يا هل الديرة اللي طال مبناها ما بلادٍ حماها طول حاميها المباني تهاوي كل من جاها ما يفك المباني كود أهاليها ديرةٍ صار داها اليوم برداها ما تصح البلاد وعيبها فيها كان ما تفزع اليمنى ليسراها فاعرف اللي وطا هاذيك واطيها أبيات قيمة للشاعر عبدالرحمن البواردي قالها قبل أكثر من مئة عام حيث يؤكد أن القوة ليست في بناء الأسوار بل القوة في وحدة أبناء البلد وتكاتفهم في التخلص من الانقسام الداخلي والخيانات التي تفسد وحدة الصف. أورد هذا ونحن بفضل الله وحمده ننعم بالأمن والاستقرار في وطننا الغني بمكتسباته السماوية والدنيوية والمستقر بقادته الحكماء وأهله المتسامحين الكرماء، إلا أن ما يثير استغرابي أنه عند ظهور أي حالة تمس أمننا واستقرارنا في هذا الوطن المعطاء لا يعلو في وسائل التواصل من تويتر وغيره إلا أصوات الشامتين الناقمين الناعقين بالتهديد والوعيد الساخطين على كل ما يخالف معتقداتهم المريضة وعقدهم النفسية، وكأنهم يتحينون علينا مثل هذه الفرصة لإظهار مشاعر الكره والعداء! فهل فعلاً هم صوت المجتمع السعودي؟ كلا والله ان هذه الأصوات الحاقدة في حقيقتها لا تتجاوز فئتين متطرفتين هما على طرفي نقيض، الأولى فئة منحلة عن كل ما له علاقة بالإرث الثقافي والديني ترى أن المجتمع متخلف رجعي، تدعي الليبرالية وهي في حقيقتها مسخ ليبراليه(مسرالية)مستبدة، وهذه تسير وفق أجندة غربية تستغل تطلعات المجتمع في التقدم وتسعى لتغيير نظام الحكم من خلال الفوضى، والثانية فئة متشددة لا ترى المجتمع إلا منحلا كافرا يجب إصلاحه بالإرهاب والقتل وهي في حقيقتها مسلمة تكفيرية(مسيرية)مستبدة، وهذه أيضاً تسير وفق أجندة غربية من وراء ستار إسلامي طائفي سلطوي تستغل عاطفة الدين في المجتمع وتسعى لتغيير نظام الحكم من خلال الفوضى، فكلتا الفئتين خارجة عن المجتمع وولاؤهما للخارج الذي بنفس الأصابع يحرك هؤلاء وهؤلاء لخلق الفوضى، فجعلوا أنفسهم من يتحدث بلسان الشعب بل الأمة جمعاء وفي الحقيقة هم في مجملهم فئة قليلة لا تمثل إلا نفسها وما يملى عليها من أعداء الدين والوطن، ولكنها فئة متحركة عالية الصوت في ظل صمت وتهاون من الأكثرية الوسطية في المجتمع. انهم فقط يتقنون التهييج عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي يقوم على مبدأ اكذب ثم اكذب واستمر حتى يصبح كذبك حقيقة، نعلم جيداً أنهم يؤمنون بهذا المبدأ حتى يوجدوا في التصور العام أعداء يشكلونهم من اللاشيء ويخططون واقعاً افتراضياً بحسب أوهامهم وتصوراتهم المريضة ويحاولون بشتى السبل جرنا لتصديقه والعيش فيه لنسلم لهم قياد أنفسنا مؤمنين بأنهم من يعرف صالح الأمة ويقرر مصيرها!! من الخطأ الفادح علينا كشعب واعٍ أن نكون ممن يلتزم الصمت منتظراً نتائج كذبهم وما سيترتب عليه ونحن في قرار أنفسنا غير راضين وهذا والله هو التخاذل وتسليم القياد لغيرنا وقبل ذلك تهميش فكرنا ووجودنا الأهم، وكأن المجتمع مشطوراً بين هاتين الفئتين إما مع هؤلاء أو هؤلاء ولا وجود لوسط بينهما. علينا كشعب أصيل في عروبته وإسلامه أن نحافظ على أهم مكتسب وهو نعمة الإسلام والأمن وأن ننأى بوحدتنا وتضامننا بعيداً عن (المسراليين)و(المسريين)، ولا نسمح لأصواتهم أن تكون سيفاً مسلطاً علينا ونحن أعزة في شيمنا وقيمنا العربية التي زادنا بها