استقبل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف على لجنة شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعفو عن القصاص مساء السبت في قصر خادم الحرمين بجدة اثنين من الجالية الباكستانية بعد أن تنازلا عن قاتل أخيهما استجابة لشفاعة الملك. وعبر سموه عن شكره وتقديره لهما لاستجابتهما لطلب الشفاعة والعفو عن القاتل لوجه الله تعالى دون قيد أو شرط، احتساباً للأجر واستجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين. من جانبه، أشاد عضو اللجنة الشيخ ضاري بن مشعان الجربا بجهود وسائل الإعلام في التعريف بما تقوم به اللجنة ودورها في نشر أعمال الخير ومنها عتق الرقاب، منوهاً إلى حجم التأثير الكبير للإعلام في دفع الناس إلى المبادرة بالعفو وحثهم وتشجيعهم على التنازل كسباً لرضا الله سبحانه وتعالى. وأكد الشيخ الجربا ل"الرياض" أنهم في كل مرة يقابلون أولياء الدم يؤكدون لهم بأن القصاص من حقهم متى ما رفضوا العفو، ولكن إذا ابتغوا العفو فإنهم ينقلون سلام خادم الحرمين لهم وطلبه إشراكهم في العفو، ليكون رد كل من اتجهوا إليهم بالإيجاب والتنازل عن القصاص وقبول الشفاعة، حباً وتقديراً للملك عبدالله. وأشار إلى قصة تجسد المكانة الكبيرة لخادم الحرمين في نفوس المواطنين، جرت تفاصيلها في المنطقة الشرقية، حيث قال: "توجهنا لمواطن يعمل حارساً لمدرسة، طلباً للتنازل عن قاتل ابنه ووجدناه يجلس في غرفة لا باب لها، الأمر الذي كان مثار استغراب، وبعد سؤاله عن أسباب خلع الباب، ذكر بأن ذلك يعود لكثرة زائريه، لطلب شفاعة العفو، ورغبة منهم في عدم تسببه بالعناء لهم قام بخلع الباب، حتى يستقبلهم مباشرة بعد أن يلحظ وصولهم، ورغم أن وجهاء ورجال أعمال من المنطقة الشرقية جمعوا 10 ملايين ريال لتقديمها له مقابل الشفاعة، إلا أنه كان يرفضها في كل مرة يأتون إليه، ليتنازل بعدها دون مقابل استجابة لشفاعة خادم الحرمين". وشدد الشيخ الجربا على أن خادم الحرمين يؤكد عليهم بشكل دائم بالذهاب إلى أولياء الدم في أي مكان حتى لو استدعى الأمر سفرهم خارج المملكة، مشيراً إلى زيارة قاموا بها إلى جمهورية مصر العربية للالتقاء بأولياء دم أحد المصريين، رغم أنهم كانوا سيأتون للمملكة كونهم مقيمين ويحملون إقامات نظامية إلا أن الملك أصر على أن يذهبوا لهم في بلدهم، تقديراً لهم، واستجابوا لشفاعته وتنازلوا عن قاتل أخيهم، وعرفاناً لموقفهم أمر - يحفظه الله - باستضافتهم لأداء الحج والعمرة كضيوف لديه. ورفع شكره لخادم الحرمين على حرصه وشفاعته بالعفو عن القصاص والتنازل عن الدماء وإعتاق الرقاب، داعياً الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، كما عبر عن شكره لجهود أمير الرياض لما يقوم به من متابعة وتوجيه مستمر، ولأولياء الدماء على عفوهم وتنازلهم عن قاتلي أبنائهم أو أقاربهم. سموه يتحدث مع أحد أولياء الدم