في جمل شاملة ومركزة أطلقها قائد يحمل هموم أمته، قائد لسانه يعبر عما في قلبه بكل وضوح وشفافية، قائد يحتضن في صدره كل معاني الإنسانية. وفي عقله الحكمة والحنكة السياسية - خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - فأدرك قبل غيره الخطر المحدق بالأمة مستشعراً قول الحق سبحانه وتعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) فاستفتح بها رسالته الصادقة إلى الأمة الإسلامية، وإلى المجتمع الدولي محذراً بالخطر المحدق بالعالم ومحملاً إياهم مسؤولياتهم كل من موقعه ودوره في الحياة مؤسسات وأفراد. ومؤكداً -رعاه الله- على مضمون الآية الكريمة بأنه من يعانون حالياً من النزاعات التي يغذيها التطرف والإرهاب وتسير وفق أجندة رسمها أعداء الأمة وشارك في تنفيذها سذج شذاذ ممن ينتمون للأمة وبمناصرة وتغرير من الحاقدين المتربصين بأمة الإسلام مجتمعاً وديانة، فحمّلوا دين الإسلام مسؤولية بشاعة جرائمهم في رسالة قبيحة وصورة مشوهة لدين السلام والمحبة والرحمة، مؤكداً - أيده الله - أن من يطرب لهذا من أعداء الأمة والدين سوف يكتوي لا محالة بناره التي يوقدها، وأن من يعتقد أن مقعده كراسي المتفرجين خارج مسرح الأحداث سيجد نفسه عاجلاً أو آجلاً في قلب الأحداث. مجدداً دعوته العالمية للحوار والوقوف صفاً واحداً لمحاربة الإرهاب والتطرف الذي ليس له دين وليس له وطن، وأن على المجتمع الدولي أن يستشعر الخطر - فلا يزال في فسحة من الأمر - لأن يستجيب لدعوته - أيده الله - لإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. ذلك العدو اللدود للإنسانية الذي ضرب أطنابه في كثير من أنحاء الكرة الأرضية. وإن رسالة خادم الحرمين الشريفين هذه التي وجهها إلى العالم هي في حقيقتها امتداد للسياسة الثابتة والحكيمة التي تنهجها القيادة السعودية نحو إيجاد عالم يسوده الأمن والاستقرار والعدل والاحترام المتبادل. وإن هذه التوجهات السياسية الحكيمة والمعتدلة للمملكة تعاضدها جهود إنسانية كبيرة للعناية بضحايا الإرهاب والنزاعات المسلحة. فمع بداية الأزمة الإنسانية لسكان قطاع غزة نتيجة للقصف الإسرائيلي مطلع شهر رمضان المبارك 1435ه، أصدر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أمرين كريمين بتقديم ثلاث مئة مليون ريال لدعم الخدمات الطبية والطبية الاسعافية في قطاع غزة. فكانت الاستجابة الأسرع والأكبر على المستوى الدولي لمواجهة متطلبات الوضع الإنساني في قطاع غزة. وأمام هذه المواقف الإنسانية المتدفقة والمواقف السياسية الشجاعة لخادم الحرمين الشريفين فإن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر إذ تسجل شكرها وتقديرها لتلك المواقف المعهودة لمملكة الإنسانية. وفي الوقت نفسه تؤكد المنظمة أن ما يتعرض له سكان قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي الشامل الذي طال مساكن المدنيين العزل والمساجد والمدارس والمستشفيات وفرق الإسعاف الطبي هي جرائم يزيد على بشاعتها أنها خرق سافر للمعاهدات الدولية واتفاقيات القانون الدولي الإنساني. * الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر