مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع يبقى الأثر الذي تتركه على الأطفال مدمراً وذلك حسب بيانات جديدة من الأممالمتحدة. وتشير البيانات التي ترافق هذه البيانات النداء المعدّل الذي أطلقته الأممالمتحدة، للحصول على التمويل اللازم للاستجابة للأزمة في المنطقة عن حاجة 6.5 مليون طفل سوري من الذين يعيشون داخل سورية، أو اللاجئين للمساعدة الإنسانية الفورية، ما يعني ارتفاعاً يصل إلى مليوني طفل مقارنة بما كان عليه هذا العدد العام الماضي. وتقول ماريا كالفيس، مديرة اليونيسف الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "تؤكد هذه الأرقام الأثر المدمر للأزمة على أطفال سورية.. الأطفال يرون منازلهم ومدارسهم والمراكز الصحية والمجتمعات وهي تُستهدف وتُدّمر. تتحطم الملايين من الآحلام والآمال، ولا يمكن للعالم في هذا الوقت أن يشيح بوجهه عما يجري هناك". ويعبر الأطفال بوضوح كبير عن مشاعر بالخوف والفقدان. ويقول علاء*، وهو طفل من حلب، يبلغ من العمر 13 سنة، يعيش اليوم كلاجىء في تركيا، لأحد العاملين في اليونيسف: "تركنا ضيعتنا لنهرب من القصف، ركبنا السيارة ثلاث ساعات لنقترب من الحدود مع تركيا، وعندما حلً الظلام سرنا على الأقدام لمدة ثلاث ساعات اخرى وعبرنا الى تركيا. كان هناك العديد من نقاط التفتيش على الطريق ورأيت أشخاصاً يحملون أسلحة وكنت خائفا جدا". ويدفع العنف المصحوب بالتهجير المتكرر والأدلة المتزايدة على انتشار الأمراض مثل عودة شلل الأطفال والحصبة وانهيار الخدمات الحيوية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم -اليونيسف لمضاعفة جهودها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال داخل سورية التي مزقتها الحرب وفي دول الجوار. وفي داخل سورية وبالرغم من العوائق الكبيرة بسبب العنف والقيود المفروضة على الوصول تمكنت اليونيسف هذا العام، من تقديم المساعدة في توفير المياه المأمونة لحوالي 17 مليون شخص، وتلقيح 2.9 مليون طفل ضد مرض شلل الأطفال - ضمن حملة تلقيح إقليمية غير مسبوقة في المنطقة وصلت إلى 25 مليون طفل. إضافةً إلى ذلك، وكجزء من جهودها لتلبية احتياجات الأطفال المتأثرين مباشرة بالأزمة، زوّدت اليونيسف 114,000 طفل بالمواد التعليمية و34,000 طفل بالدعم النفسي. ولكن النقص في التمويل يهدد قدرة اليونيسف على الاستمرار في تقديم المساعدة للأطفال. تحتاج المنظمة بشكل ملح إلى 487 مليون دولار أميركي لتغطي احتياجات برامج الاستجابة الطارئة في سورية والدول المجاورة حتى نهاية عام 2014. وتقول كالفيس "نحن ممتنون للجهات المانحة التي تدعمنا، والتي كانت في غاية الكرم والسخاء ولكن من دون موارد جديدة ستتعرض عملياتنا - بما فيها التدخلات التي تنقذ الأرواح - والتي تتعلق بتوفير المياه وخدمات الصرف الصحي للاجئين في العراق، ولبنان والأردن للعرقلة والبعض منها للتوقف بشكل تام".