الفوز بدون إقناع: ذلك هو الأسلوب الذي حجز به المنتخب الالماني بطاقته الى الدور نصف النهائي للنسخة العشرين من نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل على حساب فرنسا (1-صفر) الجمعة في الدور ربع النهائي، بفضل صفاته الدفاعية وواقعيته. هل كانت بداية البطولة والفوز الكبير على البرتغال (4-صفر) مجرد وهم؟ فمنذ ذلك المهرجان الهجومي على رفاق كريستيانو رونالدو، و"ناسيونال مانشافت" يعاني الامرين في مبارياته: تعادل مثير أمام غانا 2-2، وثلاثة انتصارات بشق النفس على الولاياتالمتحدةالأمريكية 1-صفر، والجزائر 2-1 بعد التمديد، وفرنسا 1-صفر. مشوار شبيه شيئا ما بمشوار البرازيل التي ستواجهها المانيا في دور الاربعة الثلاثاء المقبل في بيلو هوريزونتي، بما أن أصحاب الضيافة احتاجوا الى ركلات الترجيح لتخطي عقبة تشيلي في دور ثمن النهائي، والى فوز صعب على كولومبيا (2-1) اليوم وبلوغ دور المربع الذهبي. حجزت المانيا بطاقتها للمرة الرابعة على التوالي الى دور الاربعة، ولكن الطريقة مختلفة مقارنة مع النسختين الاخيرتين اللتين تميزتا بالمد الهجومي لرجال يورغن كلينسمان ومساعده وخليفته يواكيم لوف. واكد لوف ان "اسلوب اللعب تغير كثيرا منذ عام 2006، لم يعد لدينا نفس اللاعبين، كانت هناك تغييرات اضطرارية من أجل تطوير أسلوب المنتخب. من المهم ضم لاعبين جدد، لدينا لاعبين من الطراز الرفيع ولذلك أعتقد بأنه بإمكاننا الذهاب بعيدا". باختصار: انتهى ال"جوغو بونيتو" (اللعب الجميل) وترك مكانه للعب "الشجاع"، وهو ما استشهد به لوف لوصف القتالية التي لعب بها لاعبو منتخب بلاده. وبحسب لوف: "عليك ان تقاتل للوصول إلى أبعد دور في المونديال، ويجب أن تسيطر على خط الوسط وتثق في (مانويل) نوير، الذي أظهر مرة أخرى أنه كان بين أفضل حراس المرمى في العالم". فبعد تدخلاته الحاسمة خارج المنطقة في المباراة امام الجزائر في الدور ثمن النهائي، تألق مجددا وهذه المرة داخل المنطقة وأمام مرماه في المباراة أمام فرنسا حيث صد كرات صعبة عدة. كانت السيطرة ألمانية بفضل قتالية لاعبي خط الوسط، حيث تفوق الثلاثي خضيرة وشفاينشتايغر وكروس على نظيره وكاباي وماتويدي وبوغبا. واكد قائد وحارس مرمى المنتخب الفرنسي هوغو لوريس ان الالمان "أظهروا المزيد من السيطرة، وشعرنا بأنهم هادئون حتى في الأوقات الصعبة". ملاحظة كانت بارزة في صفوف "ناسيونال مانشافت" الذين لم يفرطوا أبدا في الثقة وبدا دائما أنهم عاجزين عن حسم نتيجة المباراة. وقال ماتويدي: "المنتخب المنافس فرض سيطرة كبيرة في وسط الملعب، انه منتخب يملك فنيات قوية جدا"، مضيفا "كانت لديهم سيطرة كبيرة ولكنهم لم يخلقوا فرصا كثيرة، في الشوط الاول لم أر لوريس يقوم بأي تدخل". كانت المشكلة الالمانية واضحة في الثلث الاخير من الملعب وتحديدا الخط الهجومي من خلال معاناة المخضرم كلوزه (36 عاما) وخفوت بريق اوزيل، وذلك بسبب غياب الدعم من الظهيرين هوفيديس ولام، والحذر الشديد من جانب شفاينشتايغر وخضيرة اللذين يميلان الى استرجاع الكرة أكثر من بناء الهجمات. وتدين المانيا بشكل كبير الى الاداء الرائع لمدافعها هوملس الذي سجل هدف الفوز ونجح في الحد من خطورة كريم بنزيمة. كما أن "النجاح" الذي تطرق اليه مدرب فرنسا ديشان، والقليل من الحظ، كان بين العناصر التي ساهمت في بلوغ المانشافت المربع الذهبي. بلوغ المربع الذهبي للمرة الثالثة على التوالي بالنسبة للجيل الحالي للمنتخب الالماني (بعد مونديال 2010 في جنوب افريقيا وكأس اوروبا 2012)، يعتبر انجازا. وكانت "الخبرة" هي التبرير الذي تحجج به المعسكر الفرنسي لتفسير الفارق "غير الكبير" الذي كان يفصل بين المنتخبين. وقال ديشان "الخبرة تساعد في المباريات من هذا القبيل، المباريات الصعبة جدا". وختم هوملس بقوله: "لم نقدم مباراة مثالية، ولكننا كنا واقعيين وجديين". الواقعية والجدية هي السلاح لاحراز اللقب.