الجميع ربما اطلع على خبر شراء حقوق الدوري السعودي (دوري عبداللطيف جميل) وكأس الملك وولي العهد والسوبر(الفريق الأول للأندية) من قبل مجموعة mbc واستبشر بذلك ولا يخفى على الجميع بأن مدة امتلاك mbc لحقوق النقل الحصرية وصلت (للأعوام العشرة) وبمبلغ اربعة مليارات و100 مليون ريال سعودي أي عن كل عام 410 مليون ريال وهو مبلغ كبير للوهلة الأولى وهو أفضل بأضعاف كثيرة من المبلغ الذي دفعه التلفزيون السعودي وهو مبلغ 150 مليون لثلاث أعوام في الفترة الماضية ولن أتطرق للإخراج أو المعلقين وحتى الأستوديو التحليلي للمباريات بالتلفزيون السعودي أو أقارن بينه وبين mbc التي لم تبدأ علمها الفعلي بعد ولكن تجربتها السابقة بنقل الدوري الانجليزي تعطينا بصيص أمل. ولكن لنأخذها من جانب آخر وهو عقد حصري لأقوى دوري عربي والمتابعة له من المحيط إلى الخليج بهذا المبلغ؟ لنأخذ على سبيل المقارنة البسيطة ومثال ذلك عقد رعاية نادي واحد فقط وهو نادي الهلال الذي ابتدأ مع "موبايلي" قبل ست أعوام الذي لم يتجاوز مع الشريك الاستراتيجي شركة موبايلي فقط في ذلك الوقت 56 مليون ريال، وكانت الرابح الأكبر من النادي والجميع تحدث عن ذلك الرقم أي قبل ستة أعوام بأنه ضرب من خيال ومبالغ فيه والآن نشاهد عقد رعاية الهلال من قبل ما يقارب من العشر شركات وبمبلغ قد يصل إلى 150 مليون ريال سنوياً أي ارتفع عن العقد السابق إلى ما يقارب ثلاثة أضعاف عن السابق وهو رقم يتماشى ويغطي إلى حد ما مصروفات النادي وهذا الرقم يعتبر أكثر من ربع المردود السنوي من النقل 410 ملايين وهو نادٍ واحد فقط. ربما يقول البعض مقارنة ليست في مكانها بأن عقد مجموعة mbc هو امتلاك حقوق نقل ونادي الهلال رعاية وهنا وهناك وفرق ولكن من وجهة نظري لا يوجد فرق بل بالعكس هذا ما يدين الاتحاد السعودي ويبين ضعف المفاوض ابتداءً من رعاية شركة "زين" للدوري التي لم تقدم ما يليق باسم شركة من كبرى شركات اتصالات الخليج ولا عن قوة منافسات الدوري المحلي ومن بعدها شركة (عبداللطيف جميل) التي اشترت المدة المتبقية من عقد شركة زين وهي أقل من عام إضافة لمدة عقدها الممتد لست أعوام وذهب منه عام وبمبلغ كما أفصحت عنه هيئة دوري المحترفين بحدود 720 مليون ريال أي عن كل عام 120 مليون ريال بأربعة عشر ناديا. فلو عدنا للوراء قليلاً كما كانت عقود الرعاية لبعض الأندية قبل عقود رعاية الدوري السعودي فقد كانت متفاوتة وكان أعلاها نادي الهلال الذي جعلته مثلاً حياً لذلك. هنا يخطر ببالي تساؤل هل مبلغ 410 ملايين ريال سنوياً كافية لحصرية نقل وقائع الدوري ومنافسات البطولات الأخرى السعودية؟ فأنا هنا لا أنتقد مجموعة mbc إطلاقاً فهي تبحث عن الربح وحق مشروع لها مع بقية القنوات فهي قنوات خاصة وتبحث عن القيمة التسويقية وبالفعل قد فازت بذكاء وهذا يحسب لها. ولكن لو نظرنا إلى ما ستستفيده مجموعة mbc من الإعلانات والمقابل الذي ستحصل عليه من نقل مقتطفات أو وقائع لبعض المباريات من قبل البرامج الرياضية من القنوات الأخرى وأرباح أخرى كثيرة. ما أرغب بإيصاله هو هل سيكون المبلغ كافياً بعد ثلاث سنوات.؟ وهل سيستطيع مفاوض الاتحاد السعودي الاجابة عليه..؟ أم هناك بند في العقد الخفي ينص على أن القيمة ستتصاعد مع المدة بحيث أن ما تتقاضاه بعض الأندية اليوم لن يكون مثل ثلاثة أو أربعة أعوام قادمة ويتصاعد حتى نهاية العقد الحصري!!؟