حينما نصوم شهر رمضان في فصل الصيف، فإنَّ شعور الصائم بالعطش يكون أكثر بسبب الطقس الحار وطول النهار، إذ تمتد فترة الصيام إلى أكثر من (15) ساعة في اليوم، ونتيجةً لذهاب الموظف إلى عمله وأدائه للعديد من المهام والأنشطة اليومية، فإنَّ ذلك يعني فقدان الكثير من سوائل الجسم على مدار اليوم، خصوصاً لمن يتناولون أطعمةً تساعد على زيادة العطش أثناء النهار على وجبة السحور، الأمر الذي يتسبَّب في شعورهم بالإعياء، وبالتالي عدم أداء واجباتهم اليومية على أتمّ وجه. وسائل متعددة وقالت "فاطمة الزهراني" -ربه منزل-:"أنا حريصة على الالتزام بنظام غذائي معين في رمضان، من أجل أن أتمكن من المحافظة على وزني ونشاطي البدني لأداء أعمال المنزل على أكمل وجه"، مضيفةً أنَّها تحرص على شرب كميات قليلة من الماء في أوقات متباعدة من الليل، إلى جانب تناول الخضراوات والفواكه الطازجة عند السحور؛ لأنَّها تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء؛ ممَّا يُقلل من الإحساس بالجوع والعطش. وأضافت "نوف الدوسري" –موظفة- أنَّها ذهبت لإحدى العيادات المتخصصة في مجال التغذية وحصلت على قائمة بالأطعمة التي يجب الابتعاد عنها أثناء فترة الصيام؛ لكي لا تشعر بالعطش، ومن ذلك الابتعاد عن أكل المخللات، سواءً في وجبة السحور أو الإفطار، إلى جانب الإكثار من شرب السوائل المفيدة، وكذلك عدم الإفراط في شرب الشاي والقهوة؛ لأنَّ لها دوراً أساسياً في الشعور بالعطش، إضافةً إلى الابتعاد عن تناول البهارات، مُبيِّنةً أنَّها ملتزمة بتناول الخضروات والفاكهة، الأمر الذي ساعدها كثيراً في التخلُّص من العطش. وأشارت "أماني الشمري" –موظفة- إلى أنَّ هناك طرقاً لابُدَّ من اتباعها غير الغذاء للحد من العطش، وهي الملابس، مضيفةً أنَّ الملابس تُشكِّل حاجزاً مانعاً لانتقال الحرارة، كما أنَّها تُقلِّل من إحساس الجسم بالاختلاف في درجة حرارة والهواء؛ مما ينعكس بشكل ايجابي على مزاج الصائم وعدم شعوره بالعطش، مُشدِّدةً على أهميَّة ارتداء الصائمين للملابس القطنية. وبيَّنت "سديم محمد" -ربَّة منزل- أنَّ نبيّ الأمة -عليه الصلاة والسلام- أكَّد على تأخير السحور؛ لأنَّه يمنح الجسم مخزونًا من الطعام يُعينه على مواجهة نقص السكر في الدم وعدم شعور الصائم بالجوع أو العطش لساعات طويلة، مُضيفةً أنَّ العديد من الدراسات أشارت إلى أهمية تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل على مدار ساعات الإفطار، وليس قبل السحور مباشرةً. ولفتت "ابتهاج صالح آل عبدالسلام" إلى أنَّ هناك أعمالاً نؤديها وقت الصيام لابُد من الابتعاد عنها، ومن ذلك بعض المشاوير غير الضرورية في ساعات الذروة، داعيةً إلى الحرص على السير في الأماكن الظليلة بدلاً من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، إلى جانب ارتداء غطاء الرأس أو وضع المظلة للتقليل من تأثير الشمس، مُضيفةً أنَّ البعض يرتكبون بعض الأخطاء التي تؤدي إلى زيادة الشعور بالعطش في اليوم التالي أثناء فترة ما بعد الإفطار، كتناول القهوة والمشروبات المنبهة بكثرة. وأضافت أنَّ تناول تلك المشروبات له آثار مُدرَّة للبول تؤدي إلى فقدان الجسم للسوائل، الأمر الذي يُعزِّز الشعور بالعطش، موضحةً أنَّ من تلك الأخطاء أيضاً شرب كمية كبيرة من الماء فجأة في نهاية السحور، مُبيِّنةً أنَّ الصحيح هو الاعتماد طوال فترة ما بعد الإفطار على شرب العصائر والمشروبات المتنوعة لإمداد الجسم باحتياجاته من السوائل بشكل متزن، إلى جانب الابتعاد عن تناول الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الملح. وذكرت "وتين عبدالرحمن" أنَّ هناك علاقة وثيقة بين الرياضة والعطش، مُضيفةً أنَّ الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بعد صلاة