال واجبارها على الرضوخ للمطالب العادلة برفع الحصار عن قطاع غزة. واحتشد الفلسطينيون في مراكز المدن والقرى، مرددين الهتافات المتمسكة بوحدة الشعب الفلسطيني وثباته في وجه آلة القتل الاسرائيلية، فيما جابت السيارات الشوارع مطلقة ابواقها فيما لوح راكبوها باعلام فلسطين. في غضون ذلك، اثنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الجهود والدور الذي لعبته جمهورية مصر العربية في الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال والذي دخل حيز التفنيذ اعتبارا من الساعة السابعة مساء. وقال عباس في كلمة قصيرة له في مستهل اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله عقب دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ " ان قطاع غزة تعرض لثلاث حروب من العام 2008، مؤكدا ان الجهد يجب ان ينصب لمنع اندلاع حرب اخرى، في المستقبل. واشار الى انه سيضع امام اعضاء القيادة رؤية واضحة لحل القضية الفلسطينية، وسيواصل التشاور بخصوصها مع الاشقاء والمجتمع الدولي، مؤكدا الرفض القاطع للعودة الى اية مفاوضات غامضة. واعلن عباس في كلمة متلفزة وفي خطابه الذي اعقبها امام اعضاء القيادة الفلسطينية في رام الله مساء أمس، قبول المبادرة المصرية بوقف القتال بالتزامن مع فتح المعابر مع اسرائيل لتزويد قطاع غزة بالمواد الغذائية والطبية والعمرانية، على ان يتم فيما بعد الحديث عن الطلبات التي ستوضع على الطاولة، مشيرا الى ان الوفدين المفاوضين سيعودان في اقرب وقت ممكن الى القاهرة لاستكمال الجهود". وقال ان وقف القتال هو الاساس الذي بحثناه مع قيادة حركة حماس في الدوحة، وكذلك تمكين وتركيز المصالحة بحيث تتمكن حكومة الوفاق الوطني من القيام باعمالها في قطاع غزة. من جهته قال مصدر حكومي اسرائيلي ان تل أبيب وافقت على وقف "غير محدود" للنار في غزة. وقال هذا المصدر "لقد وافقنا مرة اخرى على اقتراح مصري بوقف لاطلاق النار من دون شروط وغير محدود زمنيا". أما الوسيط المصري فأعلن في بيان صادر عن وزارة الخارجية بعض تفاصيل الاتفاق الذي وصفه بأنه "وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الأعمار والصيد البحري". وأوضح البيان أن هناك نقاطاً لا تزال عالقة لم يحددها سيتم طرحها بين الطرفين بعد شهر. فقد أكد البيان "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الاخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار". أما حركة حماس المعنية مباشرة بالاتفاق فاعتبرته انتصاراً للمقاومة. وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء في غزة "استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب، اليوم نهنئ شعبنا الفلسطيني بهذا الانتصار الكبير، ونهنئ امتنا العربية بهذا الانتصار". وفي تمام الساعة السابعة مساء أمس موعد البدء بوقف اطلاق النار نزل آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الى الشارع كما صدحت التكبيرات من المساجد واطلقت العيارات النارية في الهواء فرحا. وخرج الاف الفلسطينيين في شوارع القطاع في مسيرات عفوية احتفالا بالاتفاق. وأعلن عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا بعد اليوم "الدخول في مفاوضات غائمة" مع اسرائيل، مضيفا انه سيضع "رؤيا" لحل القضية الفلسطينية لمناقشتها. من جهته قال عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات التهدئة في تصريح لوكالة فرانس برس "ستطالب القيادة الفلسطينية منذ الآن بأن يتم تحديد سقف زمني محدد لاقرار حل الدولتين بشكل ملزم". وقبيل إعلان التهدئة لم تتوان اسرائيل عن القتل والدمار، حيث استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف اسرائيلي على مناطق جنوب قطاع غزة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور اشرف القدرة ان الشهيدين الطفلين هما الشقيقان عمر ومحمد حسام البريم من محافظة خان يونس. كما استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون في غارة جوية اسرائيلية على مجموعة من المواطنين في حي الجنينة برفح جنوب القطاع. واطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا تجاه مجموعة من المواطنين اسفرت عن استشهاد 3 اشخاص وإصابة اخرين ونقلوا الى مستشفى ابو يوسف النجار في رفح والشهداء هم: يوسف غنام، ومحمد الرياطي، واحمد جربوع وجميعهم في العشرينات من العمر. وبذلك ترتفع حصيلة شهداء امس الى عشرة. وفي سياق آخر، قال موقع 0404 ان جنديين اسرائيليين قتلا واصيب ثالث بجروح بعد سقوط صاروخ بشكل مباشر على تجمع للجنود في منطقة اشكول. وقالت القناة العاشرة ان ثلاثة جنود اصيبوا بجراح خطيرة بعد قصف المقاومة لمنطقة اشكول. واطلقت المقاومة عشرات الصواريخ تجاه البلدات الاسرائيلية المحاذية للقطاع وصلت الى حد تل ابيب وسط اسرائيل. واعلنت الوية الناصر قصف ريعيم ومفتاحيم في اشكول ب 4 صواريخ جراد. كما اعلنت سرايا القدس اطلاقها دفعة من صواريخ 107 على اشكول. وفي وقت لاحق اعلنت كتائب الاقصى انها قصفت ريعيم باشكول بصواريخ 107. مسيرات حاشدة في غزة احتفالاً بانتهاء العدوان الإسرائيلي (أ.ب)