قال مسؤولون أميركيون إن وزارة العدل اختارت مدعيا مخضرما لإجراء تحقيق بشأن تدفق مقاتلين أجانب بينهم أميركيون ينضمون لمقاتلي المعارضة في سورية وذلك في علامة على الإنزعاج المتزايد من خطر المقاتلين المتشددين العائدين إلى أوطانهم. وأبدت وكالات تنفيذ القانون ووكالات الأمن الأميركية قلقا متزايدا على مدى شهور من التدفق المتواصل لمتشددين غربيين بينهم أميركيون يتجهون إلى سورية. وينضم معظم الأجانب إلى الفصائل الأكثر تطرفا التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ومنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام. ويقول مسؤولون أميركيون ومن الحلفاء إن تخوفهم الرئيسي هو أن يبدأ المقاتلون المخضرمون الذين زادتهم تجربتهم في سورية تشددا في شن هجمات ارهابية بعد عودتهم إلى بلدانهم. وتقول السلطات في أوروبا الغربية إنهم اكتشفوا مؤامرات لمقاتلين عائدين من سورية. ويعمل ستيفن بونتيشلو المدعي الذي عينته وزارة العدل الأميركية للتعامل مع القضية في إدارة الأمن الوطني في الوزارة. وقال جون كارلين رئيس تلك الإدارة ان بونتيشلو سيقوم بتنسيق التحقيقات التي تشمل المقاتلين الأجانب وتوفير الخبرات ولقاء نظرائه الأجانب في أوروبا وأماكن أخرى الذين يتعاملون مع الخطر نفسه. وقال كارلين في مؤتمر في مؤسسة بروكنجز -وهي معهد أبحاث- "إننا نريد التأكد من أن العاملين في إدارة مكافحة الارهاب والمدعين العامين الأميركيين في كل انحاء البلاد يركزون على هذا الخطر". وكانت وزارة الخارجية عينت أواخر مارس الماضي الدبلوماسي المخضرم روبرت برادتك للتعامل مع الخطر المتصور. وقالت متحدثة باسم الوزارة إن برادتك سيكون هو الدبلوماسي الأميركي الرئيسي في "التواصل مع شركاء أجانب لمنع أو اعتراض سفر المتطرفين الأجانب إلى سورية." وقال بول بريسون المتحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي ان المكتب أنشأ فريقا من الخبراء داخل إدارة مكافحة الارهاب التابعة له لإجراء تحريات بشأن الاميركيين الذين شاركوا بالقتال او مهتمون بالقتال بسورية. واضاف ان تجارب الماضي أظهرت ان "السفر إلى أماكن مثل اليمن وباكستان والصومال كان مبعث قلق كبير بسبب الجماعات الإرهابية التي تنشط في تلك المناطق." واستدرك بقوله "وظهرت سورية كنقطة تبعث على القلق الشديد بسبب الصراع الدائر ونشاط المتطرفين في المنطقة". وكان مسؤولو المخابرات الأميركية يقدرون حتى وقت قريب أن حوالي سبعة آلاف مقاتل أجنبي انضموا منذ 2012 إلى نحو 23 ألفا من مقاتلي المعارضة وأن أغلبهم انضموا للجماعات الأكثر تشددا المناهضة للأسد. لكن جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت إن العدد المقدر الآن يصل إلى تسعة آلاف مقاتل أجنبي سافروا إلى سورية منذ بدء الحرب. وقالت ساكي "نتواصل مع الحكومات الشريكة الرئيسية من خلال مركز للتواصل فيما يتعلق بتخوفنا المشترك المتعلق بتدفق مقاتلين إلى الحرب السورية". وقالت إن حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط وأوروبا "قلقون بشدة" من سفر مواطنيهم إلى سورية".