يطغى طابع التراث على عدد من فعاليات واحتفالات ومهرجانات عيد الفطر لهذا العام بتركيزها على المواقع والقرى التراثية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، حتى صار التراث عنوانا لأعياد الفطر لهذا العام. وسبق ذلك إقامة عدد من الفعاليات والاحتفالات هذا العام من أهالي المحافظات والمراكز في البلدات التراثية، مما يعد علامة مهمة للتحول الايجابي في المجتمع ليس فقط في حماية التراث العمراني بل في الاعتزاز به وتشغيله ولو موسميا. ففي رياض الخبراء بمنطقة القصيم تشهد البلدة التراثية احتفالات العيد هذا العام وذلك بعد اكتمال مراحل من ترميم القرية التراثية، ضمن المشروع الذي تنفذه بلدية رياض الخبراء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويعتزم اهالي مركز الجنوبية في محافظة سدير الاحتفال في بلدتهم التراثية وافتتاح قصر الملتقى في المركز ثاني ايام العيد، حيث سيجتمع أهالي المركز من كافة أنحاء المملكة للاحتفال بذكرياتهم في المباني الطينية التراثية. وفي جازان جهزت أمانة منطقة جازان القرية التراثية بالكورنيش الجنوبي لإقامة احتفالات العيد والتي ستشمل رقصات وألعابا تراثية وعروضا للحرف اليدوية. ويخصص مهرجان صيف القريات فعاليات تراثية مثل البناء بالطين، وبناء الحجر، وصناعة الملح، وصناعة الخوص وغيرها، كما يشهد قصر الإمارة التاريخي بنجران كالمعتاد جانبا من احتفالات المنطقة بالعيد. وفي أشيقر تقيم اللجنة المنظمة للاحتفالات بمدينة اشيقر الحفل السنوي لعيد الفطر المبارك مساء أول أيام العيد في القرية التراثية. وتسهم القرية التراثية بأشيقر التي تعد أحد أفضل القرى التراثية وأكثرها جهوزية في المملكة في نجاح المهرجانات والاحتفالات واستقطاب الزوار لها، خاصة وأن القرية تحوي الكثير من الخدمات السياحية مثل المتاحف والمتاجر والمطاعم التراثية. وتشهد ثمانية مواقع في مدينة الرياض خلال أيام عيد الفطر المبارك العديد من الفعاليات الشعبية، ضمن برنامج احتفالات العيد لأمانة منطقة الرياض، تتنوع ما بين عروض فولكلورية وخيام ومعارض شعبية وغيرها من الفعاليات المحببة لعشاق التراث. ومن هذه المواقع ساحة "المصمك" التي ستشهد مجموعة من أشهر قصائد العرضة السعودية تقوم بأدائها فرقة الدرعية، حيث تم تجهيز منطقة لجلوس الأفراد تتسع ل2450 شخصاً لمشاهدة العرضة السعودية. نكهة التراث تعطر أيام عيد الفطر في معظم مناطق المملكة ويشهد مركز الملك عبدالعزيز التاريخي إقامة العديد من الفعاليات التي تناسب العائلة في الخيمة الشعبية في ميدان المربع، وتشتمل على العديد من الفقرات الشعبية والتراثية والأدبية بمشاركة عدد من الشعراء المعروفين وفرق شعبية تقدم أنواعاً من الفولكلور. وتحتضن ساحة قصر الحكم بمدينة الرياض هذا العام كما الأعوام الماضية احتفالات وفعاليات العيد، حيث سيقام في ميدان العدل معرض للعرضة السعودية يضم مجموعة من الصور التاريخية للعرضة وأشهر القصائد. وتعد ساحة قصر الحكم الساحة التاريخية الرئيسية بمدينة الرياض حيث تحتضن عددا من المعالم التراثية والتاريخية مثل قصر الحكم، ومتحف المصمك، وسوق الزل وساعة الصفاة، وكانت تقام فيها الاحتفالات الرئيسية في بدايات الدولة السعودية. وتعد إقامة الاحتفالات في الساحات التاريخية الرئيسية تقليدا تنتهجه أهم مدن العالم، وخاصة المدن الأوروبية بهدف إحياء للموروث التاريخي للمدينة والتعريف بأحيائها التاريخية ولربط المواطنين والزوار بتاريخ مدنهم ودولهم. وتشهد المدينةالمنورة فعالية "أضواء المدينةالمنورة" التي انطلقت في العشر الأواخر من الشهر الكريم وتستمر حتى العاشر من شوال، وتشمل إنارة المباني التاريخية والحكومية والمساجد إضافة إلى الحدائق المجاورة بالحي التراثي وذلك لما تمثله من ارتباط وثيق بأهالي المدينة وزائريها. وسيقام حفل العيد الرئيسي في المدينةالمنورة الذي سيرعاه أمير المنطقة أول أيام العيد، في الحي التراثي المديني، كما ستقام فعاليات في المسرح المديني المكشوف، والمسرح الداخلي، وصالات التعليم بالترفيه، وشارع العينية أحد أبرز الشوارع التراثية، التي كانت تقع على الجهة الغربية من المسجد النبوي قبل أكثر من ثلاثة عقود والذي يعد أهم أسواق المدينةالمنورة، إضافة إلى الأكلات الشعبية بالمدينةالمنورة، مع تقديم ألوان وصور اجتماعية للحياة في الماضي، كما ستشهد ساحات الحي التراثي عروضاً شعبية وتراثية وفلكلورية. وفي المنطقة الشرقية تقام فعاليات تراثية ضمن احتفالات العيد في رية التراثية "حارة بلدنا" في الواجهة البحرية بالدمام وتستمر حتى خامس أيام العيد. وقد شهدت المواقع الأثرية والتراثية بمختلف مناطق المملكة خلال العام الماضي 1434ه إقامة أكثر من 66 فعالية سياحية تحت إشراف ورعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار وفروعها تنوعت ما بين ترفيهية وثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع. ومثّلت هذه الفعاليات فرصاً استثمارية تحققت من خلالها منافع ثقافية واقتصادية واجتماعية انعكست على جميع الأفراد والمؤسسات بصورة مباشرة وغير مباشرة، حيث أُتيح توظيف هذه المواقع كأسواق شعبية ومطاعم لإعداد وتقديم الأكلات الشعبية ومعامل للرسم والفنون التشكيلية، وأماكن لمزاولة الأعمال الحرفية للحرفيين بما أكسب أعمالهم عبقا تراثيا وشكل تكاملاً بين الحرفي والمكان الذي يتم فيه صناعة المنتجات الحرفية، إضافة إلى أنشطة أخرى كتخصيص أماكن بهذه المواقع كمراكز وصالات للقراءة ومزاولة بعض الهوايات الخفيفة، سواء أكانت رياضية أو غيرها، وتهيئة بعض مواقع التراث العمراني وتوظيفها مسارح مكشوفة أو مغلقة يتم فيها عرض الفعاليات المنبرية كالمحاضرات الدينية والثقافية والعلمية. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قد وجه بضرورة إقامة الفعاليات على مواقع أثرية وتراثية، عملاً على الربط بين قطاع السياحة وقطاعات الآثار والتراث العمراني بتنظيم الفعاليات السياحية والاستفادة من المواقع الأثرية ومواقع التراث العمراني لإقامة فعاليات سنوية منتظمة تحقق التوظيف الأمثل لها وتربط المواطن بتاريخه وحضارته وأرضه التي يعيش عليها. من احتفالات القرية التراثية بالمجمعة مشاركة الأطفال في إحياء التراث