لغتنا العربية هي هويتنا الثقافية الأولى، وقد حرص قسم اللغة العربية بكلية التربية والآداب بجامعة الحدود الشمالية على أداء رسالته نحو توعية طلاب وطالبات الدراسات العليا؛ رغبة من القسم في تخريج دفعات متميزة، وفي ظل ذلك جاءت خطط القسم متماشية مع الرؤية الهادفة إلى بناء باحث متميز، فتم التعاقد مع أساتذة ذوي أسماء لامعة وذوي إنتاج وسيرة أكاديمية ثرة، كما وضعت مناهج تتسم بالعمق والتجدد، إضافة إلى خطة القسم في ألا يتخرج من دراساته العليا إلا من يكونون في قائمة التفوق عند إجراء أي اختبارات لهم من قبل من قبل يستقطبونهم بعد التخرج، حرصا من الجامعة في أن يكون لها حضورها على المستويين المحلي والإقليمي، ومنذ مطلع العام الدراسي 1434ه / 1435ه حرص القسم على عقد جلسات للحوار العلمي يقدمها أساتذة من القسم ومن خارجه ممن حرصت الجامعة على الاستفادة من خبراتهم العلمية المتميزة، وقد غنوا هذه الجلسات بأبحاثهم ومناقشاتهم المستفيضة حول قضايا لغوية وثقافية وأدبية تعمق من فهمنا لهذه اللغة العظيمة وللفكر، في سبيل النهوض بها وإعادة الألق إليها، خاصة وأن كثيرا ممن يستهدف برنامج الدراسات العليا هم من المدرسين الذي رأى القسم تطوير إمكاناتهم وتعزيز تفوقهم وقدراتهم. وكان افتتاح الجلسات بمحاضرة الأستاذ الدكتور/ محمد نجيب التلاوي، التي جاءت تحت عنوان (محاكمة فكر طه حسين) حيث رد التلاوي على مقولات الدكتور طه حسين مفندا مرة، ومؤيدا في بعض المرات، وفي الإطار ذاته قدم الأستاذ الدكتور/ سعيد الأيوبي، قراءة في مقدمات القصائد القديمة، وتناول مجموعة من القصائد من عصور مختلفة، بالتحليل، وأبرز فيها العلاقة الوطيدة بين المقدمات، وسائر أجزاء القصيدة، وأقسامها، المكونة لها، مما يجعلها في الأخير صورة واحدة في مرايا كثيرة، وإن اختلف لون كل مرآة . أما محاضرة الأستاذ الدكتور أحمد الصغير، فكانت بعنوان: (معنى الحروف السبعة: قراءة نقدية) بيّن فيها أن المقصود بالحروف السبعة هي لغات سبع لغات من لغات العرب، قد تختلف في ألفاظها، ولكن معانيها واحدة، أو يتفق معناها ويختلف لفظها، وكلمات تختلف حركاتها، ولا تتغير في صورتها ومعناها. فالخلاف هنا من جنس (الخلاف اللفظي)، أو (اختلاف التنوع). أما الأستاذ الدكتور رجب محمود سليمان، فقد كانت ندوته بعنوان («ذو» بمعنى صاحب في القرآن الكريم )، في حين جاءت ندوة أ. د. رفعت إسماعيل السوداني، تحت عنوان (النظم القرآني مفهوما وتطبيقا) عرض في هذه الندوة تطور فكرة النظم عند بعض العلماء قديما قبل عبد القاهر الجرجاني، ثم اكتمالها عنده باعتبارها نظرية من أهم النظريات في ميدان البلاغة والنقد . واستمرارا لجلسات الحوار العلمي في قسم اللغة العربية قدمت(الاستثناء، وبعض قضاياه) للأستاذ الدكتور الحسيني القهوجي، وضح فيها أهمية الموضوع المعروض الذي أفرد له بعض الفقهاء كتابا خاصا ضخما، ثم تناول بعض قضايا الاستثناء الخلافية، فتحدث عن مدلول الإخراج في الاستثناء، وتفسير العلماء له، وتناول كثيرا من قضايا الاستثناء المهمة . كما ألقى الأستاذ الدكتور حسن البنا عزالدين، محاضرة بعنوان (النظرية والمنهج) فرق من خلالها بين المفهومين، مبينا بأن النظريات تزودنا، بعامة، بالمقدمات التي ترسي الأساس لإطار المقولات؛ في حين أن المناهج تمدنا بالأدوات المستخدمة في عمليات التفسير. وختم المحاضر الجلسة بالقول: إن النظرية تنزع إلى تجريد المادة من فرديتها، على حين أن الوظيفة المحورية للمناهج التفسيرية هي إبراز هذه الفردية ذاتها وتوضيحها. هذا وكانت محاضرة الدكتور صغير العنزي، رئيس قسم اللغة العربية، هي المحاضرة الأخيرة في جلسات الحوار العلمي للفصل الدراسي الأول، وكانت بعنوان، ‘‘تأملات في سورة يوسف''. دارت المحاضرة حول بعض الجوانب الأسلوبية في سورة يوسف ومدى مناسبتها اللغوية والبلاغية والنفسية للمقامات التي وردت فيه بالسورة. ومع بداية الفصل الدراسي الثاني توالت جلسات الحوار العلمي وكانت المحاضرة الأولى عن النقد الثقافي وصلته بالنقد الأدبي للأستاذ الدكتور حسن البنا عزالدين. ثم كان اللقاء مع الأستاذ الدكتور رفعت السوداني، بمحاضرة تحت عنوان ( أذكار الصلاة المفروضة) ، تأملات وأسرارا بلاغية. وبعد ذلك توالت المحاضرات على مدار أسابيع