ما أبلغها وأصدقها من كلمات مكتوبة أو مرتجلة صدرت من الملك عبدالله -حفظه الله- في يومين تخرج من القلب وتدخل إلى قلوب سامعيها تشخص آلام ومآسي الأمة العربية الإسلامية الراهنة وتصف لها العلاج الناجع وفي وقتها المناسب حيث تتلاطم فيه أحداث خطيرة وفواجع ودماء مؤلمة في أجزاء كثيرة من جسد هذه الأمة بلغ فيها السيل الزبى لحد لا يستطيع المرء فيها من متابعتها وتحملها وكأنها كابوس مرعب لانهاية له. دعوة صادقة إلى الاعتدال والوسطية من قبل إمام وزعيم وقائد لدولة شرفها الله بأن تكون خادمة للحرمين الشريفين. تأتي عباراته -رعاه الله- بلسماً للجروح مدعومة بآيات كريمة وأحاديث شريفة يشير فيها "من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله وأن يقفوا في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام". جمل فيها تحذير من الأخطار المحدقه والطلب فيها من قادة وعلماء الأمة والإسلامية إلى التضامن والتكاتف والتضافر لمواجهة هذه العواصف والأعاصير المدمرة قبل فوات الأوان لأنها مسؤولية الجميع وأن "التاريخ سيكون شاهداً على من كانوا الأداة التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة" فاستمرار الضغائن والفتن بين شعوب الأمة الإسلامية تهدد كيانها وتضعف قدراتها وتشتتها وتجعلها لقمة سائغة أمام الأعداء وفريسة سهلة للحاقدين الظالمين. وكلمات الملك عبدالله -حفظه الله- نجد فيها أيضا لوماً تجاه تقاعس المجتمع الدولي عن عدم التجاوب إلى دعوته قبل عشر سنوات لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب والتي طرحها في المؤتمر الذي عقد في الرياض وكانت أول توصياته بأن الإرهاب والتطرف يشكلان تهديداً مستمراً للسلم والأمن والاستقرار لجميع البلدان والشعوب ويجب إدانتهما والتصدي لهما من خلال اعتماد استراتيجية شاملة فاعلة موحدة وجهد دولي منظم يركز على الحاجة إلى الدور الريادي للأمم المتحدة. وينبه خادم الحرمين الشريفين في كلمته أيده الله "اليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، بأنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، والتي لم يسلم منها أحد". وأضاف -حفظه الله- بأن للإرهاب أشكالاً مختلفة سواء كانت جماعات أو منظمات أو دولا وهي الأخطر.. وإن كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان... غير مدركين بأن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف رافضا للسلام ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحواره. ويُلمح خادم الحرمين الشريفين في ذلك إلى مؤتمر حوار الحضارات الذي رعاه وأسسه في مكةالمكرمة ثم في مدريد ونيويورك وإلى تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان في فيينا. أسأل الله عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وأن يديم نعمة الأمن والاستقرار على بلادنا العزيزة والأمة العربية والإسلامية. * عضو مجلس الشورى