مئات القنوات الفضائية العربية تواصل استمراريتها في البث رغم التكاليف الباهظة، خصوصاً أن أغلبية هذه القنوات تتخذ من المذهبية شعاراً لها، فيكون السر في استمراريتها الدعم اللا محدود من دول أو حتى احزاب سياسية معينة، مما يجعل رسالتها في تأجيج الصراع وإثارة القلاقل سهلة لأنها تتعاطى مع مجموعة معينة وهدفها واضح، فنجد الانتشار الكبير على سبيل المثال للفضائيات العراقية بمذاهب متعددة وبهدف واحد هو ديمومة الصراع. المركز الإقليمي للدراسات بالقاهرة من وجهة نظري لم يأت بجديد وهو يلقي في تقريره الأخير التهمة لوسائل الإعلام المرئية بتكريس الطائفية والعنف في الشرق الاوسط، ولكن الجديد هو إطلاقه مسمى الاعلام (الداعشي) كتجربة جديدة بالمنطقة، حيث أشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي للاعلام الداعشي أنه دخل ساحة المعركة منذ بداية الأزمة السياسية في الشام، فنجده تلاعب كإعلام على جانبين مهمين؛ الأول التحريض ضد العلويين والثاني التحريض ضد المتظاهرين باستغلاله القنوات الفضائية الرسمية للنظام، حتى أضحى حسب ما نرى حالياً هذا الإعلام بشكل قوي ومؤثر، ويقوم برسالته للأسف حسب استراتيجية منظمة، ويعتمد في سياسته على تطبيق سياسة وزير إعلام هتلر في بث الإشاعات والأخبار المتعددة والمتواصلة، فلا غرابة أن نجد السيل الكبير من البشاعة الإجرامية التي يرتكبها مجرمو داعش ونتناقلها بكل أسف بيننا من باب الإعلام ونقل الحدث، حتى أصبحنا ناقلين رئيسيين ودون قصد للهدف الإجرامي لهذه السياسة..!! والمؤسف رغم انتشار مقاطع الوحشية في «نحر» البشر وبصورة أوحش وأشد قسوة من نحر «الأنعام» إلا أننا نعيش بصمت وتحت ظل أصوات فردية مشتتة وخجولة، فلم نجد تكاتف شيوخنا وعلمائنا في الوقوف صفاً واحداً ضد هذا الإجرام والذي للأسف يمثل خطراً علينا من جهات متعددة، من أبرزها التغرير بالكثير من شبابنا في الانضمام لهؤلاء المجرمين، وكذلك خطرهم علينا كعصابات ممولة دولياً على حدودنا. تصوروا بعد مقالي الأخير عن هذا التنظيم الإجرامي، سألني شاب وتعليمه وخبرته الحياتية كبيرة، عن عدم خوفي عندما أكتب أنا والكثيرين مثل هذه المقالات، تصوروا استطاع هذا التنظيم أن يوجد له صورة قوية داخل نفوس الكثيرين داخل بلادنا، معتمدين على الإيهام بقوتهم العسكرية والتعاطف الكبير لهم داخل بلادنا، بالفعل أمر خطير أن نصل لهذا التساؤل، ولكنه في الوقت نفسه حق مشروع، في ظل استمرارية الصمت، وعدم المبالاة بما يحدث، أو الانشغال بأمور بعيدة عن الواقع الذي نعيشه..!! لذلك انتبهوا من استغلال هذا التنظيم الإجرامي في استغلالكم عبر تويتر او الفيس بوك او الواتس أب او غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، في تمرير الصور والفيديوهات الوحشية التي يبثونها لنا لأهداف إعلامية وسياسية وترهيبية، نحتاج لوقفات ضد هذا الإعلام الإجرامي، فهل يستمر الصمت أم الأمر يعجب البعض؟!.