أكد د. عبدالله الجاسر نائب وزير الثقافة والإعلام على برنامج "الترشيد المالي" الذي اتخذته جمعية الثقافة والفنون مؤخراً مبيناً أنها بذلك تسير في الطريق الصحيح. وأشاد الجاسر عقب رعايته لحفل افتتاح مسابقة مسرح شباب الرياض أمس الأول نيابة عن معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة بمركز الملك فهد الثقافي التي نظمتها فنون الرياض، أشاد بفكرة المسابقة وقال إنها جديرة بتوسيع نطاقها، مبيناً أن تحويل نص مكتوب لمؤلف سعودي إلى نص مرئي يعده ويخرجه شباب المسرح عمل رائع جداً، موضحاً أن الدهشة تكمن في مشاهدة رؤى مختلفة على مستوى التأليف والإخراج لرواية "أبو شلاخ البرمائي" للدكتور غازي القصيبي رحمه الله. مؤكداً بأنه "جاء الوقت لنحول مؤلفاتنا السعودية وبالأخص الروايات إلى نص مرئي ومسموع"، ملمحاً إلى فكرة بهذا الشأن تمت مع هيئة الإذاعة والتلفزيون بهدف دعم المؤلف السعودي وتوسيع نطاق انتشاره. وبدأ حفل الافتتاح بكلمة للدكتور معجب الزهراني المشرف العام على كرسي د. غازي القصيبي للدراسات الثقافية بجامعة اليمامة، قال فيها: "تأتي رعاية الكرسي لمسابقة شباب الرياض في موسمها الثالث مالياً نظراً لأهمية قطاع الشباب في دعم الثقافة باعتباره الرافد الأول لها"، وأشار في كلمته إلى أن القصيبي رحمه الله لو كان حياً لوافق على هذه الرعاية دون تردد دعماً لمؤلفين جدد وتأكيداً على صناعة أجيال مبدعة، وقال إنه تقمص شخصيته واتخذ القرار مقدراً شكره لإدارة جامعة اليمامة على تقديرها للموقف انطلاقاً من دورها في خدمة المجتمع والتواصل مع فعالياته المختلفة. د. معجب الزهراني يتقمص شخصية القصيبي ويتخذ القرار المناسب ثم ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون سلطان البازعي كلمة أشار فيها إلى أن هناك ثلاثة مهرجانات مسرحية أقيمت مؤخراً: مسرح الطفل بجمعية الأحساء بدعم من وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ومسابقة مسرح شباب الرياض بالرياض ومسرح الجنادرية المسرحي وتستضيفه جمعية الطائف، مشيراً إلى أن كل ذلك تم خلال أشهر قليلة تأكيداً على أن الجمعية تواصل عملها بكل جد وأن برنامج الترشيد المالي لم يوقف أي نشاط، وإنما هو مسار تصحيحي ليس غير، مشيداً بدعم جامعة اليمامة للمسابقة ممثلة في كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية، وقال إنها لفتة تستحق التقدير، مبيناً أنها تنطلق من تواصل الجمعية مع المؤسسات الثقافية، حيث فتحت قنوات متعددة لدعم أنشطة الجمعية باعتبارها مؤسسة مجتمع مدني. ثم قدمت المسابقة أعضاء لجنة التحكيم للجمهور وهم: د. شادي عاشور رئيساً، مهدي البقمي عضواً، مشعل الرشيد عضواً، حيث جاء ترشيحهم لسيرتهم المسرحية الثرية، وخبرتهم الطويلة في المسرح، ودعمهم المستمر لشباب المسرح، في حين يأتي رجا العتيبي رئيساً للجنة المنظمة، وبندر عبدالفتاح مديراً للمسابقة. عقب ذلك تم عرض فيلم قصير يحكي مسيرة المسابقة في مواسمها الثلاثة، ثم بدأت أولى عروض المسابقة بمسرحية (شلاخ المائي) تأليف ظافر الشهري، وإخراج عبدالله العبيدي وبطولة محمد المدني وظافر الشهري ومشاركة عدد من شباب المسرح. ولاقت المسرحية تفاعلاً جماهيرياً كبيراً. وعقب نهاية الحفل والمسرحية عقدت لجنة التحكيم جلسة نقدية حول العرض في القاعة c بالمركز بحضور جمهور المسرح الذي شاهد وقائع المناقشة، وتهدف الجلسة إلى تأهيل طاقم العمل للدفاع عن عرضهم وفلسفته الفنية، وتمكينهم من التعامل مع الجلسات النقدية في المهرجانات التي يتوقع أن يشاركوا بها مستقبلاً بكل ثقة وقوة وتأهيل مسبق، واقتصار الحديث على أعضاء لجنة التحكيم وطاقم العمل تجنباً للمهاترات التي عادة ما تحصل في مثل هذه الجلسات على اعتبار أن المسابقة تمثل ورشة عمل كبرى هدفها صناعة مسرح قادر على الحوار والنقاش والإقناع. رواية أبو شلاخ البرمائي تتحول إلى نصوص مسرحية وفي هذا السياق أشار رجا العتيبي رئيس اللجنة المنظمة العليا إلى أن المسابقة تستهدف خريجي دورات إعداد الممثل للسنوات الماضية، مشيراً إلى أنه تم توزيعهم على شكل مجموعات مسرحية بهدف "تسويق" المواهب على مؤسسات الإنتاج والقنوات الفضائية ودمجهم في الحراك المسرحي السعودي على اعتبار أن الجمعية حاضنة مواهب يتلقون فيها التدريب والتأهيل والتسويق، وقال إن المشاركين هذا العام 60 ممثلاً و 15 شاباً في مجال الإنتاج والصوتيات والإضاءة والتنظيم، وأوضح العتيبي أن الجمعية كرمت مؤسسات الإنتاج الفني التي استقطبت مواهب الجمعية في أعمالها الدرامية في حفل الجمعية باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس الماضي. د. الجاسر مع رجا العتيبي في ختام الحفل جانب من مسرحية الافتتاح «شلاخ البرمائي»