اعتبر مبعوث الاممالمتحدة في العراق امس ان الهجوم الذي يشنه المقاتلون منذ اسبوع والذي سيطروا خلاله على مناطق واسعة في الشمال يشكل "تهديدا لبقاء" هذا البلد واكبر خطر على سيادته منذ عدة سنوات. وقال نيكولاي ملادينوف متحدثا حول الازمة التي يمر بها العراق "حاليا، انه تهديد لبقاء العراق لكنه يشكل ايضا خطرا جديا على المنطقة". واضاف ان "العراق يواجه اكبر تهديد لسيادته وسلامة اراضيه" منذ سنوات. العثور على 18 جثة لعناصر في القوات الحكومية العراقية تابع "لذلك يجب ان يكون هناك ادراك في المنطقة، يجب ان تحل الأزمة العراقية من قبل العراقيين لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك بدون المجتمع الدولي والتعاون البنّاء في المنطقة". واعتبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في بغداد، ان "الأزمة وطنية" وترتبط بتوتر العلاقات بين المجموعات الثلاث في البلاد الشيعة والسنة والاكراد. ويفرض مسلحون سيطرتهم منذ اسبوع على مدينة الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، ومناطق متفرقة اخرى في محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، وجميعا في شمال ووسط العراق. مسعفون يحاولون إنقاذ طفلة اصيبت في قصف لقوات النظام على حي المرجة في حلب ميدانيا، اعلن عقيد في الشرطة العراقية ان الشرطة عثرت أمس على 18 جثة تعود الى عناصر في القوات الحكومية شرق مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد). واوضح المصدر ان الجثث حملت آثار اطلاق نار في الصدر والرأس، مضيفا "يبدو انهم قتلوا قبل خمسة ايام". كما سيطرت مجموعة من المسلحين على معبر القائم الحدودي الرسمي مع سورية والواقع في محافظة الانبار غرب العراق بعد انسحاب الجيش والشرطة من محيط المعبر امس ، بحسب ما افادت مصادر في أمنية وعسكرية. واوضحت المصادر ان مسلحين قالت انهم قريبون من "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة" هم الذين سيطروا على المعبر، علما ان عناصر "الجيش السوري الحر" يسيطرون منذ أشهر على الجهة السورية المقابلة من المعبر في مدينة البوكمال. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة ان "مسلحين سيطروا على معبر القائم (340 كلم غرب بغداد) الحدودي مع سورية بعد انسحاب عناصر الامن والجيش والمسؤولين". واكد ضابط برتبة رائد في الجيش انتشار مسلحين على المعبر، مرجحا ان يكونوا قريبين "من عناصر الجيش الحر وجبهة النصرة". وفي سورية، اعلنت اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سورية امس ان الحرب الاهلية الجارية في البلاد بلغت "مرحلة حرجة تهدد المنطقة برمتها"، وذلك إبان تقديم تقريرها الاخير الى مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة في جنيف. وصرح رئيس اللجنة باولو سيرجيو بينييرو "هناك تصعيد غير مسبوق للعنف في سورية" مضيفا ان هذا العنف يهدد المنطقة برمتها. واوضحت العضو الاخر في اللجنة كارلا دل بونتي في لقاء صحافي ان مهمة اللجنة كانت بدء "ملاحقات قضائية ضد افراد" ارتكبوا جرائم حرب وليس ضد "مجموعات" على غرار تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المتشدد الذي يقاتل النظام السوري. ويشن حاليا هجوما في العراق حيث نفذ الكثير من الجرائم وأعمال الانتقام. وتابعت دل بونتي "المشكلة هي اننا بحاجة الى الارادة السياسية" لانشاء محكمة مكلفة مقاضاة مرتكبي جرائم الحرب وإلا سيكون الأمر"فاجعة للقضاء الدولي". واستخدمت الصين وروسيا في الشهر الفائت حقهما في النقض لوقف مشروع قرار في مجلس الامن الدولي دعمته 65 دولة لاحالة ملف الجرائم المرتكبة في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية. وقال محققون متخصصون في قضايا حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في تقرير صدر أمس إن الشرق الأوسط يبدو على حافة حرب طائفية أوسع نطاقا تشمل العراق وسورية مع قيام مقاتلين متشددين بعمليات خطف وتعذيب وقتل للمدنيين. وأخرج مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام -الذي يستلهم نهج القاعدة- الجيش العراقي من شمال العراق في الأسبوع الماضي وضم المنطقة إلى مساحة كبيرة من الأراضي سيطر عليها في شرق سورية خلال الحرب الأهلية الدائرة هناك. وقال فيتيت مونتاربورن خبير القانون الدولي الذي شارك في التحقيق "توقعنا منذ فترة طويلة مخاطر امتداد الصراع على الجانبين وهو ما يتحول الآن إلى صراع إقليمي". وأضاف "ربما نكون على أعتاب حرب إقليمية وهذا أمر يقلقنا للغاية".