يستعد دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم لواحدة من أكثر نهاياته اثارة عندما يستضيف برشلونة باستاد نو كامب المتصدر اتليتيكو مدريد في مباراة سينال فيها الفائز اللقب في الجولة الأخيرة اليوم (السبت). وحُسم لقب دوري الدرجة الأولى في اسبانيا مرتين فقط في تاريخه بمواجهة مباشرة بين فريقين في اليوم الأخير للموسم وعندما تم وضع جدول المباريات العام الماضي كان قليلون سيتوقعوا أن اتليتيكو سيتنافس مع برشلونة الأكثر ثراء على البطولة في هذه المرحلة. وكان ريال مدريد قد تفوق على برشلونة حتى مطلع هذا الاسبوع قبل خسارته أمام سيلتا فيغو لكن النادي الثاني من حيث الشعبية في العاصمة الاسبانية هو القريب من تحقيق انجاز جدير بالاعجاب. ولم ينافس اتليتيكو على لقب الدوري الاسباني منذ انتصر لاخر مرة عام 1996 وتذوق مرارة الهبوط في بداية هذا القرن لكنه يمتلك الان فرصة انتزاع ثنائية تاريخية في الدوري الاسباني ودوري أبطال اوروبا. وبغض النظر عن نتيجة المباراة فإن التفكير سيتحول مباشرة الى نهائي دوري أبطال اوروبا في الاسبوع التالي ضد ريال في لشبونة حيث سيتطلع اتليتيكو للفوز بالكأس الاوروبية لأول مرة ومنع جاره الأكثر شهرة من زيادة ألقابه الى عشرة. وقال قائد اتليتيكو جابي: "نملك فرصة تاريخية للفوز بلقبين ونحن فخورون لأننا تفوقنا بالحماس على العديد من الفرق". وأضاف لاعب الوسط الذي ازدهر تحت قيادة المدرب دييغو سيميوني وكان ثبات مستواه عنصرا اساسيا في نجاح اتليتيكو مؤخرا "يرغب الكثيرون في فوزنا وأظهر هذا الفريق شخصية لم نراها منذ فترة طويلة". وتابع "يجب أن نواصل العمل بالنهج نفسه الذي عملنا به طيلة الموسم الذي يعتمد على القوة والثقة". وبعد 37 مباراة في دوري الدرجة الأولى الاسباني يتصدر اتليتيكو الترتيب برصيد 89 نقطة بينما يملك برشلونة 86 نقطة وريال 84 نقطة. واذا تغلب برشلونة الذي يسعى لاحراز لقبه الخامس في ست سنوات على اتليتيكو فانه سيتوج بطلا لأنه سيمتلك سجلا أفضل في المواجهات المباشرة مع اتليتيكو بعد تعادلهما من دون أهداف باستاد فيسنتي كالديرون في مدريد في يناير. وسيكون التعادل كافيا لاتليتيكو ليصبح أول فريق بعيدا عن ريال وبرشلونة يفوز بالدوري الاسباني منذ بلنسية عام 2004. وكانت اخر مرة يحسم فيها اللقب بالمواجهات المباشرة في موسم 1950-1951 عندما تفوق اتليتيكو على اشبيلية، وكانت المرة الأخرى قبلها بخمسة أعوام عندما تفوق اشبيلية على برشلونة. ولعب اتليتيكو وبرشلونة بالفعل خمس مرات هذا الموسم في سلسلة من المواجهات القوية، إذ كان للفريق الكاتالوني نصيب الاسد من الاستحواذ على الكرة لكنه أحبط بدفاع صلب من منافسه. وتفوق برشلونة على اتليتيكو لينتزع لقب كأس السوبر الاسبانية في بداية الموسم عندما منح هدف نيمار التعادل 1-1 للفريق القطالوني باستاد كالديرون ذهابا وهو ما كان كافيا لضمان الفوز عقب تعادل الفريقين من دون أهداف في استاد نو كامب في الاياب. وعقب تعادله مع برشلونة باستاد كالديرون في الدوري في يناير الماضي تعادل اتليتيكو 1-1 في نو كامب في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال اوروبا الشهر الماضي قبل فوزه 1-صفر في الاياب في مدريد. ويعتقد قائد برشلونة تشابي أن العنصر الأساسي في المباراة هو التسجيل اولا واجبار اتليتيكو على الاندفاع للهجوم. وقال تشابي: "إنهم الأفضل دفاعيا وباستطاعتهم الضغط عليك كما يساند اللاعبون بعضهم البعض ويمتلكون خيارت مختلفة في الهجوم". وأضاف صانع لعب منتخب اسبانيا "اعتقدنا أننا خسرنا الدوري وهذه الأمور تحدث في كرة القدم لكن الأمر أصبح بأيدينا الان". وتابع "انها مباراة فريدة ولا اعرف متى ستحدث مرة أخرى، لا زلنا نشعر بالنهم ويجب أن يتحمس المشجعون لذلك". وكان المدرب الارجنتيني جيراردو مارتينو ولاعبو برشلونة استبعدوا وجود فرصة لهم في المنافسة بعد تعادل الفريق الكاتالوني 2-2 على أرضه مع خيتافي هذا الشهر لكن اتليتيكو وريال تعثرا أيضا وهو ما سمح لبرشلونة بالبقاء في المنافسة. ومع ذلك فانه حتى الفوز ربما لن يكون كافيا لانقاذ مارتينو الذي خاض موسما محبطا في أول عام له مع الفريق ويتوقع كثيرون أن يتولى لاعب وسط برشلونة واسبانيا السابق لويس انريكي والموجود الان مع سيلتا فيغو المهمة الموسم المقبل. دييغو سيميوني مدرب اتليتكو مدريد راهن على مباراة الليلة (رويترز)