فيما شاهدت من برامج تلفزيونية أجد بأننا إلى ما يشبه المراجعة الشامله للسلامة والوقاية من الأمراض المعدية، وباعتباري متخصصاً فى الأمراض المعدية ولدي إلمام بوسائل السلامة من الامراض المعدية وذلك من خلال التدريب المكثف داخل المملكة وخارجها وفي مختبرات متقدمة عالميا أود أن أقول إن وسائل السلامة هي الحاجز الأول والأخير لمنع انتقال الأمراض المعدية وتفشيها بين الناس وفي داخل المستشفيات والتىي تعرف ب Nosocomial Infection. وبسب عدم إلمام الناس بوسائل السلامة والحماية يوجد اكثر من 2 بليون إنسان مصابين بالدرن وأعداد لا حصر لها مصابه بأنواع اخرى من الأمراض المعدية منها التهابات الكبد الوبائي بأنواعها ومنها ايضا كرونا حديث الساعة اليوم، لذا اقول لو تعرف الناس على وسائل السلامة وطبقتها سواء فى الحياة العامة او خلال القيام بمهام مثل مباشرة الحوادث او من خلال عملهم داخل المستشفيات او داخل المختبرات التشخصية او البحثية لما رأينا الأمراض المعدية تنتشر عبر المحيطات وتنتقل من بلد لآخر ومن شخص لشخص. فعلى سبيل المثال تقدر منظمة الصحة العالمية ان كل شخص مصاب بدرن مفتوح يستطيع ان ينقل العدوى الى 25 شخصاً غير مصابين. لذا نجد ان ثلث سكان المعمورة مصابون بالدرن الكامن والسبب الرئيس هو عدم كسر حلقة انتقال العدوى المستمر وقد يكون مكان انتقال العدوى المستشفيات باعتبار ان المرضى يراجعون المستشفيات طلبا للعلاج ومن ثم يلتقون بأناس آخرين غير مصابين. وتقدر منظمة الصحة ان 50% من إصابات كورونا حدثت داخل المستشفيات بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام. والعاملون بالمستشفيات والمختبرات التشخصيه والمختبرات البحثية واي شخص آخر يتعامل مع المرضى كل هذه الفئات هي مصنفة على انها الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. لذا نجد انه فى كل الأماكن التي يتعامل الناس فيها مع الأمراض المعدية نجد بروتوكولا خاصا للوقاية من هذه الأمراض. البروتوكول هذا يسمى Safety Manual يكون مكتوب فيه كل تفاصيل وسائل السلامة ولا يسمح لأي شخص بالتعامل مع الامراض المعدية حتى يقرأ ويستوعب ادق التفاصيل ومن ثم يقوم بالتوقيع على انه فهم وسوف يلتزم بتطبيق ما قرأه حتى لا يتسبب بإصابه نفسه أو إصابة الآخرين. وبإلإضافة الى الخطوات المكتوبة يأتى التدريب وأجهزة السلامة والتي تشمل كبائن خاصة للسلامة تثبت في غرف خاصة لها ضغطها السالب بحيث ان يكون الهواء في اتجاه واحد. وفرق التعامل مع الحوادث التي تحدث داخل المستشفيات من خلال بروتوكول معين لها دور فاعل للحد من مضاعفات الحوادث اذا حدثت لا سمح الله. اما داخل المستشفيات يوجد قسم خاص يسمى التحكم بالعدوى Infection Control Department يترأسه شخص قد تخصص في مكافحة العدوى ليكون لديه المام تام هو وفريقه بأدق التفاصيل والخطوات العلمية والعملية المتبعة في التحكم بالأمراض المعدية حتى لا تنتقل العدوى من وإلى المرضى او من المرضى الى العاملين. كما أن الأوساط الإعلامية بكل انواعها المقروءة والمسموعة والمرئية هى الاخرى عليها دور كبير فى توعيه المجتمع للحد من تفشي الأمراض المعدية. وعلينا ان نقول لهم ان العواطف والحميمية بين الناس لا مكان لها في حاله ان احد الأفراد مصاب بمرض معد على سبيل المثال درن او كورونا. وفي مثل هذه الحالات علينا ان نتعامل مع المريض بالطرق الصحيحة من عزل وخلافة وعلينا الاتباع والتقيد بإلإرشادات الصحيحة حتى لو تضمنت الابتعاد عمن نحب حتى يطيب بإذن الله. ونقول في مثل هذه الظروف والعقل يقول نبتعد أفضل من ان يصاب آخر بسب العاطفة. فالأمراض المعدية وتفشيها تكلف الكثير من إزهاق للأرواح وتكلفة مالية عالية لمعالجتها ومحاصرتها، لذا على الجميع محاربتها وعلى الجميع القيام بمهام التوعيه كل بحسب ما أوتي من علم بها حتى لا تتضرر او تصاب المجتمعات وتتفشى فيها الامراض المعدية. حمى الله الإنسان كل الإنسان اينما كان، وحمى الله بلادنا العزيزة من كل وباء انه سميع قدير.