تمر الأمة العربية والإسلامية بأحداثٍ جِسام وتغيراتٍ متلاحقة، وأمواجٍ متلاطمة، من المكائد والدسائس، والفتن، منها مايُحاكُ من الداخل، ومنها مايُحاك خارجياً وفق أجنداتٍ معروفة ولأهدافٍ لاتخفى على أحد، أهمها تفتيت العالم الإسلامي وإحالتهِ إلى دويلاتٍ متناحرة بدائية يقتل بعضها بعضاً والمستفيد الأول من هذا الاحتراب والاقتتال الداخلي أعداء العروبة والإسلام والذين مازالوا يصبون الزيت على النار لإكمال البقية الباقية من مخططاتهم القذرة، والتي رأينا آثارها المدمرة على الدول العربية والإسلامية ودول الجوار، والدمار والتخريب الذي طال بعض البلدان العربية الشقيقة بسببها. ونحن في بلاد الحرمين الشريفين ومعقل الإسلام نشاهد ونتابع ونتألم ببالغ الألم وتقطُر قلوبنا دماً ورب السماواتِ والأرضين لحال إخواننا العرب والمسلمين في كل مكان على أيدي أعداء الأمة والإسلام ونسأل الله آناء الليل وأطراف النهار أن تزول الغُمة وأن ينجلي الكرب وأن ينصر الله الإسلام والمسلمين على القوم الباغين الكافرين الذين لايرقبون في مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إلاً ولا ذمة ومما يُدمي القلب في هذا الزمان العجيب تأثر وانقياد بعض شباب المسلمين وشباب الحرمين لدعواتٍ غريبة وأفكارٍ تكفيرية وتصديقهم وتبنيهم لها وانقلابهم على وطنهم وأهليهم! فبدلاً من أن يوجهوا جهودهم وطاقاتهم لبناء الوطن والسعي لعزته ورفعته ولرفع اسمهِ في المحافلِ عالياً ورسم صورة مشرقة للإسلام والمسلمين نراهم ويا للأسى يوجهون سهامهم لجسد الوطن وهذا ما رسمه ويريده لنا أعداء الأمة، والمتربصون بوطن الحرمين الشريفين لا أصدقُ أن ابناً من أبناء الوطن الحبيب يهدد ويتوعد ويمرق ويخرج وينضم لجماعاتٍ داعشيةٍ حاقدة مارقة منفذاً أجندتها ضد وطنهِ وأبناء وطنه ويُكفر ويُخرِج الوطن ومن فيهِ من ملة الإسلام فواللهِ إني أتساءلُ بحرقة: أين قلوبهم وعقولهم كيف سولت لهم أنفسهم فعل ذلك؟ هل رأيتم أحداً من أبناء الغرب الكافر يوجه سلاحه لوطنه؟ كلا بل رأيتموهم يتوحدون ويوجهون السلاح ضد بلاد المسلمين! وبدلاً من أن تتحدوا وتخافوا على وطنكم الحبيب نراكم تتحدون مع أصحاب الإجندات الضالة وتنفذون مخططاتهم ضد بلاد الحرمين الشريفين، إنني والله أرثي لحالكم وأتألم أشد الألم لما آل إليه حال ومصير بعض شباب الوطن، ألم يحن الوقت لتثوبوا إلى رشدكم وتراجعوا أنفسكم وتتوبوا إلى الله وتبرأوا إليه! من المارقين والداعشين والتكفيريين الذين يقتلون المسلمين الموحدين الصائمين الراكعين الساجدين، بالله عليكم لاتطعنوا أنفسكم مرتين بخروجكم على ولي الأمر، وبمساعدتكم لأعدائه المتربصين للنيل منه ومن أهله ومقدساته تحت حجج وشعارات ضالة مُضلة واهية جاهلية! ثوبوا، وعودوا إلى رشدكم واتقوا الله فينا وفي أنفسكم وفي بلدكم وفي الشباب الذين تغررون بهم.. معكم اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل مارقٍ ومفسدٍ وأدم علينا الأمن والأمان وسائر بلاد المسلمين.