حلَّ عيد الفطر المبارك هذا العام مصطحباً معه كل معاني الفرح والبهجة والسرور؛ ليزداد سعادة وبهجة باجتماع الفرد بأهله وأقربائه، حتى وإن لم تكن هناك فعاليات، فيكفي الشخص فرحة أن يمضي وقتاً تظلله روح المحبة في كنف والديه وإخوانه وأصدقائه، إلاّ أن ذلك يختلف بالنسبة للجاليات التي تقيم في المملكة، فهُم بعيدون عن أهاليهم، حيث إن الملاحظ غياب الإحساس بالعيد لدى أغلبيتهم، مما يتطلب إقامة فعاليات في العيد تجمعهم ببعضهم، وتجمعهم بمواطني البلد الذي يعيشون فيه، سواء كانوا متزوجين أو عزاباً. وطالب عدد من الوافدين بوجود فعاليات شعبية داخل المملكة تجمعهم بمواطني البلدان العربية، وكذلك بمواطني المملكة، للتعرف على العادات الشعبية لكل بلد، وحتى يجدوا الترفيه المناسب في ليالي العيد، كذلك طالب البعض بإيجاد بعض الأماكن الخاصة للعزاب، تُتيح لهم الفرصة لمزاولة هواياتهم المفضلة، وتمنى البعض مشاهدة دور"السينما"، والتي تُعد في فترة العيد من أهم وسائل الترفيه في بلدانهم. حدائق ومتنزهات وقال "ياسر عامر" -صيدلي-: أقضي العيد في الذهاب للحدائق والمتنزهات، مضيفاً أنه خارج المملكة مختلف عبر بعض الفعاليات والممارسات التي يفتقدها في المملكة، ومنها الأهرام والمسرح والأطعمة، واصفاً العيد بالنسبة له في المملكة بالروتيني ومن الرتابة الشيء الكثير. وأوضح "وائل طلعت" -مهندس مصري- أنه قضى العيد خلال ال(13) عاماً التي عاشها في المملكة متنقلاً بين مكةالمكرمة والمدينة ومكان إقامته الأحساء، وكذلك الذهاب للمتنزهات والحدائق، مقترحاً الاهتمام أكثر بالمتنزهات وإقامة المهرجانات في العيد؛ لأن الذهاب للحدائق وحده لا يكفي لقضاء وقت ممتع، مبيناً أنه من الجميل تنظيم مهرجانات ثقافية وتربوية وألعاب ترفيهية يستمتع بها الجميع أُسر وعزاب، مما يتيح الفرصة للجميع للمشاركة والاستمتاع بها، فتكون أيام العيد ممتعة. للعوائل فقط وأشار "م.محمود عبدالرحمن" -مقيم مصري- إلى أن العيد يأخذ عنده شكلين؛ إمّا أن يقضيه في العمل بحكم عمله في إدارة الفعاليات والمهرجانات، أو يكون مصاحباً لأسرته، مُشدداً على ضرورة الاهتمام بالحدائق في المملكة لتوفير أماكن للشباب، مبيناً أن الوافدين العزاب يفتقدون الإحساس بالأعياد، وذلك كون جميع المواقع المخصصة للاحتفال بقيمة العيد هم ممنوعون من دخولها كونها مخصصة للعوائل، واصفاً كلمة ممنوع دخول العزاب بالحاجز النفسي الرهيب، حيث أصبح الوافدون الشباب محصورين في شققهم، لافتاً إلى أن منع دخول العزاب فيه إقصاء شديد للشباب، مما يدفع بعضهم للامتناع عن العمل في المملكة لهذا الأمر. وأضاف أنه بالنسبة للأُسر هناك انزواء للأسر المصرية مع بعضها، فتحاول أن تتجمع في مواقع معينة وأوقات محدودة للشعور بأجواء العيد كونهم بعيدين عن أوطانهم، مُفضلاً أن يصطحب أسرته إلى "كورنيش" الخبر كونه يستوعب أعدادا كبيرة مع توفر الخدمات من مطاعم وفنادق وغير ذلك، متمنياً أن تكون هناك فعاليات تحتضن الشباب الوافدين والشباب السعودي. غياب الاهتمام وأكد "أحمد منصور" -مقيم مصري- على أنه يُفضل أن يكون أول أيام العيد للراحة كونه بعد أيام من ضغط العمل، بعدها يبدأ مع الأصدقاء الذهاب إلى "كورنيش" الخبر، مضيفاً أن العيد في مصر يختلف عنه في المملكة، كونه تتوفر مواقع كثيرة يستطيع أن يقضي فيها أيام العيد على العكس هنا، ومنها لا أستطيع الدخول ل"المولات" كونه أعزب، موضحاً أن هناك مسرحا و"سينما"، ومدن ألعاب وغيرها. وذكر "صالح النهدي" -مقيم يمني- أن العيد يذهب برفقة أسرته في المتنزهات أو الاستراحات، أو الذهاب إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة، متذمراً من غياب الاهتمام بعيد الوافدين في