اضطر الأسرى الإداريون المضربون عن الطعام إلى "تعليق" إضرابهم الذي استمر ثلاثة وستين يوماً، دون تحقيق الأهداف التي خاضوا معركتهم من أجلها وهو وضع حد لسياسة الاعتقال الاداري والتي كلفت الكثيرين سنوات طويلة داخل السجون بموجب ملفات توصف ب"السرية"، ودون أي تهم محددة. وذكر رئيس نادي الاسير في بيان توضيحي ان قيادة الإضراب قررت تأجيل الإعلان عن مضمون اتفاق تعليق الإضراب، إلى حين عودتهم المفترضة للسجون التي جاءوا منها وتحديدا سجن "عوفر" وذلك بعد 72 ساعة على تعليق الإضراب. وأكدوا أنهم سيصدرون بياناً توضيحياً للرأي العام، فيما أشاروا إلى أن لجنة مشتركة من جهاز مخابرات الاحتلال ومصلحة السجون ستكون مخولة البحث مع لجنة قيادة الإضراب بشأن الاعتقال الإداري في المستقبل. وأعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين شوقي العيسه، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس خلال مؤتمر صحافي في رام الله قبل ظهر أمس عن تعليق اضراب الاسرى الاداريين، اثر مفاوضات اجرتها قيادة الاضراب مع مصلحة سجون الاحتلال، حيث من المقرر ان يتم الكشف عن بنود الاتفاق في وقت لاحق. وأشار العيسة وقراقع الى ان من بين ما تم الاتفاق عليه مبدئيا هو تراجع مصلحة سجون الاحتلال وجهاز "الشاباك" عن كافة الإجراءات القمعية التي فرضت على الأسرى إضافة إلى إعادة الأسرى المضربين إلى السجون التي خرجوا منها. واشارا الى أن الأسير ايمن اطبيش لا زال مضربا عن الطعام. وقال فارس ان هذا الإضراب تزامن مع ظروف معقدة على الساحة الفلسطينية وقد بدأ مع تراجع (اسرائيل) عن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وتجميد المفاوضات، وكذلك الهجمة التي شنها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين، وهذا ما زاد الأمر تعقيدا. واضاف: كانت هناك أيضا ظروف كان الأجدر أن توظف بطريقة جيدة للانتصار لأسرانا، إلا أن البعض حمّل الإضراب ما لا يحتمل، مشيرا الى ان الأسرى استطاعوا أن يفتحوا مواجهة مع المحتل، وحملوا قضيتهم للعالم أجمع بأمعائهم، وإن لم يتحقق انتصار بالضربة القاضية إلا انهم استطاعوا أن ينجزوا تقدماً كبيراً وعمل ثغرة في قضية الاعتقال الإداري الجائر. وفي السياق ذاته، جددت سلطات الاحتلال أمر الاعتقال الإداري للأسير سامي حسين من منطقة رام الله لمدة شهر، بعدما كان من المفترض أن يتم الإفراج عنه أمس، بموجب امر من محكمة الاحتلال، علما ان الاسير حسين قضى في سجون الاحتلال أكثر من 20 عاما، وكان آخرها اعتقالات إدارية. من جهة اخرى، ذكر نادي الأسير الفلسطيني ان عدد الأسرى من نواب المجلس التشريعي المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ارتفع إلى (23) نائباً باعتقال كل من النائبين خالد طافش وأنور زبون من بيت لحم فجر أمس. كما اعتقلت هذه القوات مواطنين آخرين من منطقة بيت لحم وسبعة مواطنين من منطقة الخليل خلال حملات الدهم المتواصلة رغم اعلان اسرائيل عن تقليص عدوانها.