الإسلام مروءة ورفعة وإنسانية،إن ديننا دين الإسلام الخالص النقي من شوائب الأفكار الخارجة عن الإنسانية، والمتجاوز للطائفية والقومية وكل شكل من أشكال العنصرية المقيتة، ولن نكون وقوداً للنار التي يشعلها مخططون أعداء لنا ليفقدونا هذه المكتسبات، وللأسف ان هناك من يلبس ثيابنا ويقوم بتنفيذ الأدوار ويحث عليها أبناءنا المغرر بهم، وهؤلاء الأعداء وجدوا أن التركيز على عاطفة الدين يعمي عين العقل والبصيرة لذا لا يجعلون أتباعهم يرون من الدين إلا ما يريدون لهم ومن خلال مناظيرهم التي ركزوا فيها على جزئيات محددة لا يتجاوزوها إلى غيرها لضمان سيرهم ضمن هذا المساق الخبيث. ان التنادي العاطفي الطاغي المعمي والمتجاهل والمغيب للحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح لها دور مهم يجب أن لا نقف أمامه مكتوفي الأيدي لأننا بهذا العجز والصمت نقوم بالمشاركة في تنفيذ دور مهم في مخططهم؛ حيث صمتنا يترك فراغا كبيرا ويحرضهم على ملئه من خلال خلق توجه عدائي لكل ما يخالف أصواتهم وأجندتهم وأهدافهم وكذبهم حتى يتمكنوا من جر المجتمع لوحل الفوضى في عالمهم المأمول. المرحلة خطيرة والتحرك لا يأتي كيفما اتفق فكل فرد عليه مسؤولية المساهمة في النهوض بالوعي العام لإدراك حجم الخطر الداهم والعمل على تدارك الوضع، بدءاً من علماء الأمة ومفكريها إلى الآباء والأمهات في أسرهم وإمام المسجد في حيه والمعلم في مدرسته والمغرد في صفحته وتسخير كافة وسائل الإعلام التي لها دور عظيم في نشر الوعي بين أفراد المجتمع وخاصة الشباب صغار السن وهم الفئة العمرية المستهدفة بالدرجة الأولى. إن الأعداء إزاء هذا الصمت منا كادوا أن يسيطروا على قنوات التواصل وصفحات تويتر نعلم أن أغلبيتهم يتسمّون بأسمائنا وهم من خارج الوطن ولكنّ لهم معززين من الداخل فعندما تتحدث بوعي وعقل تواجه هجوما كاسحا ويدعون لك بالويل والثبور وكأنك خرجت عن الملة وهذا أول الفوضى التي تبدأ بالكلام ثم تتطور إلى ما لا تحمد عقباه، ان الفوضى وحش دموي يلتهم الشعوب ويقتات على أجساد الأطفال والنساء والضعفاء قبل كل شيء إن مخططي الفوضى لهم وسائل في تحقيق أهدافهم يخجل الشيطان منها. لذا يجب وعلى كافة المستويات أن نعد من الآن خطط المواجهة لهذا الزحف الفوضوي الصوتي قبل أن تغرق أصواتنا فنفقد السيطرة على الوضع، فعلى المستوى الرسمي في علاقات الدولة بالأصدقاء علينا أن نكون أكثر صراحة وشفافية في تحديد مواقف وحدود من يدعي صداقتنا هنا ثم هناك يتآمر علينا، يجب أن نعامله من منطلق الواقع الفعلي فالوعود والابتسامات لن تنقذ صديقاً من فك ضبع، ولعل خطوة إعلان هذه التنظيمات الإرهابية خطوة استباقية فاعلة وعلينا أن نقاتل لاعتراف الأمم بها دون استثناء وتأييدنا في محاربتها. كما يجب أن يجد المواطن الصالح قنوات فاعلة ترفع صوته وتمكنه من الانحياز للحفاظ على مكتسبات وطنه، وبنفس الأهمية يتعامل مع المواطن الفاسد بحزم وقوة وأن تسد جميع القنوات الخالقة للفوضى، كما أن القضاء والأمن كل منهما مكمل للآخر فكل تهاون أو تقصير في ما يمس أمن الوطن هو جرم وخيانة مثل ما يحاسب عليها الفرد يحاسب عليها المسؤول في أي قطاع كان فمصلحة وأمن الوطن أمانة لا يفرط فيها إلا خائن. تضاف صورة سعد الحافي الكاتب في صفحة الخزامى سعد الحافي