المملكة، متمنياً أن يرى إقامة فعاليات تجمع الموروث الثقافي لكل الوافدين، بحيث يشارك فيها الوافدون من مختلف الجنسيات بفعاليات يعرضون خلالها ما لديهم من عادات وتقاليد مرتبطة بالعيد، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تحيي العيد بالطريقة التي تشعر الوافدين وكأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع السعودي، كما أنها توفر لهم "جوا" من الترفيه الرائع، خاصةً في مثل أيام العيد التي تكون فيه الأُسر في أمس الحاجة لما يدخل عليها الفرح والبسمة. عيد طارد وقال "وليد محمد محرز" -مقيم يمني-: إنه لا يخطط للعيد كونه مشغولا بعمله حتى اليوم الثاني من العيد، مضيفاً أن اليوم الثالث للعيد يتجول في المواقع السياحية في الأحساء منها "جبل القارة" و"مسجد جواثا" وبرك السباحة والمزارع وغيرها، كذلك يجتمع بأبناء بلده في المقاهي، وأحياناً يذهبون إلى شاطئ "نصف القمر" أو "كورنيش" الخبر أو المجمعات التجارية. وأوضح "عبدالصبور الغضب" -مقيم يمني- أنه يفضل أن يقضي العيد خارج المملكة كأن يذهب إلى دول الخليج القريبة، حيث توفر للجميع أماكن لقضاء وقت ممتع ك"السينما" أو المسرح أو الحدائق والشواطئ المفتوحة للجميع وليس للأُسر فقط، مُبرراً ذلك بأنه لا يجد مكاناً يقضي فيها العيد، مبيناً أنه في العام الذي لا يستطيع فيه السفر خارج المملكة فإنه يقضيه في النوم!، مشيراً إلى أنه لا يوجد أماكن للترفيه أو التسلية للشباب العزاب، وحتى الفعاليات التي تقام بين عام وآخر يمنع الشباب من دخولها، ذاكراً أنه يخطط أحياناً للعيد مع دخول شهر رمضان المبارك. مهرجانات شعبية وأكد "صخر الحذيفي" -مقيم يمني يعمل بائعا في أحد المجمعات التجارية- على أنه ورغم معيشته في الأحساء منذ أعوام إلاّ أنه وحتى اللحظة لم يتعرف على أي من عادات وتقاليد المجتمع الذي يعيش في أوساطه، متمنياً أن تقام فعاليات أو مهرجانات شعبية خلال أيام العيد تعرّف الوافدين من كل الجنسيات بعادات وتقاليد كل منطقة من مناطق المملكة، كما يتعرفون على بعض عادات العيد في تلك المناطق، مبيناً أن إقامة هذا النوع من المهرجانات تقرب أكثر بين الشعوب وتزيد الروابط وتوضح للجاليات المقيمة صورة ناصعة عن المجتمع السعودي الجميل، مُفضلاً قضاء أيام العيد على شواطئ الشرقية في الدمام أو الخبر، مؤكداً على أنه سبق أن ذهب إلى مدينة الرياض من أجل البحث عن الترفيه. شعور محبط ووصف "فهد عبدالله" -مقيم يمني- نفسه بالمعزول عن المجتمع رغم أنه يعمل ويقيم فيه، مضيفاً أنه ورغم أعوام طويلة عاشها في المملكة إلاّ أنه لم يتعرف على العادات والمأكولات والتقاليد والسلوكيات هنا، مبيناً أن كثيرا من التفاصيل يرغب الوافدون معرفتها لم تسنح لهم الفرصة، متمنياً أن يقترب أكثر من المجتمع، مؤكداً على أن العيد في المملكة بالنسبة للجاليات يمضي -على حد تعبيره- هكذا بالبركة، موضحاً أن شعوره بالإحباط لم يمنعه من التخطيط للعيد، حيث يحرص على أداء العمرة، وكذلك الذهاب إلى "كورنيش" الدمام أو الخبر، معتبراً أنهما متنفس جميل وفريد في المنطقة برمتها، وتتوفر فيه كافة عناصر الجذب السياحي. وذكر "أحمد حسن" -مقيم مصري- أنه أمضى سبعة أعياد في المملكة، واعتاد في كل عيد استئجار "شاليه" في "شاطئ نصف القمر" برفقة أسرته، متمنياً رؤية المسرح والحفلات في العيد في المملكة، مبيناً أن حجم الاهتمام بإقامة الفعاليات في العيد يختلف من منطقة إلى أخرى، ففي مناطق تعج بفعاليات كثيرة، تكاد تغيب في أخرى، وذلك على العكس في مصر والذي تتوزع فيه الاحتفالات والمسارح و"السينما" في جميع المناطق. أحمد حسن وليد محرز م.محمود عبدالرحمن وائل طلعت الأماكن العامة مُخصصة للأسر غالباً دون العزّاب