عودة المحارب التشيلي فيدال

حام الشك طويلا حول امكانية عدم مشاركة ارتورو فيدال في نهائيات كأس العالم بعد خضوعه لعملية جراحية في ركبته في الخامس من مايو الماضي، لكن تشيلي تنفست الصعداء بعد ان اختاره المدرب الارجنتيني خورخي سامباولي ضمن التشكيلة الرسمية المشاركة في النهائيات.
ويعتبر تواجد فيدال في صفوف تشيلي باهمية وجود مهاجم برشلونة الكسيس سانشيس لانه الرئة النابضة ل"لا روخا" في وسط الملعب الى اجادته التسجيل كما يفعل في صفوف يوفنتوس حيث سجل 18 هدفا هذا الموسم بينها خمسة اهداف في الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) وهدفان في دوري ابطال اوروبا التي استهل فريقه مشواره القاري فيها.
وحقق فيدال نجاحات كبيرة في صفوفه فريق (السيدة العجوز) منذ انتقاله اليه قادما من باير ليفركوزن الالماني قبل ثلاثة مواسم، فحقق اللقب المحلي معه ثلاث مرات ويعتبر ورقة رابحة في صفوفه. ويستمد فيدال البالغ من العمر 26 عاما قوته من طفولته المعذبة وقال في هذا الصدد "عانيت كثيرا في طفولتي، عندما كنت في الخامسة من عمري، ترك والدي المنزل وقد افتقدته كثيرا، لم يكن لدينا الكثير من الاكل، عانينا الكثير من المشاكل، ثم في احد الايام، قررت بانه يكفي ما نعانيه، وبدأت اؤمن بقدرتي على فعل شيء ما للخروج من هذا الوضع". يملك فيدال قلبا شجاعا هو لا يتردد في التصدي لابرز لاعبي الفرق المنافسة على رغم من ان ذلك كلفه غاليا في بعض الاحيان (حصل على 10 بطاقات صفراء الموسم الفائت في الدوري الايطالي).
واشاد به مدرب يوفنتوس انطونيو كونتي وقال "اجد نفسي في فيدال، كنت املك الميزات ذاتها عندما كنت لاعباً، هذا النوع من اللاعبين لا يبغي الظهور لكنه غالبا ما يعمل في ظل ويكون فاعلا جدا لفريقه".
ويقول فيدال "يمكن توجيه الانتقادات الي، لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن لاحد ان يتهمني بانني لا ابذل مجهودا على ارض المستطيل الاخضر".
وخاض فيدال المباراة الاولى لمنتخب بلاده في النهائيات ضد استراليا واستهل مشواره بالفوز 3-1 لكن ولكونه ليس في كامل لياقته البدنية فقد اخرجه المدرب بعد مرور 60 دقيقة لكي لا تتضاعف اصابته.
ويتطلع فيدال الى مباراة اسبانيا التي تعتبر مسألة حياة او موت للاول بالقول "لا نخاف مواجهة اي منتخب وحتى اسبانيا بطلة اوروبا والعالم، اذا لعبنا باسلوبنا نستطيع الحاق الهزيمة باي فريق".
وكان المنتخب التشيلي بلغ الدور الثاني في النسخة الماضية في جنوب افريقيا قبل ان يخسر امام البرازيل صفر-3 ويودع البطولة، تماما كما فعل في اخر مشاركة له قبل ذلك في فرنسا عام 1998 وبالنتيجة ذاتها.
وللمفارقة، فان تشيلي قد تلتقي مع البرازيل مجددا في الدور الثاني ايضا في البطولة الحالي اذا احتلت المركز الثاني وتصدر منتخب اوريفيردي مجموعته الاولى.
وعن حلمه بعد الاعتزال يقول فيدال "تخصيص وقت اكبر لعائلتي والنوم! خصوصا في الاسبوع الاول، اريد انا انام ولا يزعجني احد. اتصرف بمسؤولية عالية خلال مسيرتي الاحترافية، لكن عندما اضع حدا لمسيرتي، اريد ان انام لوقت طويل، لكنه سيكون في كامل وعيه عندما واجه اسبانيا أمس لان فريقه في حاجة اليه.