شاهدنا بالأمس القريب افتتاح استاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي سمي ب(الجوهرة) وما حظي به من رعاية كريمة من والدنا خادم الحرمين الشريفين الذي أهدى أبناءه الرياضيين هذا الصرح العملاق بمواصفات عالمية تضاهي أفضل ملاعب العالم وأحدثها بتقنياته المميزة المواكبة لعصر التطور وتنظيمه الرائع والمرافق الجميلة وبشكله الجوهري وهو فعلاً جوهرة لما يحمله من اسم غال على القلوب، إضافة إلى شكله الهندسي الباهر وبمدرجاته القريبة من الملعب فهذا الطريقة الجديدة على ملاعبنا والرائعة بمعناها ولكن ما شاهدته وشاهده الكثير غيري من لقطات ل(الجوهرة) والذي أحب تسميته ب(جوهرة عبدالله)، فقد رأينا في يوم الافتتاح ما يؤلم حقاً من مظاهر غير سويةٍ فضلاً عن كونها غير حضارية أسفنا عليها كثيراً وهي رمي بعض الجماهير وهم قليلة في ملاعبنا لعلب المشروبات على بعض إداريي ولاعبي الشباب قبيل بداية المباراة، ومثل هذه الأحداث تشوه الجمالية التي رأيناها في الملعب وهذه مظاهر تشاهد بين الحين والآخر في ملاعبنا للأسف والتي شاهدناها من خلال الصور التي انتشرت لبعض الكراسي المكسرة بعد نهاية المباراة فإلى متى نكون هكذا سلبيين بتعبيرنا وبفكرنا. ملعب كلف قرابة الملياري ريال وتكون هذه النتيجة في يوم افتتاحه فهذه الحادثة ليست الأولى في مجتمعنا وخلال أقل من عام واحد فقط شاهدنا وقرأنا ما حدث في حديقة الملك عبدالله بالرياض من تخريب للنافورة الفائقة الجمال وتكسير لمقاعد الحديقة في يوم الافتتاح فلماذا توجد لدى البعض ثقافة إهدار المال العام واللامبالاة فكل ذلك وضع من أجلنا. أهكذا يكون جزاء الإحسان بالإفساد والنكران؟!، يجب علينا جميعاً أن نتكاتف لنرتقي بفكرنا وتعبيرنا عن فرحنا أو حتى غضبنا بحدود الأدب واللباقة فهي من خصال ديننا الحنيف الذي حثنا على التسامي بأخلاقنا وتعاملاتنا ويجب أن نكون أهلا لذلك فهو يهذب سلوكنا وأخلاقنا. وعلى النقيض شاهدنا يوم الأحد الماضي فرح جمهور مانشستر سيتي بالفوز بلقب الدوري الانجليزي بعد منافسة شرسة وهو الذي لحق بناديي ليڤربول وتشلسي من الخلف وأزاحهما وحقق اللقب بفارق نقطي بسيط وكيف كانت أفراح جماهيره بنزولهم إلى أرض الملعب الذي من دون "حواجز أو سياج" والاحتفال مع لاعبي فريقهم وجهازه الفني وبعد ذلك عودتهم بعد انتهاء الاحتفال بكل انسيابية لمقاعدهم طواعية دون أي تدخل أو فرض قوة عليهم إنها ثقافة مجتمع ليس أكثر، فهم يحترمون الأنظمة والقوانين وكل ما نأمله في مجتمعنا العام والرياضي على وجه الخصوص الرقي بثقافتنا والتعبير عن الأفراح بشكل حضاري وعدم الإساءة لأحد أو تسبب أي ضرر وعدم هدر ممتلكات المال العام. بعض الأعمال التخريبية في يوم افتتاح (الجوهرة)