بينما يقف المتابع لمشاهير الرياضة على عطائهم في الملاعب، أو مشاركتهم في المشهد الرياضي بشكل أو آخر؛ يأتي شهر رمضان المبارك فرصة مواتية للغوص في خفايا اللاعب، والإداري، والمسؤول في الاتحادات واللجان. "دنيا الرياضة" تكشف عن خباياهم في ثلاثين حلقة تزيح الستار للقارئ عما تكنه نفوسهم وطباعهم تجاه الآخرين، وتختزله آراؤهم في حياتهم اليومية بما يقدمونه بشكل لم يعتده الجمهور من قبل. ولأن الرياضة كانت ولا تزال الحلقة الأهم على مرّ التاريخ في جذب أكبر شريحة في المجتمع صغارا وكبارا كان لزاما علينا أن نقدمهم بصورتهم غير المعهودة من قبل. لا يعني التغلغل في طباع الرياضيين التملص من كشف عاداتهم وصداقاتهم، ونمط حياتهم اليومي في صورة وافية تعكس أهمية الرياضي كواجهة مهمة تملك القدرة للتأثير في المجتمع أفرادا وجماعات؛ بما يجعلهم موقعا لسحب الضوء في حلهم وترحالهم بهيمنة الشهرة لا غير. لن نسرق أذهان المتابعين، وسنترك الفرصة لهم ليبحروا في أعماق الرياضي عبر زاوية اكتست حلة جديدة تجردت من كل معاني التقليدية، وضيفنا اليوم هو الباحث المتخصص في شؤون الكرة الآسيوية الاماراتي منصور عبدالله.. *هل تملك حساباً على "تويتر"؟ وإلى من ذهبت أول تغريدة تهنئة بحلول رمضان؟ - أملك حساباً في تويتر وهو (@MansourAD) أما عن أول تهنئة "تويترية" نسيت أغرد بها حتى الآن، عموما أستعضت بدلاً عنها بالرسائل الخاصة. وأرجو المعذرة والسموحة. *ما الذي يتغير في برنامجك اليومي عندما يحل الشهر الكريم؟ - هناك تغييرات إيجابية مثل كثرة التركيز في واجباتي الحياتية والعملية، والأجواء الدينية والعائلية، وهناك تغييرات سلبية أهمها قلة النوم، للأسف لا أستطيع ضبط هذه الحالة في الشهر الكريم. وهذه المرة ازداد الأمر سوءًا مع مباريات كأس العالم. *كيف هي متابعتك لوسائل الإعلام في رمضان؟ -كعادتي في الشهور الأخرى، تقتصر على متابعة المباريات والبرامج الوثائقية وبعض الصحف والمواقع الإلكترونية. *هل أنت من محبي المسلسلات أو البرامج؟؟ وأي نوع منها تفضل؟؟ -بشكل عام أتابع المسلسلات الأجنبية والبرامج الوثائقية، يعود ذلك أنني أعتدت على ذلك منذ أكثر من 10 أعوام. *هل ذهبت باكراً لتلبية مطالب الشهر الكريم الاستهلاكية أم في الوقت الضائع؟ -في الوقت الضائع لانني كنت خارج الإمارات. *هل تحرص على إنهاء أمورك الخاصة في نهار رمضان أم في المساء؟ -بحسب نوعية العمل، لكن طول فترة النهار يساعد على قضاء الاحتياجات أكثر من فترة المساء القصيرة. *هل أثر فصل الصيف على برنامجك في رمضان؟ -أثر إيجابياً على عملي في الدراسات والتحليل الإحصائي في كرة القدم، إذ إنني أقضي وقتا أطول نهاراً ثم فجراً. أشعر بحنين لأيام طفولتي في العين... ولا زلت حزيناً على والدي *هل أنت ممن يفضلون الحصول على الإجازة السنوية خلال رمضان؟ -لا أفضّل أخذ إجازة في رمضان. بطبيعتي، لا يتأثر عملي في رمضان أو في الشهور الأخرى. *متى تبدأ عادة بتلبية متطلبات الاحتفال بعيد الفطر السعيد؟ -بدأت مع بداية الشهر الكريم، وتقريباً أنتهيت من كل شيء. *هل أنت ممن يفضلون الذهاب لمساجد معينة لأداء صلاة التراويح والقيام؟؟ -أفضّل المسجد بجوار بيتي، ففيه أستطيع التواصل مع الجيران أكثر. *ما نصيب القراءة في برنامجك اليومي في رمضان غير قراءة القرآن الكريم؟؟ -الحمد لله لازلت أواظب على قراءة القرآن. في رمضان أستغل الفترة بين 5 إلى 6 مساءً (بتوقيت الإمارات) هذه الفترة المناسبة، كوني أمارس الرياضية حتى قبل أذان المغرب. *ما هي أبرز ذكرياتك مع رمضان؟ -أشعر بحنين شديد لأيام الصبا مع أصدقائي في مسقط رأسي مدينة العين، كنا نلعب قبل الأفطار ثم نفطر سوياً، وفي الليل كنا نكمل اللعب حتى قبل منتصف الليل. *من الشخص الذي افتقدته في رمضان؟ -هذا شهر الصيام الثالث الذي نعيشه بدون الوالد رحمه الله. أنا أفتقده كثيراً ليس في هذا الشهر الكريم، بل في حياتي بشكل عام. لازلت أشعر بالحزن على فراقه. *هل ثمة مناسبة عائلية ثابتة في رمضان وتحرص على حضورها؟ -لأول مرة أعترف بأنني شخص مقصّر في الزيارات العائلية. أحاول بين فترة وأخرى أن أتواصل مع العائلة، وأرجو أن يسامحني الجميع على تقصيري. *مباريات كأس العالم لعبت في رمضان.. كيف أثر ذلك على برنامجك؟؟ - نعم تأثرت بقلة النوم، لكن برمجت نفسي جيداً للمباريات، صحيح أنني لا ألحق بالشوط الثاني من مباريات الساعة 8 (بتوقيت الإمارات) كونها تصادف توقيت صلاة العشاء والتراويح، لكن هذا الأمر لا يؤثر كثيراً. *بعض الأندية تقيم المعسكرات التحضيرية للموسم قبل أو أثناء أو بعد رمضان.. أي الفترات أفضل برأيك؟ -بالنسبة إلى المعسكرات الداخلية، فلا بأس أن تبدأ خلال شهر رمضان، لكن المعسكرات الخارجية، فلا أرى حاجة لها أثناء الشهر. أولاً: مواعيد التغذية تختلف باختلاف المكان مما يؤثر على الاستعداد البدني للاعبين، ثانياً: ستضطر الأندية أن تعسكر مرة أخرى بعد رمضان لأن البرنامج اليومي للاعبين سيتغير. الأهم أن يحرص اللاعب على صحته وجاهزيته البدنية قبل المعسكرات. أشعر بحنين لأيام طفولتي في العين... ولا زلت حزيناً على والدي *وماذا عن نشاطك البدني في رمضان.. هل وضعت هدفاً يتعلق بوزنك في رمضان؟ -"أبشرك".. أتمرن قبل آذان المغرب بساعة، برائي هي أفضل توقيت لممارسة الرياضة. بصراحة لم أشعر بمثل هذا الحماس سابقاً. *لمن تقول: "سامحتك" في ختام هذا الشهر؟؟ -كثيرون من هم أساؤوا إلي طوال السنوات الأخيرة، قد لا يعلمون بأنني قد سامحتهم من زمان. عموما أقول "سامحتك" لأحد الزملاء، ولا يزال يسيء إلي حتى اللحظة. و"السموحة" أطلبها من كل شخص أخطأت أوقصرت في حقه. *رمضان فرصة لمراجعة الحسابات لكثير من الأشخاص والعلاقات، لمن تقول :"راجع حساباتك"؟ -بصراحة، في هذا الزمان من الصعب أن تكون الشخص الناصح. الناس لم تعد تملك سعة صدر كما كان سابقاً. لا أستطيع تحديد اسماً معيناً، لكن "راجع حساباتك" يا من تعتقد أن منصور عبدالله يكرهك شخصياً، قد يكون أنتقد عملك لكنه لا يمس شخصيتك. *هل تحرص على وجود اطباق معينة في وجبتي الإفطار والسحور؟ -لا شيء معيان في الإفطار، فقط السحور يجب أن يحتوي على لحم أو دجاج أو سمك. *ماذا عن زيارات الأصدقاء والتواصل معهم في شهر رمضان، هل لها نصيب في جدولك؟ -مع كأس العالم، أصبحت أتواصل معهم أكثر من تواصلي مع عائلتي. *ظاهرة سلبية تتمنى ان تستغل هذا الشهر للتخلص منها؟، واخرى سلبية تنتشر في رمضان وتتمنى الا تراها مستقبلاً؟ -تركيزي على العمل بشدة وبشكل أصبحت لا أتواصل الا مع المقربين. أما عن السلبية المنتشرة في رمضان فهي العصبية وقلة الصبر، صحيح أن لها علاقة بتركيزي الذهني والبدني خلال نهار رمضان، لكن هذا لا يسمح لهم بتعدي الحدود. *تنتشر الدورات الرياضية خلال شهر رمضان، هل من فوائد لها على الشباب والرياضيين ام العكس؟ -لها فوائد عديدة خاصة أن التغذية خلال الشهر تكون مستمرة خلال فترة الليل، لكن أفضل توقيت لممارسة الرياضة بما فيها الدورات الرمضانية هي فترة العصر قبل الأفطار. *ذكرى رياضية رمضانية عالقة في ذهنك؟ -في العام 2006، ونظراً لتأخري في العودة إلى الإمارات أضطررت قضاء أسبوع في أمستردام الهولندية. خلال تلك الأيام كنت ألعب مع أصدقائي مباريات كرة قدم وأنا صائم، وكانوا يستغربون صيامي عن الماء والأكل خلال المباريات، وبصراحة لم أكن أشعر بالعطش أطلاقاً. *في الختام ثلاث دعوات لتناول الإفطار في منزلك لمن توجهها؟، وثلاث مثلها لتناول السحور؟ -على مائدة الأفطار أتشرف بدعوة الثلاثي المفضل لدي: الإماراتي إسماعيل مطر والسعوديان محمد نور ومحمد الشلهوب، حتى لا يتأخروا عن التمرين. ولأن مائدة السحور عريضة وطويلة فمن الصعب دعوة ثلاثة فقط، لذا أتشرف بدعوة أخواني وأحبائي الأساتذة علي سعيد الكعبي وطلال آل الشيخ وعدنان حمد وعايض الحربي وطلال الحمود ومنصور الجبرتي، ومستعد أن أطبخ لهم كوني أخذت كورسات في الطبخ عن طريق أحد الزملاء. *العيد أين ستقضيه وها خطط له باكرا؟ -قد تستغرب لو قلت لك بأنني سأقضيه وحيداً في أمستردام، لأنني مضطر لأنهاء بعض الأعمال الخاصة هناك ولا أملك فرصة أخرى. *ومن الشخصية الأولى التي تحرص على معايدتها؟ - رأس مالي الوالدة "أم صالح" الله يحفظها. منصور عبدالله الضيف مع ابنه زايد