رجال يجولون في المدينة في رحلات مستمرة لا تنتهي إلا عند الهزيع الأخير من الليل، عيونهم مسلطة على الأرصفة بحثاً عن راكب يريد الذهاب لمكان آخر، أولئك سائقو سيارات الأجرة الذين لا يهنؤون طيلة نهارهم وما يطالونه من الليل حتى يكتمل مبلغ اليومية الذي يغطي حساب الشركة ويزيد منه ما يزيد، لكن سائقي سيارات الأجرة يتجرعون هم الإجازات المدرسية كل عام بمرارة كبيرة، فكلما أغلقت المدارس أبوابها في إجازة طويلة أو قصيرة، عانى أصحاب سيارات الأجرة من كساد كبير، يدخلهم في بعض الأحيان في منحنى الخسارة. وبحسب طاهر - سائق سيارة أجرة باكستاني - فإن مواسم الإجازات تؤثر سلباً على مداخيل سائقي سيارات الأجرة، مؤكداً أنه في مواسم الإجازات يخفق أحياناً كثيرة في تحصيل المبلغ اليومي المستحق للشركة والتي تطالبه بمبلغ 150 ريالا يومياً على حد قوله. وأشار إلى أنه مجرد ما أقفلت المدارس أبوابها فإن الموسم يبدأ بالكساد، مما يوجب عليه أن يعمل لساعات أطول متنقلاً بين بوابات الدوائر الحكومية صباحاً والأسواق مساء، مشيراً إلى أن شركات الليموزين لا تراعي مثل هذه المواسم التي بها كساد، مطالباً تلك الشركات بأن تخفض حصتها في مواسم الإجازات والعطل. وقال طاهر إن سيارات الليموزين في الرياض على سبيل المثال كثيرة، وأنها تشارك في الازدحام المروري، كما أن كثرتها حسب رأيه تقلل من ربحيتها، وتزيد مهمة السائقين صعوبة، وحول سؤال عن ارتفاع أسعار مشاوير الأجرة قال إن السبب في ذلك حصة الشركات المرتفعة، فالسائق مطالب أن يحقق 150 ريالا يومياً للشركة، ثم يبدأ في مهمة تحقيق دخله الشخصي حيث أن وراءه مصاريف مختلفة وكثيرة كالأكل والشرب وقيمة البنزين ومصاريف الأهل في بلاده. الجدير بالذكر أن عدد الشركات والمؤسسات المرخص لها لممارسة نشاط الأجرة العامة في جميع مدن المملكة يبلغ (1028) منشأة. وتخضع لأنظمة معطلة منذ فترة طويلة، حيث إن المادة السابعة والأربعين من ذلك النظام تؤكد أن يكون احتساب الأجرة وفق التسعيرة المعتمدة من قبل الوزارة وعدم تشغيل العداد من قبل سائق سيارة الأجرة يعتبر مخالفة يعاقب عليها وفقا لما نصت عليه المادة الثالثة والعشرين من نظام النقل العام. كما أن المادة (22) من اللائحة المنظمة للنشاط قد ألزمت كل منشأة على استعمال زي موحد للسائقين وان عدم الالتزام بذلك يعد مخالفة.