العصر يفقدون الكثير من السوائل؛ ممَّا يؤدي إلى شعورهم بالعطش، موضحةً أنَّه عليهم الابتعاد عن ممارسة الرياضة أثناء فترة الصيام. تعليمات طبية وأكَّدت "نهى الخطاف" -أخصائية تغذية بمدينة الملك سعود الطبية- على أنَّ الغذاء يلعب دوراً كبيراً في قدرة وتحمُّل الشخص للعطش أثناء الصيام، مقترحةً نظاماً غذائياً للتقليل من الشعور بالعطش، ومن ذلك تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل أو في وجبة السحور؛ لأنَّها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تبقى لفترة طويلة في الأمعاء، الأمر الذي من الممكن أن يُقلِّل من الشعور بالجوع والعطش. وأضافت أنَّ هذا النظام الغذائي يشمل أيضاً تجنُّب شرب العصائر المُحلاَّة، خاصةً في فترة السحور؛ لأنَّها تسحب السوائل من الخلايا ومن الدم، وبالتالي تزداد حاجة الجسم إلى الماء، داعيةً إلى استبدالها بشرب عصير الفواكه الطازجة وتجنُّب الإكثار من تناول الحلويات؛ لأنَّها تزيد من الشعور بالعطش، ناصحةً بوضع قليل من الملح على السلطات أو استبدال الملح بالليمون؛ لأنَّ كثرة ملح الطعام تزيد من الشعور بالعطش خلال فترة الصوم، مُشدِّدةً على تجنُّب تناول الأطعمة التي تحتوي على البهارات والنكهات الحارة؛ لأنَّها تزيد العطش. ونصحت بالابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة، مثل السمك المُملَّح وجميع أنواع المخللات، مُوضحةً أنَّها تزيد من حاجة الجسم للماء، مُشدِّدةً على ضرورة تجنُّب المشروبات الغازيَّة؛ لأنَّها تحتوي على "الكربون" الذي يُسبِّب انتفاخ البطن والشعور بالامتلاء ويمنع الجسم من استخدام السوائل، داعيةً إلى استبدال الأطعمة المقلية والمشوية بالأطعمة المسلوقة، مُضيفةً أنَّه ينبغي أيضاً تجنُّب التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة؛ لأنَّها تزيد من التعرُّق وفقدان السوائل من الجسم، وبالتالي تزيد الشعور بالعطش. وشدَّدت "نهى الخطاف" على أهميَّة استخدام وسائل الحماية من أشعة الشمس، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء في الفترة بين الفطور والسحور، على أن يكون ذلك بمعدَّل لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء، مُضيفةً أنَّ كمية الماء تعتمد هنا على مستوى النشاط البدني للشخص وظروف عمله، ناصحةً بعدم شرب كميَّات كبيرة من الماء دفعة واحدة، على ألاَّ يكون الماء بارداً جداً؛ لأنَّ الماء البارد يُسبب بعض المشكلات الهضمية. وأشارت إلى أنَّ على مرضى السكري والكلى وارتفاع ضغط الدم اتباع نظام غذائي يتم فيه مراعاة السعرات الحرارية اللازمة لكل شخص، على أن يتم استبدال الأطعمة الدسمة بالأطعمة الصحية، إلى جانب الحرص على قياس معدل السكر باستمرار قبل وبعد تناول الوجبات وأثناء فترة الصيام، مُضيفةً أنَّ على الذين يعانون من أمراض الكلى الالتزام بكمية السوائل المسموحة لهم والابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، كالمشمش والموز، مع التقليل من الأطعمة التي تحتوي على الفوسفور، كالحليب واللحوم والدجاج والسمك، إلى جانب عدم تناول القهوة والشاي والفواكه المُجففة. وبيَّنت أنَّ مرضى ارتفاع ضغط الدم لابُدَّ أن يحتوي غذاءهم على نسبة قليلة من الصوديوم، مع تناول أغذية غنية بالبوتاسيوم، كالموز والبرتقال والتمر، إلى جانب التقليل من تناول اللحوم والقهوة والشاي، مُضيفةً أنَّ عدداً كبيراً من الصائمين يعانون من سوء التغذية بعد انتهاء شهر الصيام، وذلك بسبب وقوعهم في أخطاء تتعلَّق بطريقة نظامهم الغذائي، ومن ذلك تناول الوجبات الدسمة المليئة بالدهون والمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية والتقليل من تناول سلطة الخضار. الإفراط في تناول السمك والمخللات يزيد من شعور الصائم بالعطش