قبل سنوات وعندما كنا نكتب عن العيد وفرحه، كان البعض وبصورة مباشرة لا يتذكر وبلغة متشائمة للأسف إلا شطرا شهيرا للمتنبي وهو: عيد بأية حال عدت يا عيد، هذه الثقافة الطاردة للفرح يستمتع بها الكثيرون، ومنذ سنوات والبعض يربط مصادرة الفرح بما حولنا من أحداث، مما يجرم بنفوسنا حتى مجرد التفكير بالفرح! في أغانينا السعودية والخاصة بالعيد لا نجد إلا أشهر أغنيتين خاصتين بهذا الفرح العظيم، (كل عام وانتم بخير) للراحل طلال مداح و(من العايدين ومن الفايزين) لمحمد عبده، حتى بتصويرها القديم الملامس لأرواحنا ولأفئدتنا، خلاف ذلك، لا نجد ما نتغنى به بالعيد بمستوى هذه الفرحة، لماذا توقف التغني بالفرح؟ هل بالفعل مطربونا فاقدون لمعنى الفرح ولا يتغنون إلا التفاهات المرتبطة بشيكات مالية بمئات الألوف، لكي يظهروا علينا بشعراء أحياناً تافهين يتغنون لهم أغاني لا يسمعها إلا أصحابها؟ العالم حولنا تحول إلى عالم طارد للفرح، يأتيك البعض ويقول كيف نفرح بالعيد وأحداث غزة حولنا، ويأتيك الآخر ويتحدث عما يحدث بالشام والعراق ويكتب ويحاضر عن هذا الأمر، وهو بلغته التشاؤمية التي يحاول كسب تعاطف الكثيرين تجده خارج البلاد، يمارس اللعب واللهو مع عائلته استعداداً للعيد، أما لغته الإعلامية فيجب أن تكون لغة التباكي فقط! الفرح لغة عظيمة وهي أعظم وأنت تفرح بعيد الفطر المبارك، ديننا لا يمنع الفرح ولسنا دين تباك ونياح، في فلسطين انتشرت صورة عظيمة وكبيرة في معانيها لطفلتين تلعبان بجانب أنقاض منزلهما المدمر، هم هناك أقوياء بمشاعرهم وإيمانهم، يجب أن لا نسمح للبعض لاستغلال لغة التشاؤم لقتل الفرح بقلوبنا، هذا الأمر الذي انتشر مؤخراً ولد لنا شبابا يعتبر أن خلاص العراق أو الشام بتفجير نفسه هناك. عيشوا الفرح، لا تجعلوا لغتنا الوحيدة أن العيد زمان أفضل، لا تحرموا صغاركم الفرح، حتى لو كانت إمكانياتكم المادية بسيطة، خذوهم للسوق، استمتعوا بالتجهيز لعيد المسلمين، سيتذكر هؤلاء الصغار هذا الفرح وسيعلمونه أبناءهم، أرجوكم لا تدعوا الفرصة للمتباكين ليؤثروا على نفسياتكم، نحن مع غزة وأهلها ومع أهل الشام والعراق، ولكننا أيضاً يجب أن نفرح بتمام نعمة صيام رمضان وأن ننشر الفرح بين مجتمعنا! استمتعوا بأغاني وأهازيج العيد، لا تكرسوا مفهوم أننا شعب طارد للفرح، لا تدعوا الفرصة لأصحاب مواعظ التباكي والتشاؤم كي يؤثروا بفرحكم، استمتعوا واستمتعوا، وتغنوا حتى بدون موسيقى إن أردتم برائعة فيروز "أيام العيد"، وكل عام وأنتم بفرح.