قالت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية الفرنسية إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن « تعرض سيارة تابعة للسفارة السعودية لهجوم مسلح حينما كانت في طريقها للمطار وفيها مبالغ مالية ووثائق حساسة « غير صحيح البتة. وكشفت السفارة في بيان صحفي لها أمس أن السيارة التي تعرضت للسرقة // مرسيدس فيانو بلوحات ألمانية // مستأجرة من قبل مواطن سعودي، كانت تحمل أمتعته الشخصية وفي طريقها للمطار، حيث أجبر السائق على الترجل وتم سرقة السيارة بما فيها من أمتعة. وأشارت إلى أنها باشرت الحادث بعد أن تلقت اتصالاً من المواطن المعني، وتعاملت مع الأمر حسب ما تقتضيه الأنظمة والقوانين، وساعدت المواطن حتى غادر الجمهورية الفرنسية، ولا تزال تتابع الأمر مع السلطات الفرنسية المعنية التي تجري التحقيقات بهدف كشف ملابسات الحادث. وأهابت السفارة بوسائل الإعلام تحري الدقة في نقلها للأخبار واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة. ومرة أخرى تطرح عملية السطو هذه مخاوف كثير من السياح الذين يزورون باريس أو الذين يرغبون في زيارتها والذين تعرض بعضهم لعمليات مماثلة خلال السنوات الأخيرة وبخاصة في الطريق المؤدية من باريس إلى مطار شارل ديغول أو إلى بعض المطارات القريبة منها والتي تقلع منها أو تحط فيها طائرات خاصة وهو حال مطار «البورجيه». ولابد من التذكير هنا بأن ابنة عمدة مدينة كييف عام 2010 كانت قد تعرضت لاعتداء مماثل في الخامس عشر من شهر فبراير من تلك السنة عندما أقدم شخص يركب دراجة نارية على تكسير زجاج سيارة «المرسيدس» التي كانت تركبها وهي في الطريق المؤدية من المطار إلى باريس. وسطا على كيس كانت فيه مجوهرات قدرت قيمتها بأربعة ملايين ونصف مليون يورو. والجدير بالذكر أيضا أن سياح باريس من الصينيين أصبحوا بدورهم في السنوات الأخيرة محل اهتمام العصابات المسلحة التي تهجم عليهم وتستولي على أموالهم. وكانت السلطات الفرنسية قد فكرت قبل أشهر في نشر وحدات شرطة صينية فرنسية مشتركة في العاصمة الفرنسية لطمأنة السياح الصينيين ولكنها عدلت عن الفكرة حتى لاتبدو كما لو كانت عاجزة عن ضمان أمن زوار العاصمة الفرنسية. ويقول كثير من المراقبين إن جرأة الاعتداء الأخير اضطر السلطات الفرنسية أمس إلى مراجعة آلية مراقبة هذه العصابات رأساً على عقب حتى لا تتدهور صورة باريس أكثر لدى كثير من الراغبين في زيارتها.