من عنوان هذا المقال، ندرك بوضوح أن صيف هذا العام، قد بدأت الأفكار والكلمات تتوارد حوله، وبدأ العد التنازلي للخيارات إما السفر للسياحة الخارجية أو إلى سياحة داخلية، ورحلات تختلف باختلاف ميول وظروف الناس، إنه لأمر أساسه الحرية التي ينص عليها قانون الدولة ويضاعف الخيارات للناس بصورة مكافئة للجميع، ويتم تحديد مبادئه الجوهرية، وفقا للمصالح الاقتصادية الشخصية، فالنظر إلى هذا الإسهام يعتبر مشاركة فعلية بين أفراد الأسر لكي يسود الود والمرح، والمحافظة على صياغة الحياة بشكل أفضل وحصر العطلات الزمنية في لحظات ذات استقلال تنقذ البشر من أضداد مرهقة. فالغرض من إظهار تطلعات ورغبات الناس في قضاء إجازة ممتعة، هو الحصول على نتائج وثيقة بين الواقع والترفيه، والفهم العميق وجدوى التغيير، ثم التماس أسباب الحصول على أزمنة حاضرة مفعمة بالمتعة والإثارة، لتدعم حجة التغيير والتجديد ومنفعته في مواصلة الحياة العملية، ويعتبر بمثابة رياضة نفسية تحقق التحرر من سجن الواقع العملي والروتين الوظيفي والدراسي. من هنا يندرج مشروع الإعداد المبكر للأشياء المؤثرة في الحياة، واختيار ممكن يحقق للإنسان غايات أخرى، تميز بين الأفعال الإستراتيجية، والأخرى الاستثنائية، ففي حياة كل فرد ترتيب متدرج حسب الأهمية، فثمة استعدادات يأمل الفرد من خلالها إدراك الحقائق الجميلة، والنظام الذي يفضي للأفضل والأسمى، ويوفر للأسرة أفضل فرص لحياة محتملة وسعيدة، فالسعادة التي يحظى بها الإنسان بالتخلق فهي نتيجة سمو ذاتي، ينعكس إيجابا على المحيط الأسري والاجتماعي. وفي تعرضنا للأجواء الحارة لسنا بمعزل عنها، بل إننا في قلب الأحداث الساخنة توافقا مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، التي نالت جل اهتمامنا كمجتمع له حضور ضمني في أغلب المستجدات والحالات الراهنة، والوظائف التي تقوم بها بعض جوانب الانفتاح لإعداد برامج سياحية تجدد الحياة بامتياز . بينما اجتاح الجفاف غرب وشرق أوروبا وكذلك الحال بالنسبة لأمريكا، ما أدى إلى قلق علماء الأرصاد الجوية والمزارعين من ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، فيما أعلنت بعض من هذه الدول حالة إنذار قصوى، وانبثق منها قلق عارم في أسبانيا ورومانيا، وموجة قيظ أدت إلى مقتل أحد عشر شخصاً أو أكثر، والخوف من اشتعال الحرائق في الغابات نتيجة ارتفاع في المعدل العام للطقس غير المعتاد، في تلك الدول . ونقلا عن مصادر فرنسية، (قالت إن بريطانيا، وبلجيكا، وشمال فرنسا، وهولندا، وسويسرا، لا تمتلئ طبقات المياه الجوفية والأنهار والبحيرات كما هي العادة في فصل الربيع. وقالت أجهزة الأرصاد الجوية البريطانية أيضاً إن ''آذار(مارس) ونيسان (أبريل) شهدا جفافا قياسيا'' في إنجلترا وويلز. وكان آذار(مارس) الأكثر جفافا منذ مئة سنة وبلغ معدل الأمطار فيه 40 في المائة)، وتجدر الإشارة هنا إلى تحذيرات من التقلبات الجوية. فقبل عدة أيام هطلت الأمطار على أجزاء متفرقة نجم عنها فيضانات أغلق على أثرها مطار "هيثرو" وأوقفت بعض رحلاته، ومن جهة أخرى فإن علاقة وثيقة بين الجغرافيا والظواهر الجوية والفلكية. ورغم هذه التقلبات يُعد التغيير والتجديد في إسعاد الروح له أفضلية عظمى، (لأن السعادة في مجملها شأن شخصي وليس عاما) كما قال بعض الفلاسفة المعاصرين، فكلما ازدهرت الحياة تضاءل الملل والشقاء، وتولد لدى الإنسان حاجات مشبعة لها تأثير على الجمال الأخلاقي. ويمكن القول إن نصيب العرب من سخونة الأجواء وحرارة الطقس - نصيب الأسد من جميع الحصص، وكما جرت العادة سيغادر ثلاثة ملايين نسمة لقضاء الإجازة خارج الحدود. وهي نسبة غير قابلة للحصر، لما للاستجمام من إيجابية نفسية، تزداد به فرص الحياة المتناغمة مع مظاهر البهجة والفرح.