العام حيث ألقى الدكتور، حبيب الله علي إبراهيم، محاضرة بعنوان: (النص الشعري، دراسة في القراءة والتلقي ). وجاءت محاضرة الأستاذ الدكتور رجب محمود بعنوان (الشواهد القرآنية في اللمع في العربية لابن جني) تناول فيها قضايا قديمة وحديثة ذات صلة بهذا الكتاب. ومن أهم توجهات القسم في بناء طلابه وطالباته أن شاركت طالبات الدراسات العليا والمميزات من البكالوريوس محاضرات اتسمت بالوعي والجدية، ومنها ثلاث قراءات في كتابي عبد القاهر الجرجاني (دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة) حيث قامت الطالبة لطيفة حماد العنزي بإدارة اللقاء فيما قدمت الطلبة شريفة ذويب العنزي الورقة الأولى حول سر إعجاز القرآن الكريم وأشهر من تناول ذلك والرد عليهم من قبل الجرجاني وقدمت الطالبة منى خالد الرويلي بعنوان نظرية النظم بين سيبويه والجرجاني وأثر السابق على اللاحق وجهود الجرجاني في بناء نظرية النظم، وأكدت الباحثة أن الاتجاه النحوي والاتجاه اللغوي كان لهما الأثر الأكبر في تشكيل النظرية عند الجرجاني. وجاءت ورقة الطالبة مشاعل الأملح العنزي في سياق الإجابة عن سؤال: هل كان عبد الجبار ملهما للجرجاني؟ ومدى الأثر والتأثر بينهما؟ وقد فتحت هذه الأسئلة حوارات ومداولات بين الطالبات والحضور من الأساتذة والطلاب والطالبات أثرت وعمقت ما قدمنه الطالبات. وقدم بعد ذلك قدم الدكتور ياسر سلامة إبراهيم من قسم اللغة العربية في جامعة الحدود الشمالية محاضرة بعنوان: « المعرب في القرآن الكريم قراءة في كتاب المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب للسيوطي « . . وقد حرص القسم على تنويع محاضراته حيث استعان بأساتذة متميزين من الجامعات الأخرى فاستضاف الدكتور أحمد آل مريع من جامعة الملك خالد/ أبها، الذي قدم محاضرة لاقت التفاعل من قبل الحضور وكان عنوانها «خطاب الكنتية في التراث العربي» طرح من خلالها طرحا جديدا أفاد منه الحضور. وكانت جلسة الدكتورة فاطمة الوهيبي من جامعة الأميرة نورة قدمت من خلالها قراءة في القتل في الشعر العربي، فيما قدم الأستاذ الدكتور محمد القاضي من جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية /الرياض، قراءة جديدة للخبر في السرديات، قديمها، وحديثها، متطرقا إلى الانفتاح على المناهج الغربية وجذورها، وتعالقها مع التراث العربي في تناول السرديات . ثم حاضر الأستاذ الدكتور علي الشبعان أستاذ الأدب والنقد في جامعة الدمام حيث عن « الحجاج ومتون اللغة « ، وكان طرحه مثريا. وفي الجلسة ما قبل الأخيرة تحدث الأستاذ الدكتور صالح رمضان من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/ الرياض عن « مفاهيم التداولية وأثرها في الدرس الأدبي « . وفي ختام نشاط القسم الثقافي حاضر الأستاذ الدكتور سليمان بن إبراهيم العايد أستاذ النحو العربي في جامعة أم القرى عن «وقفات مع المعاني النحوية وموقعها في التصنيف البلاغي وأثرها في تبويب علم المعاني». وقد أشاد رئيس قسم اللغة العربية د. صغير العنزي بنجاح القسم الباهر في أداء رسالته العلمية نحو طلابه وطالبات، ومجتمعه، مؤكدا أن هذا النجاح يقف وراءه معالي مدير الجامعة أ.د.سعيد بن عمر آل عمر ، هذا الرجل المخلص النبيل، الذي ضرب أروع الأمثلة بالقيادة الجامعية التي تحمل روح الإنسان، وإدارة الأكاديمي، وإخلاص المواطن، وكذلك وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي د.محمد الوصالي ومواقفه الطيبة، ثم الجهود المميزة لعميد عمادة الدراسات العليا د.خلف بن مطلق الشمري، ووكيله د.مانع الدعجاني اللذين كانت لهما وقفاتهما الجميلة والداعمة، ثم دور عميد الكلية د.متعب بن زعزوع العنزي وكذلك دور عميد الكلية السابق د.خلف بن رشيد الحربي، فقد بذلا جهودا تستحق الشكر والتقدير، وكذلك الدعم المتواصل من عميد التطوير د. عمير بن يتيم العنزي، مضيفا: أن القسم يتميز بأساتذة من الطراز الرفيع، وذكر العنزي أن طالبات وطلاب الدراسات العليا الذين سيحصلون على درجة الماجستير سيكونون مشرفين. معالي مدير جامعة الحدود الشمالية أ. د سعيد بن عمر آل عمر د. خلف الشمري عميد عمادة الدراسات العليا بجامعة الحدود الشمالية د. مانع الدعجاني وكيل عمادة الدراسات العليا بجامعة الحدود الشمالية