وضعت الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه على السكة، مع تصويت السوريين خارج البلاد أمس، فيما قتل 44 شخصاً خلال 24 ساعة في قصف جوي على أحياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب. وتوافد آلاف السوريين الى سفارة بلادهم في منطقة اليرزة (شرق بيروت) للادلاء باصواتهم، ما تسبب بزحمة سير خانقة على الطرق واثار غضب اللبنانيين المتذمرين اصلا من عبء اللاجئين السوريين الذي تخطى عددهم المليون شخص. وسار السوريون مسافات طويلة على الطريق المؤدية الى السفارة، كما قدموا في سيارات مكتظة وحافلات وشاحنات صغيرة "بيك آب"، رافعين صور الرئيس السوري. وحملوا الاعلام السورية وعلم "حزب الله" اللبناني حليف النظام. وفي العاصمة الاردنية، اصطف مئات السوريين منذ الصباح امام المدخل الرئيسي لسفارة بلادهم في منطقة عبدون (جنوب غرب عمان) وسط اجراءات امنية مكثفة. وفي حين كان من المقرر ان تغلق صناديق الاقتراع في السفارات الساعة السابعة من مساء أمس، اعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات "تمديد فترة الانتخابات لمدة خمس ساعات في جميع السفارات السورية التي تجري فيها الانتخابات وذلك بسبب الاقبال الشديد"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا". ومنعت دول غربية وعربية عدة ابرزها فرنسا والمانيا وبلجيكا ودولة الامارات العربية تنظيم الانتخابات السورية على ارضها. وتستعد المناطق التي يسيطر عليها النظام في داخل سورية، لاعادة انتخاب الاسد لولاية ثالثة الثلاثاء المقبل. وبحسب مقربين من النظام ومحللين، يبدو الاسد واثقا بانه أنقذ نظامه في مواجهة الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضده منذ ثلاثة اعوام، ولقيت دعما عربيا وغربيا للمطالبة برحيله. وافاد الاسد من دعم غير محدود عسكريا واقتصاديا من حلفائه لا سيما روسيا وايران. وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية أمس ان موسكو ستمنح النظام السوري مساعدة بقيمة 240 مليون يورو في العام 2014. ميدانياً، المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 44 شخصاً قضوا في قصف جوي معظمه بالبراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية من مدينة حلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خلال 24 ساعة. واوضح المرصد ان 22 شخصاً قتلوا الثلاثاء في قصف لقوات النظام، غالبيته بالبراميل المتفجرة التي القيت من الطائرات. واستهدف القصف احياء القطانة وبستان القصر وطريق الباب وبني زيد والمغير والليرمون، فيما استهدف القصف صباح الاربعاء حي المغاير حيث قتل 21 شخصاً، وحي الميسر حيث قتل شخص. وبين القتلى تسعة اطفال. والبراميل المتفجرة غير مزودة بأي نظام توجيه يتيح تحديد اهدافها بدقة. وغالبا ما تسقط على احياء يقطنها مدنيون، في حين يزعم النظام انها تستهدف "مقرات للارهابيين". وطالبت المعارضة مرارا بتزويدها بصواريخ مضادة للطيران لمواجهة القوة النارية للقوات النظامية، لا سيما سلاح الطيران. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية الثلاثاء ان واشنطن مستعدة للموافقة على اجراء مهمات تدريبية لجماعات معارضة مختارة لمواجهة تصاعد نفوذ المتطرفين المرتبطين بتنظيم "القاعدة". واعلنت مصادر في المعارضة المسلحة في الاسابيع الماضية حصول مجموعات محدودة من المعارضة على اعداد قليلة من صواريخ أميركية مضادة للدروع.