توجيه خادم الحرميين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الى المشايخ والعلماء في كلمته السامية حققت الاهداف والمعاني السامية النبيلة وقد صار لها صدى على الأمة العربية والاسلامية والمجتمع الدولي والتي عبر فيها الملك عبدالله عن احساسه ايده الله بالأسى والحزن على ما آلت إليه حال الأمة العربية الاسلامية من تردٍ وهوان وضعف وتمزق نتيجة الفتن التي استشرت في جسد الامة، نتج عنها تنامي ممارسات ارهابية ترتكب باسم الاسلام وتشوه صورته الحقيقية في البناء والتنمية والتسامح. وان هذه الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين حملت العديد من المعاني والمضامين الجليلة التي تعبر عن حرصه رعاه الله على مصلحة الأمة والدفاع عن الإسلام الحنيف وسماحته وعن القضايا المحورية للامة الاسلامية والعربية وفي مقدمتها مايعانية الشعب الفلسطيني في غزة من قتل وتشريد الابرياء تحت سماع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمة حقوق الانسان في اشارة منه -حفظه الله- الى اهمية ان يقوم المجتمع الدولي بواجبه تجاه هذه الفتن التي تعد احدى صور الارهاب المرفوض من كافة المجتمعات. والجدير بالذكر بان العالم كله يدرك ويعلم بان خادم الحرمين الشريفين سخر كل المنابر داعياً إلى الحوار بين اتباع الاديان حتى انه ايده الله سبق الجميع الى التنبيه بأهمية هذا الموضوع وخطورته منذ اكثر من عشرين عاماً وذلك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) حيث وجه رعاه الله بطرح موضوع (حوار الحضارات والاديان) في اكثر من دورة من دورات المهرجان وتناولت الدورات اطروحات واوراق عمل مختلفة قدمها نخبة من كبار العلماء المهتمين في العالم التي لو اخذ بها لما وصل الحال الى ما نحن عليه. وبشأن دعوة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للعلماء باعتبار ان العلماء هم ورثة الانبياء وهم المعول عليهم بعد الله لإنقاذ الاسلام من فئات تسعى لاحتكار الدين وتجعل الاسلام في مواجهة مع العالم واعطى صورة مغلوطة للقيم والمبادئ الاسلامية الحنيفة لذلك فإن توجيه خادم الحرميين الشريفين السامية للعلماء لكي يوضوحوا حقيقة الدعوات المشبوهة باسم الاسلام وتوضيح معاني الاسلام ومبادئه الحضارية السمحة وبلورة رأي شرعي حيال هذه الفئات والجماعات والأفكار. والكل يعلم بأن المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بأنها تسير على خطط ثابتة واضحة المعالم والغايات باعتبار المملكة قلب العالم الاسلامي ونبضه النابض ومهبط الوحي والرسالة النبوية السمحة وعلى نهج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، واحتضان الاماكن المقدسة الطاهرة مثل المسجد الحرام في مكةالمكرمة وماحوله من المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة والمواقع المحيطه بها، اضافة الى المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وسار على هذا النهج من بعده ابناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد -رحمهم الله- ونحن نعيش في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز متعه الله بالصحة والعافية والتوفيق، كونه حبيب الشعب والوطن والأمة العربية والاسلامية في كل امصار العالم، ونسأل الله تعالى ان يحفظ صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وكذلك ان يسدد خطى سمو الامير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين. ولذلك فان العالم كله بمافيه من الدول العظماء والتي تسمى العالم الاول وغيرها من العالم الثالث وما فيها من الهيئات والمنظمات العالمية والدولية والعربية والاسلامية وغير الإسلامية تدرك تماماً وتعلم بان المملكة العربية السعودية قد سخرت جهودها لخدمة الحرمين الشريفين ورعاية الحجاج والمعتمرين وتهيئة كافة التسهيلات والخدمات في جو يسوده الامن والامان والطمأنينه وهذا مما كان له الاثر الطيب والفعال بان المملكة العربية السعودية موقع مودة ومحبة من كافة المسلمين وكافة الاديان ومصدر هذه المحبة من الله تعالى لان الله اذا احب عبداً سخر عباده لمحبته، ونتمنى من الله عزوجل ان يديم علينا نعمة الامن والامان والاستقرار، وان يكفينا شر كيد الحاقدين والحاسدين انه سميع مجيب والله الموفق.